ثمة تناقض في المعنى في هذه الرباعيات ،ربما هذا التناقض هو ما يوجد بداخل كل منا ، فممَّ يتكون الإنسان ؟
روح و عقل و نفس ، الروح تتوق للصعود للعالم العلوي بالتسامي عن كل نقيصة تظل تحبسها في الأسفل ، و العقل يظل يحاول إدراك المزيد من أسرار هذا الكون و البحث عما يحقق السعادة و التوازن للإنسان ، و النفس تجر صاحبها للملذات و تغرقه فيها .
من هنا ظهر هذا التناقض و هذا الصراع الذي اعتمل في نفس الشاعر و تجلى لنا في رباعياته ، فأظهره بعضها سكيراً و أظهره البعض الآخر حكيما ، وبعض الأبيات أظهرته مؤمنا يلتمس من ربه الرحمة .
بعض الأبيات مليئة بالحكمة ، و بعضها يملؤه اليأس من الحياة و الشعور بعدم الجدوى ..
لم يعجبني الإسراف في ذكر الشراب ..
قرأت الرباعيات بترجمة أحمد رامي ، نقلها من الشعر الفارسي للعربي فكأنه كتب بذلك رباعيات خاصة به تحمل معاني رباعيات الخيام ..
مافعله أحمد رامي بديع فليس من السهل ترجمة الشعر لشعر مع الاحتفاظ بالمعنى .
هناك ترجمة أخرى لشاعر عراقي أشار له عبدالوهاب مطاوع اسمه الأول "أحمد" و لا أذكر اسمه الأخير أتمنى الحصول عليها يوما ما و قراءتها ..
اقتباسات :
" يا دهر أكثرت البلى والخراب
و سمت كل الناس سوء العذاب
و يا ثرى كم فيك من جوهر
يبين لو يُنبَش هذا التراب"
***************
"أطال أهل الأنفس الباصرة
تفكيرهم في ذاتك القادرة
و لم تزل يارب أفهامهم
حيرى كهذه الأنجم الحائرة"
***************
"فالدرع لا تمنع سهم الأجل
و المال لا يدفعه إن نزل
و كل ما في عيشنا زائلٌ
لا شيء يبقى غير طيب العمل"
***************
تظهر النزعة الجبرية أحيانا :
"كأن الذي أبدعني يعلم
إن عشت ما أجني و ما آثم
فكيف يجزيني على أنني
أجرمت و الجرم قضا مبرمُ"
***************
"إن تفصل القطرة من بحرها
ففي مداه منتهى أمرها
تقاربت يارب مابيننا
مسافة البعد على قدرها"
***************
"يامن يحار الفهم في قدرتك
و تطلب النفس حمى طاعتك
أسكرني الإثم ولكنني
صحوت بالآمال في رحمتك"