نبوءات الجائعين > مراجعات كتاب نبوءات الجائعين > مراجعة هدى أبو الشامات

نبوءات الجائعين - أيمن العتوم
تحميل الكتاب

نبوءات الجائعين

تأليف (تأليف) 4.1
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

لا أستطيع أن أعي ما يمكن أن يفعله شاعرنا العظيم بحروفه هذه فتطرحنا بين قتيل وجريح ! ..

قتيل حرفٍ لا يستكين له من نبضٍ بعد المرور على كل هذا الأسى، وجريح لا يبرء من عشقه لهذه الكلمات المنسابة من ألم، فتئِنُّ تلك الكلمات التي تشرّبناها في الروح .. أنيناً معذباً لا مناجاة منه ..

ماذا أقول في حروف أسكنتني السجن بتفاصيله، أنا التي زرت السجن في خيالاتي أكثر مما قد زرت واقعي هذا، أتعبتني! .. أتعبتني حدِّ الآه من الأعماق.. حدِّ الدمع المنساب .. أن .. يا ليت ويا ليت ..

يا ليت أيام العزِّ السابقة لك يا أوطاننا لم تغب، وتتركنا نتقعقع في وديان سحيقة من الذلِّ ومن الطغيان ..

تلوح إليّ دمشق في كياني تارةً نظراً لأن الشعر يعبث بذلك الحيِّز من المشاعر الذي يئنّ على صوتٍ خفيضٍ عن أسماع البشر وذلك لأنّ الفساد أمر مستشر في أوطاننا للأسف .. ثم لا ألبث أن أقرأ الأردنّ في حروف الشاعر فأصحو من خيالاتي..

يا لحبه لموطنه! سجينٌ يقول أين رماني هذا الوطن .. وسجين يتغزّل بعيني أرضه الذي يلبث سجيناً فيها!

الديوان في قصائده جريء الطرح، شديد اللهجة، قوي المعاني، يضرب على الوتر الحساس .. يناقش أموراً تلامس وقع أمتنا العربية في كافة النواحي، مؤثر، يضرب في الأعماق .. يهزّ الوجدان .. حزناً .. غضباً .. وثورة!!

نأمل بالتغيير ونؤمن به، ويزداد فينا الثبات تجاه القضيّة .. التي تعني الحياة والحرية .. الحرية التي رأينها وراء قضبان السجون!!!

لفت نظري القصائد القصيرة .. مثل دور الشريفة واللّمّة.. ذاك الأسلوب السريع القويّ مع بعض الرموز .. كم ذكرني بأحمد مطر!!

بالرغم من أن المحنة واحدة .. إلا أنها أنتجت قصائد بمواضيع متنوعة ومشاعر متنوعة .. وهذا كان جيّداً وفي مصلحة الديوان ..

أعجبني كيف تنوعت القصائد حتّى في ترتيب موضوعاتها، فلا يملّ القارئ أبداً، ولا يظل إيقاع دقات قلبه رتيباً، بل يصعد وينزل، ويرتفع وينخفض، فلا يهدئ، ولا يرتاح، بين حب المحبوبة والثورة على الطغيان وحب الوطن وإنشاد الحرية والحنين للأم .. كانت دقات القلب كالديوان .. صارخة!!

لغة الديوان رفيعة، والتشابيه منها أخّاذة .. ومنها مناسبة بشكل يتلاءم مع وضع هذه الحكومات!!!..

الكثير من القصائد تستحق القراءة مرات عديدة .. ولا يُمَلّ منها أبداً إطلاقاً نهائياً !

لا يقول المرء بعد إنهائه الديوان سوى: حفظ الله شاعرنا وآمنه من كل مكروه ..

Facebook Twitter Link .
3 يوافقون
3 تعليقات