النباهة والاستحمار > مراجعات كتاب النباهة والاستحمار > مراجعة Ahmad Ashkaibi

النباهة والاستحمار - علي شريعتي
أبلغوني عند توفره

النباهة والاستحمار

تأليف (تأليف) 3.8
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
1

كان علي أن أعرف محتوى الكتاب من العنوان... فعندما تجد كاتبا قد استهواه مصطلح أتى به أو اخترعه ثم حاول إسقاطه على كل شيء فاعلم أن ذلك الكاتب قد انجرف وراء العجب بنفسه وخديعة من حوله به..

الكتاب أصلا تفريغ لمحاضرة ألقاها علي شريعتي في إيران ثم أفرغت على شكل كتاب بعد أن تم تسجيلها على أشرطة..

لست أدري ممن أعجب أكثر.. أمن من أعجبته تلك المحاضرة فقام بتفريغها في كتاب أم ممن أعجبه الكتاب فأعطاه تقييما مرتفعا؟

برأيي أن هذا الكتاب عبارة عن تجميع لأفكار شخص ناقم على مجتمعه أو ناقم على الدين في مجتمعه سمح له أن يتكلم فتكلم بما خطر بباله دون ترتيب ولا مراعاة لأي أحد أو أي شيء بما في ذلك الحضور.. ثم وضع لتلك الأفكار عنوانا يجذب الانتباه ..ثم أخذ يصب أفكاره تلك في قالب ذلك العنوان...

الفكرة العامة للكتاب ليست بجديدة أبدا.... فهو يريد أن يقول أنه علينا أن نكون مثقفين واعين وأن ننتبه لما يحاك لهذه الأمة من مكائد لتبقى غارقة في مشاكلها ولا ترتقي كباقي الأمم...

يبدأ علي شريعتي بتقديس الإنسان أكثر من اللازم .. فهو يقول: "وأمر ملائكته بالسجود أمامه والتسليم له بالعبودية" يريد بذلك أن مكانة الإنسان أصلا مرتفعة .. لكنه هنا أخطأ الحقيقة.. فالله لم يأمر الملائكة للسجود للبشر تسليما له بالعبودية..

يفتخر علي شريعتي بالدروس والحكم التي علمه إياها أحد أساتذته – على سوء أدب الأستاذ – ويستشهد بها كدليل لتدعيم أقواله بأن الغاية تبرر الوسيلة والمهم أن لا يستغفلك أحد حتى لو اضطر المرء للاحتيال على الناس...

يشن على شريعتي الهجوم – كعادة الشيعة – على الصحابة بطريقة غير مباشرة من خلال انتقاد أسلوب الحكم زمن عمر بن الخطاب.. فهو يستشهد مثلا بقصة ثوب عمر - رضي الله عنه – الطويل وكيف أن الناس اعترضوا على طول الثوب بدل أن يعترفوا له بالفضل بسبب الفتوحات الإسلامية في عصره... هو يأخذ الجزئيات ويعممها ولا ينظر للصورة الأشمل والأكبر...

ولم يسلم أيضا الخلفاء العباسيون من قدحه وذمه.. بل إنه يستشهد بروايات مأخوذة أصلا عن الشيعة مكذوبة على الخخلفاء العباسيين..

ثم هو ينتقد بعض الجوانب الروحانية من الدين الإسلامي بل ويعطل كل مداخل الخير فيها.. فهو يقول مثلا: "إنه الدين المستحمر الضي يقول لك يكفي أن تدخل السرور إلى قلب واحد أو أن تقضي حاجة آخر حتى تمحى كل ذنوبك وتبدل سيئاتك حسنات وتقضى عنك كل المسؤوليات الاجتماعية".... فهو هنا يدخل رأيه الخاص دون الاعتماد على نص من الدين ودون الرجوع إلى جو ذلك النص ..ويأتي به على شكل استهزاء وسخرية..

ويقول في موضع آخر مستشهدا بأن الدين قد يستخدم للاستحمار: " وإذا كان غير صالح للرياضة أو للدراسة بل هو من نوع أولئك العاطفيين يهوى العزلة والخيالات فأشجعه على الصوم والصلاة والأدعية والزيارات" .. أي أن هذه من الخزعبلات التي يصرف الناس عنها أبناءهم ويشغلونهم بها إن لم يكونوا نافعين في الأشياء الأخرى... تحيز واضح للعلم على الدين..

وها هو يسخر – كذلك – من الزهد ومن الشعر ويعتبرهما مما سماه "بالاستحمار"..

ثم يأتي شريعتي ببعض النكات والطرائف المعروفة مما يدل على أن جمهوره قد بدأ بالتململ.. وهو يذكر تلك الطرائف على أنها حدثت بالفعل .. وكل ذلك من الحشو الذي لا فائدة منه..

الخلاصة:

خلاصة رأيه أن الغرب وضع لنا خطة نسير عليها وعلينا أن ننتبه لهذه الخطة وأن لا نسير وراء الدين "المستحمر" بل علينا أن نفكر بعقل..لأن العقل هو ما أوصل الغرب إلى ما هو فيه والدين هو ما أوصلنا إلى ما نحن فيه..

الكتاب عبارة عن أفكار غير مرتبة ولا متزنة ولا موثقة يخلط فيه فلسفته الشخصية بالدين... فهو يقول ما يشاء كيفما يشاء...ولا يتورع أبدا عن ذم أهل السنة... فهلا حدثنا عن الاستحمار الذي يمارسه "مراجع" الشيعة على عوامهم؟

لا أنصح بقراءته فالكتاب مضيعة للوقت.....

Facebook Twitter Link .
2 يوافقون
3 تعليقات