الرجل ذو اللحية السوداء > مراجعات رواية الرجل ذو اللحية السوداء > مراجعة سماح ضيف الله المزين

الرجل ذو اللحية السوداء - سامية أحمد
أبلغوني عند توفره

الرجل ذو اللحية السوداء

تأليف (تأليف) 3.6
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
2

الرجل ذو اللحية السوداء

ها أنا من جديد مع سامية أحمد أمام كتاب جديد بقصة جديدة تحمل – كعادة قصص سامية أحمد – فكرة مهمة، وتعالجها بطريقة ما، لكن تلك الطريقة تكون على الأغلب درامية. تصلح لأن تتحول بجهد نقي إلى عمل تلفزيوني، فلعل أفضل وأهم ما يمكن أن يمنح كتابات سامية أحمد القيمة هو الفكرة التي تتمحور حولها القصة غالباً، إلا أن المعالجة والحبكة ضعيفان وتبدو الرواية في ظل ضعفهما مفتقدةً للكثير من عناصر القصة العربية.

في هذه القصة كنتُ أتوقعُ أغلب الأحداث فأجدها تحصل بالفعل كلما تقدمت في القراءة، وفي لحظة من اللحظات شعرت بالمبالغة في المثالية والمبالغة في ردود الأفعال، كما أنني لاحظت الخروج عن خط الرواية السليمة، كل ذلك بالإضافة إلى المشاكل التي كانت موجودة في القصص التي قرأتها سابقاً من أخطاء إملائية ونحوية وحتى صرفية ولغوية، وغياب الأدب ولغته الخاصة مما يجعلني أضع رواية (الرجل ذو اللحية السوداء) كسابقتيها في رف كتب الناشئة، وإن كنت أمتدح بشدة مثل هذه الكتب التي هدفها رسم الصورة الحقيقية وإزالة الغبار والغبش العالق على صورة الشخصية الإسلامية، وتعديل الكثير من التشويه الذي أحدثه بعض أبناء الإسلام تحت رعاية فائقة الدقة من المستشرقين ومروجي الغزو الفكري الأسود.

تقوم فكرة القصة على محور مهم جداً في العصر الذي نعيشه (والذي يهجم فيه الجميع على الإسلام وأهله كأنهم أسوأ ما مر على البسيطة) وهو قائم على التعريف بالأخلاق الحقيقية للمسلم، كخطوة ضمن إطار السعي إلى تغيير النظرة القاتمة عنه بأسلوب قصصي لطيف.

أغلب الصراعات الجانبية خلال سرد عقدة القصة ومحاولة حلها ذكرتني مباشرة بالقول القاطع في شأن المسلمين وغير المسلمين: (أن المسلم لديه دين بلا أخلاق، وغير المسلم لديه أخلاق بلا دين) مع أن الدين الإسلامي قائم على الأخلاق في كل مجالاته وأساساته وذلك مثبتٌ بالآيات القرآنية والأحاديث الشريفة، وقد ساقت الكاتبة فيما ساقت من شجون... الكثير جداً من الأخلاق التي هي طبيعة المسلم وفيها اعتزازه، بينما أصبح اليوم بإهماله المقصود أو غير المقصود وغفلته أصبح يدافع عنها وعما هو أصيل وحقيقي ويحاول - غير مستميت للأسف – أن يجلبه للمقدمة من جديد بعد أن تراجع - فهو الأصل وليس البديل الأفضل - وهنا تكمن الخطورة فعلاً.. لأن الأصل تراجع كثيراً، والصحوة تأخرت كثيراً، إلا أن الشجن الأكبر والأعمق كان يبدو في أننا نكافح للوصول للمستوى الذي كنا عليه قبل سنوات، وعقود بدلاً من أن نقف في ذات الموقف لنقول: الحمد لله أننا تخطينا تلك الفجوات.

أخيراً..

وجب القول أن هذه الرواية صالحة لتوضع بيني يدي الناشئة دون خوف عليهم أبداً، إلا أنني أدعو بشكل صريح – الناشر- حين يتبنى العمل أن يقلب كيانه حتى لو احتاج الأمر لإعادة كتابة الرواية من جديد.

Facebook Twitter Link .
2 يوافقون
4 تعليقات