حوجن > مراجعات رواية حوجن > مراجعة أمل لذيذ

حوجن - إبراهيم عباس
تحميل الكتاب

حوجن

تأليف (تأليف) 4.3
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
0

رواية(حوجن) للكاتب إبراهيم عباس،هي فيلم سينمائي متقن صورته الكلمات بدل اللقطات،فهي رواية فيها عناصر الحبكات السينمائية بارزة للعيان،واللقطات الكلامية في النص تم أخذها بما يتماشى مع التصورات النفسية و الإجتماعية الوفيرة فيه،وبعض اللقطات أسلوبها نقل صورة الأحداث بأكملها،وبعضها تخفي أجزاء من الأحداث،والإخفاء لبعض الأحداث قد يكون مرده لإثارة فضول القراء وربما أيضا لإضفاء مساحة لهم لإعمال خيالهم ...

والرواية تدور حول (حوجن)وإسمه لا ينطق بضم الحاء،فهو على وزن (سوسن)،وهذا التشابه في الوزن ليس عبثي،فالتلاقي اللفظي يشمل أيضا تلاقي روحي،وبطل الرواية(حوجن) كما يوحي إسمه فهو أتى من عالم مختلف كنا نظن بأنه لا يمت بأي صلة لعالمنا،فإذا بهذا العالم محاكي لعالمنا بطريقة ما،ونهج الراوي وكذلك الكاتب شوقنا لنعرفها مع رفضهما لتسريب كل تفاصيلها،إنه (حوجن) المتعلم والموظف و الخلوق والبار بوالدته والمعتني بجده،هو ذلك الشاب الذس تمنت له والدته كسائر الأمهات أن يتزوج ويفرحها،وظاهريا يبدو أن خلاف عائلة والده مع عائلة والدته كخلاف ممكن أن يحدث في إرتباطات الزواج العادية،فأهله من جهة أبيه عرف عنهم البعد عن التدين أما أهله من جهة أمه فتعود نيرات تدينهم كمسلمين صالحين لأيام الرسول-صلى الله عليه وسلم-،والتباين في التدين أمر وارد قد يحدث في العائلة الواحدة،وفي كل هذا تبدو لنا حياة(حوجن) طبيعية و لا تختلف عن حياة الكثير من الناس،وشاءت الأقدار أن تكون هناك نقطة فاصلة في حياته وهي وصول من يمكن بتسميتهم بالجيران،فمحيطه كان خاليا حتى أتت العائلة الجديدة للسكن بقرب عائلته الصغيرة ،والسكان الجدد هم يمثلون عائلة متعلمة و متدينة ومحافظة تشمل أبا وأما وولدا وبنت إسمها(سوسن)،ولتدين (حوجن) وحرصه على إرضاء والدته كان يتجنب الدخول في خصوصيات الجيران الجدد،هو حاول إقناع والدته بإنهم يستطيعون التعايش معهم خاصة بإنهم يشابهونهم في الطباع،وكل طرف سيبقى على حاله ويواصل حياته،ولكن ما حصل هو أن قلب (حوجن) ناقض كلامه وعهوده،فصار متيما بأزهار السوسن وبمن تغني لها،وحاول (حوجن) أن يمنع نفسه من حب (سوسن) وظل يذكر تلك النفس بأن هذه الفتاة غريبة والتواصل معها متعذر فكيف بحبها،ومع كل ذلك فحبال الهوى طوقت(حوجن) ولاحظت أمه ذلك وسخر منه أهل أبيه لذلك،ولم يتوقف(حوجن) وتواصل معها في أول الأمر عن طريقة لعبة جمعتهما في سلام و وداع،ومن ثم إلكترونيا كحال أجيال هذه الأيام التي شغلتها التكنولوجيا،هو فعل كل ذلك ليعبر لها عن حبه وليعرف منها سر دموعها وكذلك سر صورة الأشعة،فكليهما درس الطب والصورة تدل على مرض السرطان،ومن هنا بدأت الأحداث تتسارع لتحكي لنا كيف أنها مترابطة ببعضها وبأن كل حدث هو مكمل للآخر ومتمم له...

أما أسلوب الروائي فكان متميزا من ناحية منح مقادير كبيرة من الغموض وفي الوقت نفسه لم يترك القراء في تخبط أو تحير،هو حرص على تحريض أخيلتهم لإيصال رسائل منها ضرورة إحترام الغيبيات والرضا بالقدر ،و عدم الإنسياق وراء المخادعين وإن رسموا التدين على وجوههم وتصرفاتهم وكلماتهم،وأهمية التحاور الإنساني مهما كانت الآراء متباعدة عن بعضها،والتمعن في جماليات عاطفة البشر،وعظم التمسك بالقيم والمبادئ وإن كانت الحياة فيها ما يشقي الصغير والكبير و المبصر والضرير والحر والأسير والغني والفقير ،والإيمان بوجود حب نقي تحلو من أجله التضحيات،وفي هذا النص الروائي كوميديا نابعة من المواقف،فكانت الكوميديا غير مفتعلة ولعل هذا ما جعلها من ضمن السياق وليس خارجه،فهي لم تكسر الطابع الخيالي وكذلك الجدي للنص،فتهور العاشق وغيرته من الأمور الواقعية والحقيقية ،وبما أن الكاتب بدأ نصه بصورة تعريفية فوضع آلة التصوير أمام محدثنا (حوجن) وجعله يستعرض حياته وقصته لنا مع إستغراب(حوجن) نفسه من ذلك،فهو أنهى النص بكلمات من (حوجن) على الغرار ذاته وبالصراحة المفرطة والباسمة أيضا،ولكن كان هناك حوارا فرديا نقل لنا من قبل (سوسن) سبقت فيه (حوجن)،وهذا التسابق أوجد نهاية كفيلة بجعل العقول وكذلك النفوس تشهق مندهشة!

رواية(حوجن) للكاتب إبراهيم عباس،فيها إستبصار لما تتضمنه الروح البشرية على شكل لقطات تحكي قصة حالم بالحب يدعى(حوجن)!

Facebook Twitter Link .
2 يوافقون
3 تعليقات