اللوح الأزرق > مراجعات رواية اللوح الأزرق > مراجعة حمدان أحمد

اللوح الأزرق - جيلبرت سينويه, آدم فتحي
أبلغوني عند توفره

اللوح الأزرق

تأليف (تأليف) (ترجمة) 4
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

رواية ممتعه و مشوقة و رائعه بشكل غير عادي

هي اول قراءاتي لسينويه و فيما يبدو لن تكون الأخيرة باذن الله

اختار سينويه زمنا قاسيا و بلدا مضطربا ليقوم فيه ثلاثة رجال دين (مسلم و مسيحي و يهودي )برحلة للوصول الى لوحة يظهر عليها كلام لله من المفترض انه يغير من مصير أمة او اخرى بناءا على الغاز وُضعت سلفا من صديق لهم من قبل ان يلقى حتفه حرقا بعد ان حُكم عليه من قِبل محاكم تفتيش اسبانيا؛

سنة 1487 وقبل سقوط غرناطة و عندما كان الاضطهاد يعم اسبانيا ضد اليهود و المسلمين و حتى بعض المسيحيين ، بدأت رحلتهم

سينويه في هذه الرواية قدم نموذجا للأديب المُلم بمعلومات بمنتهى الدقة و سعة اطلاعه و موضوعيته و حياديته و أمانته في نقل الصورة بشكل عميق و جدير بالاحترام ؛

لم يأتي لنا سينويه برجال دين مشوهين او اظهرالاديان الثلاثة في صور مشوهة _مثلما يفعل الكثيرين ان لم يكن الجميع _ اطلاقا بل قدم ثلاث نماذج قريبة جدا من الحقيقة و الواقع ،صادقة الى ابعد حد لدين كلا منهم؛

لم يشوه الاشخاص او الاديان ليقول لنا في النهاية ان الاديان سيئة و انه لا يمكن لنا ان نتسامح الا بدونها ، اطلاقا بل استطاع و بمنتهى البساطة و السلاسة ان يقدم لنا نموذجا لقدرة الاديان الثلاث على التعايش سويا كما هي ؛

سينويه اختار الا يسير مع القطيع ، قرر ان يكون له عزفه الخاص و المنفرد ؛

لا أدري كم قرأ من كتب و كم تواصل مع رجال دين و كم سافر في اسبانيا ليقدم لنا هذه المعلومات الرهيبة و بهذه المصداقية الغير معقولة "على الأقل في زمننا هذا "،في مسألة كولمبس لم يقدم لنا الصورة التقليدية لكولمبس الزاهد المستكشف لأنه يعرف ان هذه ليست الحقيقة ولكن من الذي يقول غير ذلك ؟!!،لقد قدم لنا صورة هي اليوم اقرب الى الحقيقة لكولمبس المراوغ و الخبيث و الذي كان يعرف مسبقا و وفقا لخرائط و وثائق معه ان هناك ارضا اخرى خلف المحيط وصل اليها البرتغاليين و الايطاليين و العرب و غيرهم من الامم "لم يذكر العرب هنا "؛

نهاية الرواية كانت عبقرية و محصلة طبيعية لفكرة الرحلة ذاتها ؛؛

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ملاحظات سلبية

بصفة عامه انا أكره الروايات او الافلام التي تكون فكرتها الاساسية قائمة على خطة و سيناريو وضعهما شخص ما مسبقا لأنها كثيرا ما يكون فيها بعض التجاوزات او التأويلات او الصدف التى من الممكن لي كقارئ او مشاهد ان اختار غيرها فتهدم العمل بأكمله ،رغم أن نوعية الروايات و الافلام هذه تلقى رواجا كبيرا لدى الجمهور غالبا ؛

السرعة التي كان يتقدم بها سينويه في الرواية جعلته يفقد _احيانا_القدرة على اعطاء الطابع العاطفي و الروحي للمشهد كما ينبغي ، كما انها كثيرا ما تعطي انطباعا بسهولة الموقف او الرحلة رغم انه من المفترض ان العكس هو الصحيح

من رأيي ان اي عمل تاريخي يجب ان يجعل القارئ يشعر و كأنه يعيش هذا الزمن بكل تركيباته ،فهناك الفاظ و جمل و تصرفات و مسميات هي عصرية جدا وعند استخدامها في عمل تاريخي تسقط عنه بعض روحه لدى القارئ مثلما ان وجود ساعة مثلا في يد ممثل في فيلم تاريخي عن صلاح الدين مثلا يخرج المشاهد من الحالة النفسية التي يعيشها اثناء المشاهدة فان نفس الفكرة تنطبق على العمل الروائي ،و الحقيقة اني هنا و في هذه الرواية لم اشعر بتاريخية العمل و هو نفس شعوري عند قراءة ثلاثية غرناطة و ذلك لاستخدام الكاتب لاوصاف و مسميات و لغة من عصرنا هذا،و الحقيقة ان يوسف زيدان في عزازيل نجح في هذه الناحية نجاحا باهرا و قدم نموذجا في هذه الجزئية

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مرة ثانية اقول انها رواية رائعه و ممتعه و مشوقه و كاتب موسوعي ،عبقري،موضوعي ،عميق و محترم و الاهم انه مختلف

Facebook Twitter Link .
9 يوافقون
11 تعليقات