استغربت عندما لم أرَ أي مراجعة لهذه الرواية..

كوخ العم توم، هي رواية تناولت الحياة القاسية والمريرة التي عاشها الأمريكيون السود قبيل الحرب الأهلية، بل اعتنت بأدق التفاصيل التي تصور معاناتهم، من ترك أسرهم ببيع الرجل أو الابن أو المرأة إلى أقسى أنواع العذاب الجسدي الذي يلحق بهم، والذي يوصلهم في بعض الأحيان إلى الموت كما كانت نهاية العم توم: الرجل الأسود الرائع المخلص المتفاني الذي يحبه كل من حوله من كبار وصغار، عبيد وسادة. هذا في مجتمع يجعل العبد حق سيده، فلا يتعامل مع موت العبد تحت التعذيب على أنه جريمة إنسانية.

العاطفة الصادقة التي فاضت من الكاتبة على صفحات الرواية، جعلتها مؤثرة إلى الحد الذي لا يترك قارئاً إلا ويستفز مشاعره تجاه هذه الفئة المستباحة..

بيع العم توم، احتضار الطفلة الصغيرة وموتها، موت العم توم، افتداء السيد جورج لتوم، تحرير العبيد.... كل من هذه المواقف أشعل فيّ مشاعر الثورة الحقة لإنصاف هؤلاء، لذا من الطبيعي أن تقوم بعد عدة سنوات ثورة العبيد في أمريكا التي نال بعدها العبيد حريتهم وحقوقهم.

أنا لا أدّعي أن هذه الرواية هي السبب الذي أشعل ثورة العبيد، ولكنها كانت دافعاً قوياً، ويُقال إن الرئيس إبراهام لينكولن، قال عندما قابل هاريت ستاو: "إذاً فهذه هي السيدة الصغيرة التي أشعلت هذه الحرب الكبيرة".

وأود أن أنوّه إلى أن الرواية لها عدة ترجمات في السوق أغلبها سيّئة ومختصرة، وأنا أنصح لمن يريد قراءتها بالطبعة التي نشرها المركز الثقافي العربي في المغرب.