يوم غائم في البر الغربي > مراجعات رواية يوم غائم في البر الغربي > مراجعة FatmaKaram

يوم غائم في البر الغربي - محمد المنسي قنديل
تحميل الكتاب

يوم غائم في البر الغربي

تأليف (تأليف) 3.8
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

رواية محيرة لا أعلم هل أحببتها أم لا

استمتعت بها كوجبة أدبية دسمة ومن غير الإنصاف أن أنكر ذلك

وصف عبقري يجعلني أرى أحداث الرواية كفيلم سينمائي تدب فيه الحياة

هو تاريخ مصر = عائشة التي تختلط ملامحها القبطية بديانتها المسلمة بوشم الصليب على كتفها

عائشة التي لم أعرفها طوال قرائتي للرواية

تبدو المحرك الخامل في الأحداث عنصر هامشي ولكنك لا تستطيع ألا تلتقطه ويجذبك رغم غموضه وغرابته

الفتاة الجميلة الهاربة من عمها والتي تتقن اللغات وتعمل لدى من يستعبد المصريين

ثم تتركه لتعمل في الصحيفة التي تناهضه تحت اشراف مصطفى كامل"أكثر الشخصيات التي أثارت دمعي في الرواية"

النحات العاشق يحبها ويسعى للزواج منها ولكنه لا يصمد أمام الاهانة التي نالها وهو يدافع عنها وينتهي بهما الأمر إلى فراق لم يستطع محوهامن ذاكرته كحبه الأول ولم يستطع نسيان الإهانة التي طالته بسببها .. نسيها والتقى بغيرها واستمرت الحياة

أما الرسام ومنقب الأثار كارتر الذي يدعوها بالأميرة ويُجل حضورها لم يجد فيها إلا ملهمة وتميمة حظ وعندما أمسك بالهدف لم يعيرها اهتماما

وبينهما العم الذي سلبها انسانيتها وحولها لحيوان يتبع غرائزه الأولى ثم مات ولكن بعد ماذا

هذا هو التاريخ الحديث

يعود بنا إلى اخناتون الذي وجدته يشبه مختار في بعض الأشياء

ربما في حماسه الشديد في العمل والابداع والتغيير والذي قابله الضعف والانسحاب عندما حاصرته الأزمات الحقيقية

كأي ثوري حالم بدون نظرة مدروسة للواقع سرعان ما يسقط ويعود كل شيء أسوأ مما كان

مشهد عائشة وهي تستمع باغتصاب عمها لها بعد خطة مدروسة مارسها عليها ليحولها لهذا الحيوان مسلوب العقل لبعض الوقت

شاهدته شبيه جدا بالابتهاج المقزز والعهر الجماعي في زفاف توت عنخ آمون وعنخ إسن

خضوع بخضوع

فيه الاستمتاع المقرف والنشوة بالإذلال وسلب الارادة والانسانية

ولكنه واقعي ولازال يحدث وان اختلفت السبل

محمد منسي قنديل أبدع في حبك رواية تاريخية رائعة لم تصيبني بالملل رغم ضخامتها

ولكن أرى فصل مثل بني خلف ووش البركة لا داعي لهما بهذا الطول

ربما هو أراد مقارنة العصر الحديث بالماضي

في النهاية يظل شعب مصر مجرد عبيد لا أرواح لهم في نظر الرقيقة نفرتيتي

وفي نظر زوجة اللورد التي تتأفف من روائحهم

وفي نظر كارتر الذي يبقر بطون أراضيهم ليراضي أسياده ويكسب الأمجاد

أما الثوري الحالم فلا يستطيع تجاوز حلم عشقه لهذا الوطن سوى في نحت تمثال يخلد حلمه القديم

وتبقى مصر محاطة بالذئاب الجائعة التي لا تعلم إن كانت أرواح الأجداد الحامية أم هم أصحاب المكان أم المنتظرين لسقوطها كي يتشاركوها كوجبة سهلة سائغة

Facebook Twitter Link .
9 يوافقون
2 تعليقات