1919 > مراجعات رواية 1919 > مراجعة Basma Ismael

1919 - أحمد مراد
تحميل الكتاب

1919

تأليف (تأليف) 3.8
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
3

صراحةً فاجئتنى الفكرة .... فلم أتخيل أن كاتباً مثل أحمد مراد لديه من الجرأة ما يحفزه لكتابة رواية ذات خلفية تاريخية سياسية... وللحق أرى أن ألمعية الفكرة وجرأتها يأتى فى سياق إستحضار جزء غير واضح المعالم من تاريخ مصر –على الأقل بالنسبة لجيلى وما تلاه من أجيال- وإلقاء الضوء عليه برشاقة لتعزيز فكرة أن التاريخ يعيد نفسه.... وأن "ما أشبه اليوم بالبارحة" ... وأن "لا شئ أسوأ من ثورة مبتورة... ثور لم تُحسن ذبحته وسيطيح بكل من أمامه... لا شئ أسوأ من إنتفاضة حرية تصبح بداية عبودية لا تنتهى"

إختيار هذه الفترة التاريخية من تاريخ مصر الحديث والإسقاط السياسى الواضح عليها ... جعل أحمد مراد فى رأيي يستحق النجمة الأولى.

اللغة:

لم يفاجئنى مراد بلغته... المليئة بالسباب المقذع .... والتشبيهات الكثيرة الغير ملائمة للمواقف ولطبيعة الشخصيات أحياناً.... وكذلك لغة الحوار التى حاول جاهداً أن يجعلها ملائمة للشخوص فإذا بها تخرج عن السيطرة ... فنجد مثلاً "عبد القادر" أحد الشخوص الرئيسية... يسب ويلعن بأردأ لغة... ثم يفكر ويحس ويخاطب نفسه بالفصحى .... ونجد شخصية محورية أخرى هى " أحمد كيرة" يتعامل مع المحيطين به بلغة "يوسف بك وهبى" وعلى الرغم من الثراء المفترض لشخصيته فلغته جعلته بارداً كجثة.... بصراحة لم أحس بتصاعد الشخصية ولا برغبته فى الإنتقام ولم أتجاوب مع كبطل ولا كحبيب مجروح ... فقط أحسسته شخصية بلاستيكية متكلفة.

الأسلوب:

بادئ ذى بدء... أسجل أن قرائتى لهذه الرواية جاءت بعد قراءة –متأخرة بعض الشئ- لرواية "الفيل الأزرق" لنفس الكاتب.... وبصرف النظر عن رأيى فى الفيل الأزرق... إلا أن إكتشافى الأهم خلالها كان الخلفية السينيمائية لأحمد مراد وهو ما يفسر بشدة طريقته فى الكتابة ونهايات المواقف بطريقة السينما ... وبالتالى كنت متأهبة لقراءة "1919" وكأنها سيناريو لفيلم سينما ... فلم يفاجئنى الوصف التفصيلى للأماكن والمشاهد... ولم يفاجئنى الميل للتشويق وجو المغامرات والأكشن .... بل ولعلنى تخيلت الممثلين المرشحين لبعض الأدوار الرئيسية

البناء الدرامى والشخصيات الأساسية:

وعلى طريقة السينما الجديدة.... لا يوجد إبتكار فى المعالجة .... فقد تعلق مراد بالألكلشيهات والتابوهات المعروفة فى السينما المصرية ولم يجهد نفسه .... فجاء التصوير المسهب لبيت العاهرات مشابها بشدة للعديد من أفلام حقبة الثمانينات.... وجاء الشاب المستهتر "عبد القادر" الذى يفيق بعد موت أبيه ... ليصبح بطلاً تماماً مثل أفلام التسعينات.... وجاء البطل الفطرى الثائر بطبيعته "أحمد كيرة" المثالى صاحب المبدأ... والذى ذكرنى بشكل ما بـ "عمر الشريف" فى دوره فى رواية فى بيتنا رجل ... وبالمناسبة أحسست فى هذه الشخصية ببرودة عمر الشريف فى ذلك الدور.

نأتى للمزايا فى هذا الجزء وهى تتمثل فى رأييى فى ثلاث نقاط أساسية:

1. شخصية "سعد زغلول" ... أعتقد أنها أفضل الشخصيات بالرواية من حيث المعالجة والتصاعد الدرامى واللغة وعرض الفكرة.... وقد منحت مراد عنها نجمته الثانية.

2. إستخدام أسلوب القصاصات كان موفقاً للغاية وبخاصة فى وضع القارئ فى الجو العام لثورة 1919 والإحساس بقوة وقيمة الحدث.

3. المجهود الواضح الذى بذله مراد فى البحث والقراءة عن ثورة 1919 ومدى التشابه بينها وبين واقعنا المعاصر ... بل وأبطالها المنسيين... فلقد ألهمنى جداً أن أعلم أن جميع الشخوص الأساسية بالرواية "عبد القادر" و " أحمد كيرة" و " دولت فهمى" شخصيات تاريخية فعلاً لها أدوار مؤثرة وحساسة فى ثورة 1919 –وإن إختلفت حياتهم ومصائرهم بالطبع عن الرواية –وآلمنى ألا تذكرهم كتب التاريخ وألا أعلم عنهم إلا من خلال رواية.... مما دفعنى لإستخدام محرك البحث "جوجل" والبحث عن الجنود المجهولين لثورة 1919.... ولهذا السبب أمنح مراد النجمة الثالثة.

فى النهاية.... أعتقد أن الرواية بشكل عام جيدة الفكرة.... متوسطة المستوى ... وأنها خطوة للأمام بالنسبة لأحمد مراد كروائى "سينمائى" ... أتمنى أن تكون تجربته القادمة روائية بحتة.

ملحوظة أخيرة.... أعتقد أن أحمد مراد بحاجة للعلاج من مرض إستخدام "الألفاظ المتدنية" ...

فقد تطورت الحالة بشدة وأصبح أبطاله يسبون آباءهم بالأمهات ;) ....وأخشى ما أخشاه أن تتضمن محطته القادمة سباً للقراء

رابط مراجعتى على الجودريدز متضمنة الإقتباسات :

****

Facebook Twitter Link .
2 يوافقون
اضف تعليق