البئر الأولى > مراجعات كتاب البئر الأولى > مراجعة ثناء الخواجا (kofiia)

البئر الأولى - جبرا إبراهيم جبرا
أبلغوني عند توفره

البئر الأولى

تأليف (تأليف) 4.2
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

البئر التّي كانت رفيقَة جبرا في طفُولته والشاهدَة على شقَاوتهِ, فرحه, حُزنه, ودُموعه سواءَ أكانَ ذلك في القُدُس أو في بيت لحم فهيَ البئرُ نفسُها التّي أخذت تُرافق جبرا أينمَا ارتحل. يسترسل جبرا الحديثَ عن طُفولته حتّى سنّ الثالثة عشر بطريقة جذّّابةٍ جدّاً تركت في نفسي شيئاً كبيراً. فبعد هذه القراءَة سيكُون لجبرا الشُكر الكبير فيمَا ستؤول إليه حياتي بعدَ هذا اليَوم.

كانتْ هذا أوّل مرّة أسأل نفسي فيها : لماذا لم أزرْ بيتَ لحم حتّى اليَوم ؟ أو بشكل آخر لماذا لم أفكّر يوماً في زيارتها. لمَ لمْ تُلح عليَّ نفسي بأن اذهبي واكتشفي تلك المدينة وسيري في طُرقها معَ العلم بأنني تقريباً زُرت مُعظم المُدن الفلسطينية. بعدَ هذه القراءَة ستكُون بيت لحم هدفي, سأزورها بكُل تأكيد.

الذَّكرياتُ التّي أخذ جبرا يستحضرهَا كانت ولازالت هيَ نفسُها التّي تعرقلتُ بها في طفُولتي فالإغنيات هي نفسها نفسها, الشقاوة هي ذاتُها . فمثلاً الأغاني التاليَة لاحقتني في طُفولتي كثيراً وكُنّا نُغنيها بطلاقَة :

- ألف با بوباية نص رغيف وكوساية....

وأحياناً يقُوم الواحد منّا بخلق كلمات أخرى تُناسب حالته ولكن مع البقاء مُحافظاً على اللحن.

- حمامة طيري

سلميلي على سيدي

سيدي في عكا

أعطاني شقفة كعكة

والكعكة جوا الصندوق

والصندوق جوا المفتاح

والمفتاح عند الحدّاد

والحدّاد بدّو بيضة

والبيضة عند الجاجة

والجاجة بدها قمحَة

والقمحَة في الطاحونة

والطاحونة مسكرة

فيها مي معكرة

وهون مقص وهون مقص

وفي عرايس بترقص رقص

وهُنالك عادة – عريف الصف – وإشارات الإكس التي كان يضعُها عند أسماء المُشاغبين أو حتّى الأوامر والإباحات التي كان يضعها أحياناً. والمُنافسة بين الأصدقاء وحركات – ما بدرس أنا – التي مازالت إلى الآن .

والمدادة الخضراء التي كُنا نسيمها الساعة, حيثُ عند فتحها تكُون على شكل عقربي ساعة وتبدأ بالدوران وثُمَّ نقُوم بمص رحيقها الأشبه بطعم العسل.

ذَكر جبرا في مَقاطعَ كثيرة عن أبيات الشعر التّي كان يُعربها وهو في الصف الخامس. ناهيكَ عن جمال الأبيات وصُعوبتها, أحذتُ أتذكر كيفَ كُنا نتسَابق في إعراب أبيات الشعر الجاهليِّ والقُرآن الكريم وبأنَّ الكثير منها كان أشبه بالتعجيزي, طبعاً عندمَا كُنا في المرحلة الابتدائية والإعدادية.

في صفحة 208 : وأجلسني المُعلّم – وكان إبراهيم طوقان - ...

لن أقولَ أنني صُعقت فهي قليلة على هذا السطر بالذَات, خُصوصاً أنَّ عشقي لإبراهيم طُوقان لا يُوصف. وبإمكاني القَول بأن المدرسة الرشيدية في ذلك الوقت بالتأكيد كانت حُلُم كُل مُعلم لكي يقوم بالتدريس فيها ونستطيعُ مُلاحظة ذلك من حجم الشهادات التي كان يحملُها أساتذة الابتدائي فقط. فالمُعظم تخرّج من أكسفورد وغيرها من الجمعات الكبيرة. وقدْ درّس جبرا هُنالك أيضاً أبو سلمى الكرمي – شاعر من طُولكرم - وإسحق موسى الحسيني, ومحمد خورشيد قبل التحاقه بالكُليّة العبرية. تبادرَ إلى ذهبي في الحَال صُورة لهفتني عندَما قالت الخالة إيمان : نعم درويش سيأتي وستتحدّثُون معهُ كيفمَا شئتم. نعم درويش. أو رسالة إصرار : أمسية محمود درويش بعد يومين هل ستأتين ؟

أخذت مثلُ هذه الذّكريات تعُود إليًّ وكأنّني أجدُ في جبرا – أنا- التّي مازالت تكبُر وتُمارس ذاتَ الأفعال المَجنُونة تلك. أي جَبرا, أيَّةُ ذكرياتٍ أطلقتَ في قَلبي ؟

مراجعة كتبتها عام 2007

Facebook Twitter Link .
2 يوافقون
اضف تعليق