بقايا القهوة > مراجعات رواية بقايا القهوة > مراجعة Dr.Hanan Farouk

بقايا القهوة - ماريو بنديتي, محمد العشيري
أبلغوني عند توفره

بقايا القهوة

تأليف (تأليف) (ترجمة) 3.6
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

بنيديتي الرائع... لقد أعطاني درسا كاملًا في كيفية جعل الكتاب كائنًا حيّا تراه من طفولته إلى ماشاء الله... الرواية سيرة لشخص يدعى كلاودينو... مقسمة إلى فصول... الفصول الأولى سريعة تتراوح بين السطحية زالعمق تمامًا كعقلية الطفل واستيعابه المتنوع للأمور.. اكتشافه نفسه.. المرض... الحب... والموهبة... كلما تقدمت الفصول أحسست أنها تطول وتزيد فى العمق كأنها مرحلة عمرية بالفعل... كأنك تشاهد الطفل تطول قامته ويتغير صوته فيصبح مراهقًا ثم رجلًا كاملًا... ريتا ... أو فتاة الشجرة التي يراها كل من يقرأ فنجانه ويقابلها هو في صدف مصطنعة من قبلها( أو هكذا يبدو) في مراحل مختلفة أو فلنقل محطات ... وكلما حاول الإمساك بها اختفت كأن لم تكن... ثم تكتشف في حكايات كل من حوله أن لكل منهم (ريتا) الحلم الذي يتجسد ثم يفر... ريتا التي رغم أنها خففت كثيرًا في ثوان بعينها آلامًا ضخمة أفسدت بنفس القدر الأحاسيس الجميلة بما يمتلكه كلاودينو أو أي ممن التقاها أو شبيهاتها باعتبارها الشيء الجميل المفقود الذي لانصل إليه أبدًا... لعلها هي الوهم الذي نتمسك به لنصنع عالمنا الخاص.. لكننا حين نفعل نكتشف أنه لم يكن موجودًا أبدًا... لا أستطيع أن أنسى أبدًا كتابته عن ولادة مبدع.. وتطور الموهبة.. نوعية الكتابة نفسها بسيطة جدًا دون تعقيد تشعرك أن الموهبة لكلاودينو شيء طبيعي فهو كما يأكل ويشرب ويتنفس يبدع... الساعة الثالثة وعشرة... ساعة حظه... أيقونة حياته... وهكذا نحن... لكل منا ساعته الداخلية الخاصة جدًا أو أيقونته الروحية التي يعرف بمجرد أن تومض أو تدق أنه في منعطف... وأنها إنما أتت لتفتح له بابًا جديدًا.... صديقه الكفيف الذي يرى.. يرى بطريقته... تمامًا كنحن... كل منا له طريقته في الرؤية... لكل منا عيونه الخاصة التي ليس شرطًا أبدًا أن تكون مثبتة في رأسه ليعرف مايعرفه الآخرون... بقايا القهوة إبداع يعلمك أن العمق يكون أكبر وأعظم كلما كنت بسيطًا وكلما تركت لروحك العنان في أن تقود مسيرتك...

Facebook Twitter Link .
3 يوافقون
اضف تعليق