أحلام على قائمة الإنتظار > مراجعات كتاب أحلام على قائمة الإنتظار > مراجعة أمل لذيذ

أحلام على قائمة الإنتظار - نبال قندس
أبلغوني عند توفره

أحلام على قائمة الإنتظار

تأليف (تأليف) 3.7
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
0

كتاب (أحلام ..على قائمة الإنتظار) للكاتبة نبال قندس،فيه تغرد أنثى بإشتياقها وبحبها وأيضاَ بكبربائها،فالخجل لم يتسلط على شعورها،وإنما التنهدات هي التي سيطرت على كلماتها،وهي بالرغم من كل تعبها ترفض الإستسلام لما يتم إملاؤه عليها،فنفسها تتمرد وهي تغرد،وهي لا توقت إحساسها وهي تغرد،وهي تحمل حروفها كل ما فيها وهي تغرد،هي ملت من الأعذار وتكرار العبارات ولذلك تغريداتها جاءت وكأنها قصت من قلبها!

والكتاب بدأ بإهداء عفوي وأنيق لمن ساندوا كاتبتنا وأعلنت إعلاناً صريحاً للغاية وهي تقول لنا :"لأنني لم أحب يوماً رتابة المقدمات سأعفيكم في كتابي هذا من قراءة إحداها!"،وهذه الصراحة متتابعة في الكتاب وسنشعر بها ونحن نقرأ تغاريد فؤادها،وأخبرتنا هامسة بأن عنوان كتابها مستمد من نص للكاتبة أحلام مستغانمي "هكذا هي حياتنا حلم يتحقق ..وحلم يتعثر..وتبقى أحلامنا على قيد الإنتظار..!" ،ومن ثم نستمع لتغريدات حبيبة لحبيبها ،وأولها كانت :

"وكأن الحب الذي جمعنا لسنوات

لا يمكن أن ينتهي بنقطة في قصيدة عابرة!

وكأن الكلمات التي ألقي بها بعيداً كلما أمسكت بيد النسيان

تأبى أن ترحل عني"

فهي إمرأة ليست فقط غير قادرة على نسيان حبيبها بل هي غير قانعة بذلك،هو مصدر إلهامها وهي تكتب،وهي بالطبع لا تريد التوقف عن الكتابة،ونحس وكأن قلمها مربوط بقلبها ،فقلمها يففضفض عما كل ما يجول في قلبها،وتقول وهي تمسك بإحدى رسائل ذلك الحبيب :

"أقلبها على الوجه الآخر لأرسم

بكل دقة خارطة الفراق الذي أخشاه"

هي متوجسة من غيابه لها،وهي تتصور بأن هذا الغياب حتمي ولابد أن يحدث،فهي حفظت ما تبطنه أحرف حبيبها،أحرف مفعمة بالبعد وليس بالقرب ،وهي تصف ردة فعلها :

"إنما اليوم ما عاد قلبها يكترث

حزمت متاعها

وغادرت الكوكب الذي كان يمسك زمام أحلامها

أوصدت خلفها الباب الذي

كان يأتي بيرح الحب،لتستريح!"

هي قوية في حبها ولذلك هي تراها بإنها قادرة على الإبتعاد،هي ترى بإنها تستحق إهتماماً كاملاً وليس بعض الإهتمام،فلم يعد يروق لها أن تختطفه من بعض وقته،هي تسعى لأن ياتيها بنفسه وبإقتناعه وأن يخصص وقتاً لها ،وهي تبرهن له بإنها تعرف ما يدور في مهجته،فتقول:

"أنت تشتاقها

لكن كبريائك الشرقي الطراز يكابر

تحاول قتلها بأكواب القهوة وعلب السجائر

تنفثها مع دخانك

فتبرز لك ذكراها مع رشات عطرها"

وهي تغيظه من بعدد تهديداته لها المستمرة بأنه هو الذي سيجافيها،فتعبر عن ذلك كالتالي:

"لا يرعب النسيان يا سيدي إمرأة اختارته طوعاً!"

هي تحفظ ملامح شعوره القابعة خلف القناع الذي يرتديه،هي تعرف نقاط ضعفه وتبصر نبضات ألمه،وتقول له بسخرية كبيرة:

"مساء الخذلان سيدي ..

مساء سقوط الأقنعة..

مساء انهيار الوجوه.."

وهي من بعد هذه التحية ،تندفع منها زخات ضنين أرهقها،هي تعدد لحبيبها مواقفه السلبية منها وتعاتب نفسها على تصديقها لأكاذيبه،هي كانت تحبه وتدعو له و تترقب قدومه وتراه الحبيب في كل قصص الحب التي تسمع وتقرأ عنها، وفي صورة كل عريسين تحضر زفافهما ،وهي الآن تضحك من نفسها لإنها كانت في حلم خداع بطيبتها المفرطة ،ففؤادها الذي إنفطر يقول :

"وأبكيك حتى الآن وحدي!

تصغر الدنيا في عين قلبي،

حتى تصبح بحجم خرم إبرة!"

وهي كانت جادة في تفعيل رحيلها،فأوصت النادل الذي في مقاهما المعتاد بأن يعد قهوته جيداً وأن يتلطف في التعامل معه ،فمن أمامه شخص فارقته حبيبته وسيتعايش مع لهفات لقاء لن يحدث :

"سوف يطلب كوباً من القهوة

حضرها له جيداً ولا تكثر من مككعبات السكر !

أظن أنه سينتظر طويلاً"

وكذلك أصرت على النادل أن يقول التالي لحبيبها المنتظر :

"قل له :أن السيدة التي ينتظرها لن تأتِ

وأن سيداً نبيلاً قدم لها الزهور وأخذها بعيداً"

وهي راحلة عن صارت تتذكر لوعة ترددها الأولى قبل الوقوع في حبه،هي كان ينبغي عليها أن تصغي لما أدلى به عقلها لها ولكنها لم تنصت بما يكفي،هي الآن تستدعي تلك التنبيهات التي تلقتها سابقاً :

"ذلك اليوم الذي جئت فيه تقرع باب القلب

فقلت "لا" في ذات الوقت الذي كانت فيه

كل الأشياء المكدسة في علية القلب تصرخ "نعم""

هي تمرر الذكريات على صفحات وقتها ،هي تتحسر على الفترات التي كانت تتأنق فيها ليصطحبها معه ولكنه لا يفعل ،وهي تشعر بالمرارة لإنها كانت كالصغار وهي تتباهى بالفرح الذي يسكنها والفرح الأكبر الذي ينتظرها ولكن لم يكن هناك فرح قادم والفرح الذي عاشته لم يكن حقيقياً،وهي تمسح دمعتها من على صور العرس في فؤادها ،هي تخيلت هذا العرس كثيراً ولكنه لم يتم ،فتقول :

"حين يكون أقصى المنى

أن أرتدي لك الثوب الأبيض

سيكون ظلماً أن تغيب!"

هي تتساءل عن دواعي الفراق وعن موعد إنتهاء جرعات الأرق التي يمر بها قلبها ،هي خائرة القوى فيما يتعلق بالأجوبة على تساؤلاتها ،هي مرهقة جداً :

"يعلقانني في دوامة من الأسئلة التي لا تنتهي

يغلقان أمامي كل الأبواب

أريد القليل من الهدوء والدفء

لا أحتاج إلى تذكرة تؤهلني للبكاء على كتف غيمة"

هي تلوم حبيبها على كل شيء ،هي لا تلمح بإنه السبب في رحيلها وألمها بل هي توجه له اللوم كله،هي أنثى إكتوت بصدمة حب متعثر وتؤكد بإنها لم تكن المسؤولة عن هذا التعثر ،فهي من دافعت من أجل هذا الحب مطولاً ولكنها لم تعد تتحمل المزيد من الأسى :

"تكابر على نفسك وقلبك

تتهمني بالفهم الخاطئ للأمور

تسترسل في إلحاق الأوجاع بقلبي

وجعاً تلو الآخر

خيبة تلو الأخرى.."

هي متلذذة في تطبيق عملية نسيانها لدرجة إنها تهوى ترديد بإنه من الماضي ،أحاديثه ونظراته ومواقعه وكل ما يتعلق به ،فتقول :

"هل ما زالت عيناك بلون الشوكلاتة؟"

وتزيد في هذا الكلام الثائر فتقول :

"بالمناسبة:

أما زلت غاضباً من ذلك الموقف؟

في الحقيقة لا أستطيع أن أتذكر"

وتغمز لشوقه لها قائلة :

"أأكد لك ..لن تنساني بتلك السهولة التي تتخيل

أقولها لك بكامل ثقتي بقلبك

الذي لازال ينبض بي"

وهي بثقة مبهرة تخبر حبيبها التالي :

"بفضلك أنت

تعلمت كيف أتحرر من عبودية الوقت

وكيف أحيا كما أريد أنا

لا كما تريد أنت"

فهي صارت التلميذة التي اتقنت اللعبة التي كان يلعبها معلمها وتفوقت عليه فيها،وهي صارت ترسم أحلاماً مختلفة عن تلك التي رسمتها من قبل ،فأحلامها السابقة هو من سيحلم بها وهو من سيحاول أن يتربص بحصولها ،هو سغدو هائما بها كما كانت هائمة به

"سترسم لك صورتي في وجه كل أنثلى تلتقيها

عندها حقا ستبكيني"

وهي إن لم يكتب لها أن تحظى بحكاية حب تسعدها مع رجل يعشقها إلا إنها أذعنت لحب أعمق وهو حبها لوطنها :

"عطر المجد ما زال يعبق بأنفاسي

حيفا..

رائحة البحر..

بيارات البرتقال.."

ويا لجمال قلبها وهو يتعجب قائلاً :

"إذا كانت الأشياء تنكمش في الشتاء..

من شدة البرد

لماذا يشذ الحنين عن هذه القاعدة

ويزداد اتساعاً مع كل ليلة باردة..!"

وفؤادها يكمل تعجبه وهو يتدلل على الحبيب المفارق :

"لا تترك قلبي

فريسة لبرد الشتاء،

كن منصفاً في غيابك!"

ومن ثم يتنهد تنهيدة مكتسية بتأمل في وجع الحياة وأيضاً أملها،إنها تنهيدة لا تنسى ،ففيها قصة قلب رام الود بطفولته فمنحته أيدي الناس شيباً أذوى ما فيه حتى ثكل ،والقصة تقول والتنهيدة تقول :

"بائعة الكبريت يا سادة..

ماتت حزناً

لا برداً.!"

وهذا الفؤاد مع هذه الأحداث القاسية التي مرت عليه ،هو ما زال عاقد العزم على الحلم ،فلا شيء يثنيه عن الإستطابة بإمكانية الحلم ،فتقول صاحبة القلب :

"أن يوماً ما سيأتيني بحلم مرتقب

لا تبالي يا صديقي

فأنا لا أزال كما أنا

على لام الأحلام كالمتسولين أرتزق"

وهي أتت لنا مبتسمة ومستقبلة الحياة برونق التفاؤل ،قائلة لنا :

"لا شيء أجمل من الارتواء بعطر الفرح بعد سنين الجفاف"

وبالنسبة لي فطريقة فضفضة الكاتبة عن مكامن أحلامها وعن ملامح قلبها كانت أنثوية وطفولية ،ففيها الأنثى الناضجة التي يتخذ عقلها قرارتها ،وفيها الطفلة الحالمة والتي لا تخفي مشاعرها،وفي الأسطر سنجد تزاور بين الأنثى والطفلة ،فأحياناً تلعب الطفلة مع الأنثى لعبة السلم والثعبان ،وهنا ترتفع المشاعر وتنخفض ،وأحياناً تسلم الأنثى على الطفلة لتطمئنها بأن المستقبل حتى وإن كانت فيه مصاعب ولكنه سيحمل أيضاً بشائر،وهنا يتم التخطيط للأحلام وكأن الوقت كله لها،وإني أحببت التغريدات القلبية للكاتبة التي تم تسطيرها في آخر الكتاب أكثر من تلك التي وردت في أوله،أحس بأن الأخيرة كانت مع قصرها وتنوع أغراضها فإنها عبرت عن قلب أكبر وهو قلب الحياة ،فالحياة أيضاً تتألم وتحس ،وبالطبع التغريدات التي سبقتها حملت بحة رائعة في التعبير عن مصاب قلب أنثى عاشقة أما التالية لها فهي عبرت عن مصاب الحياة وما يعتريها ...

كتاب (أحلام ..على قائمة الإنتظار) للكاتبة نبال قندس،فيه أحلام قلب أنثى تمنعت عن إستبقاء الغائب!

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق