حبيبتي بكماء > مراجعات رواية حبيبتي بكماء > مراجعة أمل لذيذ

حبيبتي بكماء - محمد بدر السالم
أبلغوني عند توفره

حبيبتي بكماء

تأليف (تأليف) 3.5
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
0

تصلنا بعض الحكايات عن عشق يقع بسبب إلتقاء عين بعين،وهناك من يصفون هذه الحالة بأنها إعجاب عابر فحسب،وهناك من يرونها بداية حب سينمو مع الوقت،وهناك من يعتقدون بأن هذا التلاقي البصري هو كوميض آلة التصوير حينما يلتقط لحظة تاريخية،ولكن ما يبدو كمحل إتفاق بين أغلب العشاق أو من عرفوا العشق هو أن هذا المشهد بين العينين لا ينسى ،وبأن من يصيبه الغرام غالباً ما يروي أول كلام عين لمن هام به وعشقه حينما يطلب منه الحديث عن كيفية تعرفه على محبه...

كتاب (حبيبتي بكماء) للكاتب محمد السالم ،يوصل لنا حكاية حب حملت تواقيع عيني العاشقين كتلك التي يكثر الترنم بها عندما تذكر كلمات الحب،والفارق في هذه القصة هو أن هذه النظرة التي جمعت المتيمين كانت السبيل الوحيد للتواصل،إنها قصة (هتان)و(حنين) أبناء العمومة التي قربت بينهما الأيام والمسافات من بعد فرقة دامت سنوات،فعائلة هتان التي غادرت الرياض لتسكن الخبر لطبيعة عمل والده عادت إلى الرياض وإلى الأهل في الرياض،فيقع اللقاء العشقي وتبوح عين هتان لعين حنين بالإعجاب،ولم يتمكن هتان من إخفاء مشاعره تجاه ابنة عمه ولم تحبطه التعليقات العديدة التي صار يسمعها حول كونها "بكماء"،لم يستدل عليها من ملامحها ولكن ذكريات طفولته معها قادته إليها،وأصبح يفكر إن كانت تتذكره وقد غيرت السنون قسماته،هو هتان الابن الذي كانت جميع طلباته مجابة والذي لم يلتحق بأي عمل ليكمل دراسة الماجستير،هي حنين الابنة المحبوبة والتي كانت تشع طيبتها أينما حلت،وكان بينهما قاسم مشترك هو عدم زواجهما ،فكانت جدتهما تأمل في زواج حنين الذي لم يتحقق بالرغم من جمالها المفرط بسبب عدم قدرتها على الكلام،وأم هتان تدعو له بالزواج وتترقب أن تلامس يدها حفيدها المنتظر بلهفةوحنان،وإذا بالظروف تتبدل فيضطر هتان للعمل عند خاله الذي كان يعادي والده،فليس من السهل العثور على عمل مع إرتفاع معدلات البطالة وأيضاً إرتفاع اللجوء إلى الواسطةفي مجتمعه،فأتت "رسالة واردة" إلى هاتف هتان أفقدت قلبه توازنه،هي رسالة تهنئة من حنين،حنين التي طالما تلاعب به حنينه ليراها وليكلمها،فإذا بكلماتها المكتوبة تتسبب في تدوين قصة حب،وبالإضافة إلى الرسائل الهاتفية تم إختلاس لقاء قصير بينهما وأيضاً قرر هتان تعلم لغة الإشارة من حنين عبر برنامج "سكايب"،وبهذه الطرق توثقت العلاقة العاطفية بين هتان وحنين،وقرر هتان أن يخطبها وحدث أمه عن ذلك فنهرته ورفضت ما أراده،فغضب هتان من أمه وجافى حنين،حنين التي لم يخبرها بأنه طلب من أمه أن تخطبها له،حنين التي أرادها مقترنة به وأماً لأولاده،هو من مهد لبعده عنها فكان فاتراً تجاه الرد على رسائلها وجافاً في أسلوبه معها،وإرتبط ب"ديالا" في علاقة عابرة لينسى ابنه عمه وحبيبته الفعلية،وإذا بخبر يتعلق بحنين يرج مهجة هتان ويسقطه في الخيانة أكثر!

سطور الكتاب في إطارها كانت مميزة وهي تتمادى في الرومانسية في الرسائل المتبادلة بين الحبيبن والكلمات الغارقة في الوردية الغرامية ناسبت أحاسيسهما ،فحتى عندما أخبرت حنين همام بأنها بكماء وبأن هذا سيكون عائقاً بينهما خبرها بأنها :"بكِ ماء"أي إنها مزن يسقي فؤاده الحياة ،فهتان كان يرى فقط ما يريد أن يراه ،والوسائل التي إستخدمها العاشقان للتواصل هي تتماهى مع حالتهما وأوضاعهما،فمعظم حواراتهما كانت "رسالة واردة"و"رسالة صادرة" وبعض اللقاءات السكايبية التي كان يقتنصها الخجل،فهما كان يعيشان في مجتمع شرقي محافظ ،فهناك مسافة كبيرة بين ما تصوره أحلام المغرمين وبين ما يصوره الواقع،والصدمة تحدث حينما يستفيق العشاق ويرون واقعهم،وهذا ما تم في الرواية والكاتب أجاد التنقل بين العالمين،فحتى عندما أوصل هتان ابنة عمه أو إلتقى بها في المستشفى مع جدته لم يستطع أن يكلمها لا عن حبه و لا عن صده ،اللقاء الأوحد الذي عبر فيه لها عن عشقه كان في السر وكان أشبه بالسرقة ولم يتكرر،فكان التوتر بين ما إبتغاه هتان وبين ما إبتغاه له مجتمعه هو سيد الموقف،وهو تساءل إن كانت تنقصه الشجاعة أو أن ما فعله هو الصواب،وكاتب الرواية بهذه المعالجة أخذ قصة حب وأحاطها بكلم جميل ليتناسب ذلك مع الموضوع ، وأكثر ذلك كان في أول غرام هتان وحنين ومن ثم ترك مساحة ليقول فيها الواقع كلمته،ومن الجيد أن الكاتب لم يزد في عرض أحداث كثيرة ولم يدخل شخصيات ليس لها دور في الحكاية،فالحكاية بهذه الكلمات المختارة تصل للقراء وكذلك إستخدام الكاتب لضمير "أنا" في أسطره يساعد على إستلام نوع من التعاطف مع ما يحكى...

كتاب (حبيبتي بكماء) للكاتب محمد السالم،في قصة ترويها نظرات عشق إمتدت لتكتب لغة خاصة بها!

Facebook Twitter Link .
6 يوافقون
اضف تعليق