ساق البامبو > مراجعات رواية ساق البامبو > مراجعة ميسم عرار

ساق البامبو - سعود السنعوسي
أبلغوني عند توفره

ساق البامبو

تأليف (تأليف) 4.4
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

#ساق_البامبو

هذه الرواية التي أخذت بي إلى عالم آخر لم أجرب قط يوماً أن أتعرف إليه عن قرب، جعلتني أعيش حياة أشخاص ما كنت لأراهم لو لم يلفت الكاتب نظري إليهم،، عيسى الكويتي الفلبيني.. أمه الخادمة ووالده الكويتي، وحياته ما بين هناك وهنا بحثاً عن وطن ودين وحياة..!

تجعلنا الرواية نقف في مواجهة مع أنفسنا لنتساءل عن ماهية الوطن حقاً.. تجعلنا الرواية نقترب من أولئك الغريبين لنفهم أحلامهم ونعيش عذاباتهم.. تجعلنا الرواية نرى وبوضوح أثر المجتمع الصغير والكثير الكلام الذي يحيط بنا ونشكل جزءاً منه.. ونرى الشرخ الطولي الذي يقسم ظهر مجتمعاتنا العربية كذاك الشرخ في ظهر سلحفاة عيسى!

تجعلنا الرواية أيضاً نتأمل هذا الدين الذي نؤمن به، ولا نعمل به.. ونرى بوضوح النقص في إسلام الكثيرين الذي يخلو من الإيمان.. أليس الإيمان أساس الحياة وسر سعادتها؟!

لقد دخل الكاتب إلى عمق البحر العربي في روايته،، وضرب على حجر مهم يكاد يكون إحدى حجارة الأساس في مجتمعاتنا العربية، حين شوبت نظرة المجتمع وكلامه جنة بطل الرواية!

الأشخاص ليسوا كالبامبو حقاً، تلك النبتة الزاهية التي تستطيع أن تعيش أينما كان إذا ما قطعنا جزءاً من ساقها وزرعناها في تربة أخرى،، هي تنمو بلا جذور.. لكن للانسان ذاكرة وماضٍ صنعه ذات يوم،، فهيهات ينسى جذوره..

لم يكن الأسلوب السلس للرواية فقط هو ما شدني، بل التشويق الذي تشعر به كلما قرات جزءاً، لتصطدم بعد وهلةِ بما لم تكن تتوقع! لقد كشف لنا الكاتب حقائق القصة الصغيرة واحدة تلو الاخرى بطريقة تجعلنا نقف مذهولين نتساءل "هل حدث هذا حقاً؟"

لكنني أدرك بطريقة ما، بطريقة أو بأخرى.. أن كل هذه الأشياء حدثت ذات يوم، في مكان ما من هذا العالم.. أو ربما ما زالت تحدث وقد تحدث لاحقاً.. حتى وإن لم نشهدها فما يخطه الأدب ليس سوى امتداد لعمق الواقع المرير..!!

#أذهلتني الرواية بحق،، وإن كنت قد قررت قراءتها منذ مدة طويلة إلا أنني حالما قرأتها عاتبت نفسي لمَ لم أفعل من قبل، وتمنيت لو يجمعني لقاء عاجل بهذا الكاتب المبدع الذي وضع تحت عيني عدسة مكبرة لارى بها ما لم يخطر ببالي يوماً أن أراه،، حالي حال الكثيرين!

#وفي_الحقيقة_زادتني_الرواية_تعلقاً_بنبتة_البامبو_خاصتي..

شريكتي في الغرفة وصديقتي التي أبثها مشاريعي وهمومي وأفكاري بينما تنصت هي بمهارة فائقة لا يتقنها الكثيرون

تحية من الاعماق للكاتب الكويتي سعود السنعوسي Saud Alsanousi، تحية كبرى للأوطان، وتحية بالغة لساق البامبو أينما كان

#ميسم_عرار

Facebook Twitter Link .
2 يوافقون
اضف تعليق