سر المعبد الجزء الأول : أسراب الجراد - الأسرار الخفية لجماعة الإخوان > مراجعات كتاب سر المعبد الجزء الأول : أسراب الجراد - الأسرار الخفية لجماعة الإخوان > مراجعة طاهر الزهراني

هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
1

"قراءة بلا تفكير، ليست قراءة ولكنها تلقين، الأحرار فقط هم الذين يفكرون حين يقرؤون" بهذه العبارة استفتح ثروت الخرباوي كتابه "سر المعبد: الأسرار الخفية لجماعة الإخوان المسلمين"

كتبت حينها في التويتر هذه التغريدة:

القارئ الحقيقي لا يقرأ ما يقرر أفكاره وقناعاته، بل عليه أن يقرأ ما قد ينسف كل ما يؤمن به، هذا هو شرط المعرفة الحقيقي، اقرأ الآن "سر المعبد"

لقد هالني في البداية براعة المؤلف وحسن الاستهلال، وزعمه أنه سوف يفاجئنا بأسرار وحقائق، وأعطنا زخم عن الذات وعن الحقيقة التي لا يعرفها غيره، لقد كتم أنفاسي، لقد شرعت في الكتاب لأني وببساطة أريد أن أغير قناعاتي، خاصة أني أخالف كثيراً ما يروجه الإعلام، وما يذكره بعض المثقفين!

بدأت اقرأ، وأعجبتني الزخرفة اللغوية، والمسحة الثقافية، وإقحام الروايات والسينما والفلسفة في بداية كل فصل، ونفحني المؤلف بنفحات روحية، ومواعظ إيمانية، وقلت هو تمهيد فقط، لم يتجاوز الكلام عن الجماعة بضع سطور، يدور حولها، وعن تفويض الجماعة له عن الدفاع عن المعتقلين من الإخوان، ثم بدأ يضخم شبهة ذكرها الشيخ محمد الغزالي في كتابة "من معالم الحق" حيث ذكر الشيخ ما نصه: "ولقد سمعنا كلاماً كثيراً عن انتساب عدداً من الماسون بينهم الأستاذ حسن الهضيبي.." ليقف على هذه الجملة ويبدأ في التلفيق والتضخيم ومحاولة عقد مقارنة بين تنظيم الماسونية والإخوان في الشكل والهيكلة، دون حجة ولا دليل قاطع إلا كلام الغزالي رحمه الله الذي أخرجه من سياقه التاريخي وبدأ يبني عليه التهم، وهو كلام ذكره الغزالي بالفعل لكنه كان بعد خلاف نشب أدى إلى خروج الغزالي رحمه الله من الجماعة، وعندما سئل الغزالي رحمه الله قال: "غضبت فذكرت أسوأ ما علمت" لكن الخرباوي لا يذكر هذا لأنه لا يدعم أباطيله!

ليستمر الحديث عن الجماعة وتفويضهم له في الدفاع عن السجناء والمعتقلين، ثم يشرق بنا ويغرب، ثم يتحدث عن سيد قطب ومنهجه التكفيري، وأتعجب من الأستاذ الخرباوي الذي يذكر في مستهل كتابه أن القارئ الحر يقرأ ويفكر، وذلك من ممارسته الوصاية على القارئ، فعندما يذكر بعض كلام سيد قطب ويذكر المجتمع الجاهلي يضع بعدها بين قوسين (الكافر) إذ يمارس وصاية فجة وقبيحة على القارئ، والمصيبة أيضاً أنه يقتبس كلاماً من الظلال ويفسر في ثناياه، دون مراعاة لأبجديات الاقتباس!

ثم فجأة يذكر أن الجيش مخترق من قبل الإخوان المسلمين، وهذه لا تحتاج إلى حديث، فالواقع الذي نعيشه، هو خير دليل في الرد.

الكتاب مليء بالتقوّلات، والتلفيق، وخلق أشخاص وهميين، ويشعرك بعض الأوقات عند حديثه عن "مصطفى شكري" أنه ثالث ثلاثة، ونجح في سرد حوار روائي بامتياز، وملئه بالاتهامات والتلفيق ليقرر شكوكه، ولا أدري من أين أتى الخرباوي بكل هذه التفاصيل، ومن أين له بشخصية ملهمة مثل "أحمد إبراهيم أبو غالي" الذي جعله المؤلف أباً روحياً له!

لم يشفع للمؤلف هالة الولاية التي نسجها حوله، الخشوع، القرب الذي يذكره، حلاوة الصلاة والمناجاة، حالات التجلي الصوفي التي انثالت عليه، بعد أن ترك الجماعة، كل هذا التسميع والتزكية لا تهمنا، هذه علاقة بين العبد وخالقه، التباهي بالعبادة أمر، والبحث العلمي والتوثيق وإظهار الحقائق وكشف الأسرار أمر آخر، نحن أخذنا الكتاب لنبحث عن الأدلة والحقائق والوثائق والبراهين التي تدين هذه الجماعة،لكن الخرباوي لم يكشف شيئاً البته!

في آخر الكتاب وضع المؤلف ملحقاً بالوثائق والصور، قلت الآن حان وقت المفاجأة والكشف، وإظهار الوثائق والأدلة، لكن تفاجأت بما يلي:

(الوثائق)

-خطاب أرسله المسجونون من الإخوان في قضية النقابيين لأحد قيادة الأخوان يخطرون الخرباوي بأنهم فوضوه في قضاياهم!

-خطاب مرسل من أحد إخوان أمريكا لأحد قيادات الإخوان بشأن مفاوضات الإخوان مع الحكومة الأمريكية!

-رسائل الإخوان للخرباوي لتفعيل قضيتهم إعلامياً.

(الصور)

-صورة تذكارية لمجموعة من شباب الإخوان.

-مجموعة من الشباب يسبحون في البحر كتب تحتها: "صور من أحد معسكرات الإخوان"

-صورة للخرباوي أمام مجلس الدولة في فعالية!

إنه الإفلاس يا سادة!

إنه من تلك الكتب الرخيصة التي تكتب من أجل السوق، "سر المعبد" مثل تلك العناوين التي نشاهدها على الأرصفة وفي البقالات " مثلث برمودا" "أسرار الجنس" "كيف تكسب مليوناً في شهر" "فضائح أمراء الخليج" هذه الكتب الرخيصة، هو مثلها تماماً إلا أنه محلى بالمواعظ، والروحانيات، ومزخف باللغة والتأملات، بالإضافة لبهارات ثقافية وفلسفية أخرى، كتاب لم أخرج منه إلا بالزيف والأباطيل والتقولات والتدليس والتهم الجاهزة المعلبة!

المصيبة عند تجد بعض المثقفين يشيد بهذا الكتاب، ويتعامل معه ككتاب مقدس، وهو يروج لهذا الهراء، الذي لا يتحلى بأدبيات البحث والتحقيق،ولا بأبجديات العزو والاقتباس والترقيم.

بعد أن انتهيت من الكتاب والذي أهدرت يوماً كاملاً عليه، تذكرت مشهداً في مسرحية "مدرسة المشاغبين" فالطالب يدخل بحقيبة المراجع، ويحدث جدلاً وصخباً حول الحقيبة، والأمر المضحك أن الطالب لديه كومة من المفاتيح، ويعترف في النهاية بقوله: "مفيش ولا مفتاح بيفتح" لتفتح الحقيبة وتخرج منها أشياء شاهدناها جميعاً!

كتاب الخرباوي يذكرني بالمثل القائل: "تمخض الجبل فولد فأراً"

إن أعظم ما في الكتاب ما ذكره الخرباوي في البداية:

"قراءة بلا تفكير، ليست قراءة ولكنها تلقين، الأحرار فقط هم الذين يفكرون حين يقرؤون"

مشكلة الخرباوي أنه استخف بعقول القراء، ونسي أنه يتعامل مع قراء أحرار!

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق