البصيرة > مراجعات رواية البصيرة > مراجعة هبة فراش

البصيرة - جوزيه ساراماجو
أبلغوني عند توفره

البصيرة

تأليف (تأليف) 3.7
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

من العمى الى البصيرة .. من وباء الرؤية البيضاء الى حادثة الاصوات البيضاء

شعبٌ يتحدى الحكومة من رئيس الدولة الى رئيس الوزراء الى وزير العدل يعقدون العزم على التصويت في صناديق الاقتراع بأصوات بيضاء لا يمين فيها ولا يسار ولا وسط ، دون تخطيط مسبق ودون خطة محكمة ودون خطابات او توجيهات علنية أو خفية ، لتصبح بعدها الحرية والديمقراطية لعنة على هذا الشعب فبين نعم ولا أنت مخير لا مجبر في عرف قانون الديمقراطية ولكن القاعدة الادق تقول عند لا انت معتقل ، مقتول ، أسير ولربما مطلوب للعدالة أينما ثقفت . وكأن ساراماغو قد عاد يتلقط انفاسه ليصف واقعنا الذي نعيش وكأنه كتب البصيرة اليوم وليس البارحة وكأنه رسم خارطة الطريق الذي تحذو حذوه حكومات العالم التي تستبد شعوبها وتستبيح حريتها حتى آخر رمق .

اذهلني كما سبق وفعلها بالجزء الاول ( العمى ) خاصة أنني لم ايقن ان البصيرة هي وجه العملة الثاني للعمى إلا بعد ان تجاوزت من القراءة ما يقارب 200 صفحة ، كتابٌ تجاوز فيه الفكرة ولربما المنطق ليقلب المشاهد رأساً على عقب فتغير الدولة عاصمتها وتصبح العاصمة الأساسية وحيدة تصارع قرار الأصوات البيضاء الذي اتخذته دون سابق تدبير ومناقشة لتعزل بمن فيها وتحاكم .

واخيراً و بعد الكثير من المداولات والاتهامات يُحدد كبش الفداء لحالة الفوضى هذه ويصوب على المتهم الذي أختير حلاً لما يحدث من خلافات جسيمة بين الشعب المعزول والحكومة وبين العاصمة والعاصمة البديلة ليكون كبش الفداء هذا المرأة المبصرة الوحيدة او الشاهدة الوحيدة على احداث وباء العمى الأبيض الذي انتشر قبل 4 سنوات من احداث عاصمة الاصوات البيضاء .

تعزم الحكومة على انهاء هذا الصراع والحد من ظاهرة الفوضى وتظهر أنيابها الفتاكة لتستعيد مجدها وعهدها السابق فتكتب التهمة ضد المراة المبصرة وتحاك حولها القضية بانها هي التي حرضت شعباً كاملاً على الادلاء بأصوات بيضاء . تظهر الصورة جلياً في الصفحة الاولى في الصحف و في نشرات الاخبار بدائرة حمراء حولها وقد اتخذت موقعها في الصورة مع غيرها ممن خاضوا تجربة داء العمى . تنتهي أحداث الرواية بقتلها وقتل المأمور الذي حاول مساعدتها وبمعنى ادق تنتهي الرواية حين يكف الكلب عن العواء ،فبين ما قاله الكلب من عواء في البداية وبين صمته المدوي في نهايتها تقبع حكاية الاصوات البيضاء واللاديمقراطية الأبدية .

بعد العمى والبصيرة اظن ان اختياري لساراماغو كان صدفةً رائعة جداً وتجربة منفردة بنفسها ومختلفة بكل ما فيها من واقع وخيال :)

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق