ساق البامبو > مراجعات رواية ساق البامبو > مراجعة نرمين الشامى

ساق البامبو - سعود السنعوسي
أبلغوني عند توفره

ساق البامبو

تأليف (تأليف) 4.4
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

يا الله يا الله

ماذا اكتب ومن اين ابدأ

لاتوجد كلمات تصف مدى روعة تلك الرواية

رواية كهذه توضح للجميع مدى قدرة الاعمال الروائية على التأثير الشديد اكثر من 1000 كتاب

فتلقى الضوء على مجتمعين شديدى البعد والاختلاف والتناقض وهماٍ الفلبين والكويت

مجتمعان بعيدان اشد البعد عن بعضهم ففى حين يعانى الفلبين من الفقر المدقع والمرض والجهل واقصى ما يحلم به الشعب هناك هو ان يعيش حياة ادمية فى بلده او يهرب من واقعه بأى طريقة

وعلى النقيض ترى الكويت البلد المترف الذى لا يعانى من مشاكل حقيقية فاخترع مشاكل مصتنعة

ففى الفلبين الاغلال التى تقيدهم صنعها الفقر والجهل وفى الكويت صنعوا الاغلال بايديهم

وكما قال الكاتب الرااااااائع

((كل طبقة اجتماعية تبحث عن طبقة ادنى تمتطيها وان اضطرت لخلقها تعلو فوق اكتافها تحتقرها وتخفف بواسطتها من الضغط الذى تسببه الطبقة الاعلى فوق اكتافها هى الاخرى))

تظهر الرواية تلك الطبقية الشنيعة فى دول الخليج واعتبار الهنود والفللبيينين كاشياء تشترى وتباع فهم ليسوا بشرا وان كانوا بشرا فهم بشرا من الدرجة العاشرة

وهذا الحال موجودا فى مصر ايضا ولكن على مستوى اقل قليلا فهنا لا نحاسب المرء على شكله او جنسيته بل على مقدار ثراؤه فالثروة تجعل الحقير امير

وحقا لا افهم من زرع هذا الفكر الدنئ فى نفوس المسلمين فليس ذلك من الاسلام من شىء

هل هو النقص هل هى قلة الثقة التى تدفعنا دائما للبحث عن من نشعر معهم بالفوقية او الافضلية؟حقا لا اعلم

وتلقى الرواية ايضا الضوء على حرب الخليج وومعاناة الشعب الكويتى وصموده وبطولاته امام المحتل واستشهاد ابنائه وكل ذلك بسبب قرار مجنون لطاغية متوحش قتل الاسرى الكويتين فى مقابر جماعية وهم اخوانه فى العروبة ثم تجد من يصفه كبطل

بطل؟ربما بطل من ورق؟

انا وحيد... انا ضعيف يالله ومن منا لم يشعر بذلك الاحساس يوما بل كثيرا من الايام

هوزيه-جوزيه-عيسى احببته جدا جدا تائه ضائع بين الاوطان بين الاديان بين الناس يالها من حيرة وياله من عذاب

تتمثل مأساة عيسى فى مقولة الآباء يأكلون الحصرم والابناء يضرسون

معايرة جده ,تنصل اباه, بعد امه ,لفظ عائلته كل ذلك بدون ذنب اقترفه كل ذلك لان اباه تزوج من البشر الادنى مرتبة فجاء شكله للمرتبة الادنى ولو كان يشبه والده لربما تغيرت حياته تماما ياللعبث وياللظلم اننا نعصى الله بكل وقاحة وهو القائل تعالى (ولا تزر وازرة وزر اخرى)

جوزفين امرأة عظيمة صبرت على كل المكاره التى تعرضت لها فى حياتها وهى كثيرة تحملت ورضت واحبت راشد لاخر لحظه

ايدا ضحية استسلمت للضياع وكادت تخلق ضحة اخرى وهى ابنتها ميرلا التى تاهت فى الحياة وانحرفت فى اثناء ضياعها الى ان وجدت نفسها وطريقها الصحيح مع هوزيه

ميندوزا من اعقد شخصيات الرواية من وجهة نظرى ورغم احتقارى لمعظم تصرفاته ان لم يكن كلها

لكنه كان ضحية كما كان جانيا والسبب شيئين :

اولا الحرب وكم تترك الحرب من اشلاء جسدية ونفسية تترك الحروب البشر امواتا فعليا او موتى احياء

وكيف لا وقد رأوا مدى قدرة البشر على التصرف بوحشية تفوق وحشية الحيوان

والسبب الاخر كما يقول فرويد ابحث عن الطفولة

ميدوزا اكثر من كان يعايرهم بكونهم لقطاء هو ايضا لقيطا هل كان يؤلمهم ام يؤلم نفسه هل كان ينكأ جراحه بجرحهم حتى لا يتألم وحده؟ربما

راشد: رغم مواقفه المثيرة للاعجاب وافكاره وبطولاته وتضحيته الا انى لم اشعر بانه مختلف عن مجتمعه لقد انصاع للمجتمع فى اول صدام بين افكاره وبين تقاليد ذلك المجتمع البالية كان عليه ان يتحمل نتيجة افعاله لقد اختار طريقا وكان يجب عليه ان يتحمل عواقبه لكنه هرب من المسئولية تاركا ابنه للمجهول تركه تائها بين وطنين ودينين وحياتين حياة يحياها وحياة تحيا فيه ويتمناها

باقى شخصيات الكويت كلها رمادية تتنقل بين الخير والشر بين الفطرة والخوف من المجتمع لكنى كرهت جدا نورية احببت جدا خولة وغسان وشلة المجانين وابراهيم سلام

وكان شعورى محايدا تجاه هند وعواطف ربما تناسبا مع مواقفهم غير الحاسمة فى الرواية

تأرجح احساسى بين صفحات الرواية تجاه الجدة غنيمة فاحيانا اكرهها واحيانا اتعاطف معها فليس كل شخص بقادر على تحدى مجتمعه وان يمزق الثوب البالى من التقاليد التى يتناقض بعضها مع الدين بكل صراحه ولكننا للاسف نخاف من الناس اكثر من خوفنا من الله

وفى النهاية اعلم انى اطلت كثيرا لكن رواية رائعة كتلك زاخرة بالكثير الكثير من المعانى والافكار فهى تستحق اكثر من ذلك بكثير

Facebook Twitter Link .
11 يوافقون
7 تعليقات