الجهل > مراجعات رواية الجهل > مراجعة ببليومانيّة ~

الجهل - ميلان كونديرا
أبلغوني عند توفره

الجهل

تأليف (تأليف) 4.2
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
3

؛ الجهل هو كل ما ستجنيه من ذاكرتك التي أصابها خريف النسيان بعد فصل الهجرة الماضي في حياتك..

لا الحنين الذي سيراودك ولا العودة التي تخشاها قادران على إعادة الذراع المبتورة من جسد السنين التي كنت فيها بعيداً عن وطنك.. ... حتى الأشخاص الذين كنت تحسب بأنهم سيحتفون بعودتك لن يزعجهم أبداً جلدك بسياط اللوم ونعتك بالهارب المتملّص من وطنيتك، لا أحد سيغفر لك تلك الرغبة التي دفعتك للهجرة بعيداً عن أرضٍ شوهّت الحرب وجهها الجميل.. ... كل ذلك سيحدث لأن الجهل هو المهيمن على الجميع، هم يجهلون الدافع وراء نزوحك وكيف أمضيت حياتك بعيداً في شوارع الغربة الخلفية، وأنت تجهل السبب الذي جعلهم يستأصلونك من حياتهم اليومية ومن ذاكرتهم وكأنك منذ رحلت كل ما فعلوه هو التخلص من كل ما بقي منك حتى صورتك المُؤطرة والقابعة على الرف في غرفة الجلوس أُزيلت لقطع كل صلة لهم بك خوفاً من نظامٍ غاشم، كانت ستؤذيهم معرفتهم بك أكثر من نسيانك وإنكارك وجودك.. ... لا أحد يعود بعد رحيله، وإن عاد فلن يكون ذات الشخص.. ليس لأن الأحوال تبدلّت والوضع تغيّر، بل لأننا مهما حدّقنا من نوافذ الحاضر لن نتمكن من رؤية المستقبل..

... الإشتراكية والرأسمالية والحروب الثلاث العالمية والهجرة فالغربة ثم الحنين والعودة وكل ما يصاحب ذلك من علاقات إنسانية متوازية ومتقاطعة، واضحة ومبهمة وإيرينا وجوزيف اللذين بصقهما الوطن بعيداً ثم عادا إليه لزجين وملطخين بالإنتماء إلى أوطان أخرى هم نواة هذه الرواية التي ورغم صغر حجمها وقلة عدد صفحاتها إلا أنها جاءت ممتلئة بكل تلك التفاصيل التي قد لا نلقِ لها بالاً ولا تشغل حيّزاً من تفكيرنا لا لشيءٍ سوى لجهلنا..

انتهى*

Facebook Twitter Link .
2 يوافقون
اضف تعليق