كيف يمكنني أن أصف روعة ذلك الزمن الذي يدعى الطفولة ؟
وكيف لي أن أشكر زياد الرحباني على هذه الصفحات الجميلة ببراءتها
أحببتك اكثر مما علموني في الصلاة
أنا ألف مرة يخطر ببالي
أن أناديك بصوت بسيط :
أين أنت يا ربي ؟
***
أليس في آل ثانية من الحياة ،
إنسان يضحك ؟
إذن في الأرض ضحك متواصل
***
كانت أحاديث السهرة تدور
فقلتُ :
حدِّثونا عن غير الموت
قالوا : نحكي عن الحرب
قلت : عن غير الحرب
قالوا : نحكي عن دموع المشرَّدين
قلت : عن غير دموعهم
قالوا : عن المنتظِرين
قلت : عن غير المنتظرين
قالوا : لا نعرف غير هذا فَعَمَّ نحكي ؟
قلت : اسهروا آما تسهر الحيطان
لا تتكلموا عن شيء
وانظروا بعضكم إلى بعض
علَّ وجوهَكم تتحادث .
***
تلبس أمي فستاناً جديداً
وتسألني :
هل جميلٌ فستاني ؟
وأقولُ لها :
إنه جميلٌ جداً .
وآثيراً ما
تسألني عن غيرهِ وأُجيبها
إنه جميل جداً .
ومرةً قالت أمي :
تُجيبني دائماً
حلوةٌ الفساتين فهل خجلاً ؟
قلتُ :
في دنيانا يا أمي
لا يوجد فستانٌ بشع
ما دام لكلّ فستان
واحدةٌ تُحب أن ترتديه .
***
الطفلُ متى عرف أنه من أسراب الطفولة البريئة
لم يعدْ منها .
الطفلُ متى صار يعرف
آيف يرسم المهندسُ البيتَ
هربتْ من صُوَره
خطوطُ الحبّ
والجمالِ الصغير .
البسيط متى عرف أنه بسيط
لم يعدْ بسيطا
الإنسانُ متى عرف الحقائق
سقط عن سرير الأحلام .
***
آملُ أن يكون الوداعُ ساعةَ لا أآون
آملُ أَن تُقتلَ العصافير ، يومَ أآونُ بعيدا
آملُ أن يموت الأحبّاء ، يوم أآون في سَفَر
آملُ آثيراً
لأنّ العين الدامعة تُبكيني
وآم من شيء
أُريدُ منه أن أَتدارى
لكنْ
لا مفرَّ مِنَ الدموع .
***
حائرٌ أنا
بين أن يبدأ الفرح
وألاَّ يبدأ
مخافةَ ينتهي .