كوابيس بيروت > مراجعات رواية كوابيس بيروت > مراجعة بشاره كرم

كوابيس بيروت - غادة السمان
أبلغوني عند توفره

كوابيس بيروت

تأليف (تأليف) 4
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
3

في بلد كلبنان لا نعرف متى تعود الحرب، يوميات الكاتبة السورية التي وجدت نفسها محاصرة في شقتها في بيروت تشكّل شهادة لماضي الحرب الأهلية الأليم وصعوبة التأقلم، كما هي، للمستقبل ، فكرة عمّا يمكن توقعه من مآسي الحرب.

الكوابيس التي ترتادها والتي تنقلها للقارئ - بصورها البليغة وغير الاعتيادية ، تنتهي بأن تصيب القارئ نفسه. الكاتبة تنقل لنا اذا الحالة - او بالأحرى الحالات المعقّدة - التي تسببها الحرب في نفس الانسان : حالات من الحزن واللا مبالاة، من العطف على حيوان تارة واللاعطف على بشر تارة أخرى، من الخوف على النفس تارة والخوف على المقتنيات (كتبها العزيزة) تارة اخرى- الى ان يصل الحد بها الى وضع كل تلك الحالات وراء ظهرها وطلب الخروج، بكل بساطة.

هي ليست مقاتلة بل كاتبة وصحفية فيطرح الكتاب مشكلة تأقلم المدنيين مع وضع الحرب وشعورهم بانعدام جدواهم. هي ليست مقاتلة بل كاتبة مناضلة سياسيا فتواجه تحديداً الأزمة التالية: هي التي دفعت الناس الى الثورة بقلمها، اليست مسؤولة بطريقة ما؟ الا يتوجب عليها القتال مع من استثارته على القتال؟ الكاتبة لها موقف سياسي من الحرب، الا أن ارائها السياسية لا تشكل حيّز مهم من الكتاب، وأظن ان هذا أفضل (بل لو كان أفضل لو خلت الرواية من اي ايحاء سياسي) فالحرب الاهلية اللبنانية مرتبطة بال"تعقيدات" الخاصّة باللبنانيين أنفسهم.

بشكل عام الكتاب يستحق الكتاب عنوانه، فهو ينقل كابوس الحرب للقارئ. والسبب ان الكتاب ليس تقرير صحفي عن مآاسي الحرب بل شهادة شخصيّة عن تأثير الحرب على نفسيّة الكاتبة - وقد يكون أي شخص مكانها يوماً ما. ان كان بالأمس لبنان في حرب فاليوم وطن غادة السمان، سوريا في حرب. ألن ترحل الكوابيس عن منطقتنا يوماً.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق