القرآن والتوراة والإنجيل: دراسة في ضوء العلم الحديث > مراجعات كتاب القرآن والتوراة والإنجيل: دراسة في ضوء العلم الحديث > مراجعة To Da

القرآن والتوراة والإنجيل: دراسة في ضوء العلم الحديث - موريس بوكاي, عادل يوسف
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

في البداية لم يجذبني عنوان الكتاب ولكن الفضول قد دفعني لقراءة المقدمة وعندما تعرفت على ما يحتويه الكتاب من موضوعات لم أستطع التوقف عن القراءة

ربما لأن الكتاب قد جاء في وقته الذي أحتاج إليه ولأني كنت أريد أن أزيد من ثقافتي من ناحية الكتب المقدسة (التوراة والانجيل)التي لم أكن أعرف عنها شيء

الكتاب قام بدراسة فريدة من نوعها لكل من التوراة والإنجيل والقرآن

فواجه بين حقائق العلم الحديث المكتشفة حديثاً وبين بعض الموضوعات التي تعالجها هذه الكتب المقدسة من الناحية العلمية

قسم الكتاب إلى خمسة أقسام :

القسم الأول :تحدث فيه الكاتب عن التوراة ،عن أصلها والتغييرات التي طرأت عليها منذ أن كتبت إلى عصرنا الحاضر، وبيّن الاختلافات في الروايات المكتوبة والظروف التي كتبت فيها

بعد ذلك قام بعمل مقارنات بين بعض نصوص التوراة التي تتحدث عن (خلق العالم - وتاريخ ظهور الانسان على الارض -وطوفان نوح )وبين معطيات العلم الحديث من هذه الناحية

وكيف أن ما جاء في نصوص التوراة مخالف لما أثبته العلم الحديث من حقائق ومعلومات ثابتة، وذكر الردود التي قام بها الكتّاب المسيحيين تجاه هذه الأخطاء

من محاولة إخفاء النصوص أو محاولة الإقناع عن طريق تصريحات مديحية من أجل تحويل أنظار الناس و جعلهم ينسون ما يرفضه المنطق والعقل في هذه النصوص

ومن أجل تغطية تعديلات البشر التي جرت على نصوص التوراة ....

أما القسم الثاني من الكتاب فكان مخصصاً بالحديث عن الأناجيل وتناقضاتها التي تدفع قرّائها إلى توجيه الكثير من الأسئلة بسبب الإضطراب الذي يشعرون به والحيرة من هذه النصوص عندما يقارنون بين الروايات المختلفة لحدث واحد مروي

لذلك قام الكاتب بالبحث عن توضيحات في دراسة الظروف التي كتبت الأناجيل في ظلّها مع دراسة المناخ الديني الذي كان سائداً في ذلك العصر لمعرفة سبب التحريفات التي حدثت للنصوص إلى أن وصلت إلينا

كل هذا يدل على مساهمة الإنسان في عملية تحرير هذه النصوص والتعديل عليه

لكن في هذا القسم لم يقم الكاتب بمواجهة مع العلم الحديث إلا من حيث شجرة نسب المسيح

أما القسم الثالث وهو الأهم في الكتاب فكان للقرآن الكريم

وهنا تكمن روعة الكتاب ...فبعد أن أثبت الكاتب -ان نصوص التوراة والإنجيل لا تتطابق مع معطيات العلم الحديث وأنها قد حرفت عن نصها الأصلي وأجري عليها تعديلات بأيد بشرية - عندها يُظهر دهشته من مطابقة آيات القرآن للمعارف العلمية الحديثة

فبدأ بقسمه هذا بتقديم لمحة عامة عن القرآن ونزوله وكتابته ويبيّن أنه ما كان من إساءة البلاد الغربية الفهم للإسلام كان بسبب الأحكام المغلوطة تماماً الناتجة عن التسفيه العامد للإسلام

وكيف أنهم (أي الغربيين ) يملكون كمّا هائلاً من الأفكار الخاطئة.... . فكم علينا نحن المسلمين أن نجاهد بشتى الطرق والوسائل من أجل أن نقدم ونبّين الصّورة الحقيقية للإسلام هذه التي تختلف عن الصورة التي تلّقاها الغربيون في بلادهم حتى يدركوا زيفت تلك الأحكام ويعرفوا حقيقة هذا الدين الحنيف ،فنحن يجب أن نتحمل مسؤولية إيصال الحقيقة

إلى قلوب أناس تلقّوا معلوماتهم عن الإسلام من قلوب حاقده مبغضة فأعمتهم عن محاولة البحث عن حقيقته

وهذا الكاتب كان من أولئك الناس الذين لا يعرفون عن الإسلام إلا تلك الأخبار الملفّقة ولكنّه بسبب سماعه لمن يتحث عن الإسلام الحقيقي دفعه ذلك إلى البحث بموضوعية ،وعندها اكتشف زيف تلك الأحكام ومقدار حقد الغربيين من غيرأن يكون لديهم المعلومة الصحيحة ،لذلك كان علينا أن نكشف عنهم غطاء الخديعة حتى يصل النور إلى قلوبهم

..

قام الكاتب بعد أن بيّن استحالة أن يكون النّبي محمّد هو مؤلفاً للقرآن قام ببيان مدى تطابق معطيات القرآن مع العلم الحديث في الآيات العلمية التي تحدثت عن خلق السموات والارض

وبيّن نقاط الإختلاف بينها وبين التوراة ،

كما ذكر مكتشفات العلم الحديث بالنسبة لتكوين الكون وبعد ذلك قابلها مع الآيات القرآنية ،وكذلك الأمر بالنسبة لعلم الفلك والأرض والبحار وعالم النبات وعالم الحيوان والتّناسل الإنساني

وفي الفصل الرابع من الكتاب قام بعمل مقارنات بين القرآن والتوراة والعلم الحديث من ناحية روايتي الطوفان وخروج موسى من مصر

ما جذبني في فكر الكاتب أنه قد أعطى نظرة حديثة في تفسير الآيات الكونية في القرآن الكريم مغايرة للتفسير القديم المعتاد الذي يمر على الآيات العلمية مرور الكرام من غير توضيح

وأعجبني أيضاً بيان الكاتب للأهمّية الكبرى لإقتران المعارف اللّغوية والمعارف العلمية في إدراك معاني الآيات القرآنية وتفسيرها بطريقة صحيحة

ذلك لان أغلب المفسيرين العرب يملكون هذه المعارف اللّغوية من غير إطّلاع أغلبهم على المعارف العلمية فيحيدون في تفسيرها عن حقيقتها ،وهذه التفسيرات الخاطئة وترجماتها إلى اللّغات الأجنبية دفعت الكثير من العلماء الغربيين إلى توجيه انتقادات لا يستحقها القرآن

ولكن ما لم أوافق الكاتب عليه هو تفسيره أو اعتقاده أن السبع سماوات هي عدد مجازي يعني الكثرة وليس معناه أنها سبع سماوات بالتحديد

لم أقتنع معه في هذه الفكرة ،فسبع سماوات قد كررت في القرآن كثيراً والتكرار يدل على التأكيد ..ويوجد آيه في القرآن ربما تؤكد هذا المعنى بكون السموات هي سبعة ( تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَنْ فِيْهِن)وأل التعريف هنا تؤكد العدد... والله أعلم

ويوجد إثبات آخر وهو حديث المعراج عندما عدّد النبي صلّ الله عليه وسلم السموات التي مر عليها وذكر في كل سماء النبي الذي رآه فيها

ففي السماء الدنيا رأى آدم عليه السلام

وفي السماء الثانية رأى عيسى ويحيى عليهما السلام

وفي السماء الثالثة رأى يوسف عليه السلام

وفي السماء الرابعة رأى إدريس عليه السلام

وفي السماء الخامسة رأى هارون عليه السلام

وفي السماء السادسة رأى موسى عليه السلام

وفي السماء السابعة رأى ابراهيم عليه السلام

موضوع هذا الكتاب مهم جداً وخاصة لمن كانت لديه حوارات دينية مع غير المسلمين ....ولكن أرى أنه من الواجب لمن أراد قراءة هذا الكتاب أن يكون لديه خلفية ثقافية بالنسبة للدّيانات الأخرى

وذلك لأن المواضيع المطروحة في قسمي التوراة والإنجيل قد يصعب فهمها لمن كان لا يملك أي معلومات مسبقة عنها

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق