من الصعب ان اصف تلك المقاومة وتلك الحرية وتلك الأنوار والامال بأنها أسرى لأن من صاغها أسير وكيف يكون البرغوثي أسيراً وفكره ومنهجه حيٌ نابض كما الهواء لا يكف عن السير بين البشر ؟؟ لذا سأكتفي بقول فك الله اسر جسدك ايها المقاوم .
من الصعب جداً قراءة هذه الرواية بمعزل عن البرغوثي نفسه الكلمة تلو الكلمة كانفاسه الواحد تلو الآخر والسطر يتلوه السطر كمنهجه نابضٌ لا يهدأ والصفحات مثقلة بالوطن بجنين بالكرامة والفداء وبالمقاومة التي ما عرفنا لها معنى لولا البرغوثي ومن يسير على ذات النهج .
هي ليست الماجدة وحدها وليست احلام التميمي وحدها هي فلسطين التي تلد النساء المثقلات المفعمات بحب الوطن وبخدمة الدين وهي فلسطين التي لا تكف عن السير في نهج المقاومة التي انجبت لنا اسماعيل ونور وامل كما انجبت لنا الياسين ، وهي الانتفاضة التي ما خاضها شعبٌ كما شعب فلسطين .
تسطيع كلمات البرغوثي ان تدخل الى أعماق اعماق القلب يستطيع ان يجد فيك النصف الممتلئ فيحييه ان مات والنصف الخالي فيجدده ان خاب ، يجد المستقر لكلماته داخلنا دون ان يعد لها مسبقاً ينقل لك المشهد لتعيشه وتذرف الدموع حزيناً على اسير او سعيداً على شهيد .
عيني كانت عالقة مع سطور البرغوثي في حين ان عقلي وروحي شاردة هناك في فلسطين في مخيم جنين حيث الماجدة واسماعيل وفي غزة حيث تُعلن المقاومة حق مشروع ونهج لا يواجه العدو إلا به .
وفي حين ان لإسماعيل البطل نور وامل كانا بإنتظاره فإن للبروغوثي أنوارٌ وآمال اتخذت منه بطلاً لها لا تساوم عليه ولا تبدل نهجه .
دُمت مقاوماُ ودُمت بطلاً ..