ملكوم إكس: سيرة ذاتية > مراجعات كتاب ملكوم إكس: سيرة ذاتية > مراجعة محمد عبداللطيف

ملكوم إكس: سيرة ذاتية - أليكس هالي, ليلى أبو زيد
أبلغوني عند توفره

ملكوم إكس: سيرة ذاتية

تأليف (تأليف) (ترجمة) 4.3
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
3

(مالكوم ليتل) المعروف أيضا بإسم (مالكولم إكس) و بالحاج (مالك الشباز) ، و الذي كنت دائما أتعجب من تسميته بهذين الإسمين ، و قد قام هو بتفسير سبب تسميته بهما في الكتاب.

يتكون الكتاب من أربعة أجزاء كبري تندرج تحتها تسعة عشر فصلا و خاتمة.

الجزء الأول يتحدث فيه عن نشأته منذ صغره و طفولته ، و حياته مع عائلته ، ثم حادثة مقتل والده ، و مرض أمه العقلي ، و تشتت شمل العائلة ، و الذي استتبعه بحياة الضياع و التشرد و الجريمة التي عاشها حتي القبض عليه و دخوله السجن.

الجزء الثاني يتحدث فيه عن سماعه لأول مرة بالإسلام عن طريق أخيه الذي زاره في السجن و عرفه علي (إليجا محمد) الذي كان يعتقد في نفسه أنه رسول من الله إلي الزنوج (!) و أن الله بذاته قد تجسد له ليبعث له بهذه الرسالة (!) - حاشا لله عن هذه الخزعبلات بالطبع - و كيف تغيرت حياة مالكوم تماما بعد هذا ،و كيف أسلم و إقتنع تماما بأفكار و معتقدات هذا ال (إليجا) الخزعبلية ، و كيف غير هذا الإقتناع حياته إلي الأبد ، مرورا بخروجه من السجن و لقائه ب(إليجا) الذي خلب لبه تماما ، و كيف ساعده في تقوية و توسعة منظمة (أمة الإسلام) التي كان أنشأها (إليجا).

الجزء الثالث يتحدث فيه عن إنفصاله الفكري ثم الجسماني عن (أمة الإسلام) و زعيمها و مؤسسها (إليجا محمد) ، و ذهابه إلي مكة لأداء فريضة الحج ، و هي الرحلة التي كشفت له عن زيف الأفكار التي كان يروج لها (إليجا) ، و رحلاته إلي العديد من الدول الإف يقية التي إكتشف فيه ذاته و جذوره ، ثم عودته للأراضي الأمريكية و صدامه بمنظمة (أمة الإسلام) ، و توقعه لإغتياله.

الحزء الرابع تحدث فيه (أليكس هيلي) كاتب الكتاب عن لقائه ب(مالكوم) و تعاونه معه لإخراج سيرته الذاتيه إلي النور و إنطباعاته المختلفة عنه ، إنتهاءا بحادثة إغتياله و ملابساتها الغامضة.

قد تكون بعض الأفكار الواردة علي لسان (مالكوم) في هذا الكتاب مناسبة نسبيا للزمن الذي عاشه و للمشكلات المعاصرة لهذا الزمن ، لكني أعتقد أن الكثير منها قد عفا عليه الزمن ، أو أنها تحتاج - علي الآقل - إلي تغيير و تطوير جذري ، إن لم يكن نسف من الأساس كي تكون قادرة علي مواكبة التطور الكبير الذي طرأ علي مجال الحقوق المدنية للأقليات في العالم و في الولايات المتحدة الأمريكية بشكل خاص.

هناك العديد من الأفكار التي حاول طوال صفتات الكتاب أن يدافع عن نفسه بخصوصا أو أن ينفيها ، مثل فكرة الفصل التي تبناها (إليجا) و التي طالب فيها بإعطاء الأفروآمريكان ولاية أو مجموعة ولايات ليتجمعوا فيها و يحكومها بأنفسهم ، برغم كونها فكرة غير منطقية أو واقعية ، و إلا لطالبت كل الأقليات بنفس الحق و تفككت الدولة و إنهارت تماما ، و هو بالطبع ما سيعارضه و بشظة أي نظام حاكم و سيعارضه بطبيعة الحال باقي الشعب ، إلا أن أكثر ما لفت نظري إستماتة (مالكوم) في نفي الإتهام الدائم له بالعنصرية ، و هو ما آجده إلي حد كبير إتهام منطقي و غير مستبعد ، و يتضح من معظم كلماته و أفكاره الواردة في الكتاب محاولته الدائمة لمجابهة العنصرية بعنصرية مضادة ضد البيض ، وبخاصة في الفترة التي كان فيها منضما و فاعلا بشدة في منظمة (أمة الإسلام) المنغلقة علي نفسها ، ربما تغيرت أفكاره و إقتناعه بالعنصرية المضادة بعد إنفصاله عن المنظمة ، و أدائه لفريضة الحج ، و رؤيته بأم عينيه كيف يآخي الإسلام بين المسلمين من كل الأجناس و الألوان و الأعراق بلا آي تفرقة أو تمييز أو تفضيل لأحد علي الآخر إلا بعمله ، إلا أن حتي كلماته في تلك المرحلة تشي بأن إيمانه و إقتناعه بتلك الحقيقة لم يكن راسخا بعد ، و كان مازال يعاني من أثار العنصرية البضاء ضد السود و يقابلها بعنصرية مضادة ، ربما إذا كان طال به العمر كنا رأيناه و قد تغير فكره و تخلص منه.

نقطة آخري شديدة الأهمية لفتت إنتباهي ، و هي أنه عندما أسلم و إتبع (إليجا محمد) كان هذا إقتناعا منه بكلامه المزعوم أنه خاتم المرسلين من الله ، و بأن الله تجيد له ، إلي آخر هذا الكلام الخزعبلي ، في حين أنه لما ذهب لأداء فريضة الحج ، وزار بلدان إسلامية كبريبعد الأراضي المقدسة كمصر و الجزائر و بدأ يتعرف علي الإسلام الصحيح ، ثم عاد إلي الولايات المتحدة و قرر فضح (إليجا محمد) ، كان ما تكلم عنه هي الفضائح الجنسية المنسوبة إليه ، و لم يتكلم في أمور هي من صميم العقيدة الإسلامية كختام الرسالات بنزول الوحي علي سيدنا محمد - عليه أفضل الصلاة و السلام - و عدم تجسد الذات الإلهية ، إلي أخر هذه الخزعبلات ، هذه نقطة في منتهي الغرابة ، و تحتاج إلي بحث و تمحيص حيالها.

في النهاية أفادني هذا الكتاب جدا في إزالة تلك الهالة الغامضة التي كانت تترأي لي كلما ذكر إسم (مالكوم إكس) أمامي - خصوصا أنها سيرة ذاتية تحدث فيه بلسانه و عبر عن أفكاره بنفسه- و هو بلا شك شخصية مثيرة للجدل ، و يحتاج إلي كتب و مصادر أخري عنه لتكوين صورة أكثر وضوحا و شمولا.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق