أرز باللبن لشخصين > مراجعات كتاب أرز باللبن لشخصين > مراجعة أمل لذيذ

أرز باللبن لشخصين - رحاب بسام
تحميل الكتاب

أرز باللبن لشخصين

تأليف (تأليف) 3.3
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
0

كتاب(أرز باللبن لشخصين) للكاتبة رحاب بسام،فيه عرض لما أوردته الكاتبة من تدوينات في مدونتها،وهذه التدوينات مرحة و مازحة ،وإن كان فيها في بعض الأحيان أوجاع حكيمة مثنية،وجمع الكاتبة لها في كتاب واحد يضع وهجاً على بواطن التقارب بينها،فهي وضعت معاً بما فيها من حقيقة و خيال و سراب و حلم على لسان الروح نفسها،فالراوية هي إمرأة مصرية تتحدث عن مواقف مرت بها فعلياً و بعض المواقف الإفتراضية في عقلها،فعقلها حتى و هو يسرد أمور حصلت بالفعل نراه يجنح للتصور و التخيل في طريقة ولوجه للموقف ...

فالكاتبة رحاب بسام المتأثرة بالأدب عموما لدراستها له و لعشقها له كما يتضح لنا من الإقتباسات التي أتت بها في الكتاب ،هي مفعمة بعشقها الأكبر لأدب الطفل حينما تمكنت منها شخصية أليس في بلاد العجائب،فصار أسلوب الكاتبة في وصف الأحداث يتم بنظرات عيون أليس الحالمة و ردات فعلها كانت بملامح أليس المستغربة،فنكاد نستشعر إبتسامة الكاتبة الطفولية في كثير من الأحيان و تعليقاتها الطريفة،وأيضا نحس بعفويتها في إبداء رأيها دون أن يثقلها ظل ظنون الآخرين،هي أغرقت خواطرها و قصصها و ثغرها مفتوح من الدهشة لغرابة المواقف،وهي حتى عندما تتساقط الأحوال من أمامها و تجدها محيطة بها كمشهد سقوط الأشياء و أليس معها في الحفرة،سنلحظ بأن جزءاً منها كان مستمتعاً و هائماً بالمخاطرات الصغيرة،و تبدو متلهفة و مترقبة لإمكانية حدوث شيء جديد في وقت قريب!

المواضيع التي ضمتها التدوينات قد تظهر عادية و أمور نمر بها بشكل يومي،ولكن ما فعلته الكاتبة هو رفع الحظر عن التقليدية في متابعة الحياة،فهي تعلن بثبات عما يدور في قلبها،وتصرح بفحوى خيالها المترامي في واقعها،هي تحدثنا عن البطيخ في أول الكتاب وهي ضاحكة و ضاجة من يومها ذاك،و من ثم تبوح لنا بوصفتها لطبق الحلوى المعروف و هو الأرز باللبن،وهذا المقطع هو الأجمل بالنسبة لي في الكتاب،فهي مشهد تصويري متكامل بما فيه من حركة و صورة و كلمات فصحى و عامية عبرت عن نظريتها في الحياة،وبعد كل خطوة لعمل هذه الحلوى كانت تدلل نفسها و نظريتها ،ربما لتساند ذاتها و ربما لتساندها الحياة،هي في هذا المشهد المتحدث و المستمع و الحياة هي من تسترق النظر إليها،وبعد ذلك تعبر لنا عن مراحل حياتها المختلفة بمرافقتها لنا في موقف أول إعجاب حصلت عليه و هي صغيرة و ردة فعلها البريئة،و نعرف عن سبب خوفها من الشتاء لإنها كانت ترى فيه فزاعة موتى،و نتأمل سخريتها على ما كان يدور من تخبطات سياسية و تفاعلات الشعب تجاهها،هي تخبرنا عن ولعها بالأحذية و عن أوقات سيرها و هي حافية،هي تؤنسنا بمناوشاتها مع أحبتها و من إلتقت بهم حتى بالصدفة،هي تسر لنا بمن ينطق إسمها "ريحاب" بدلاً من "رحاب"،هي تأخذ اللون البنفسجي واللون الوردي و تقارن بينهما لنلمح ذائقتها اللونية،هي تهيم باللافندر،هي تعبر عن هيجان فؤادها حينما ناقشت ببساطتها المستفيضة قضية التحرش التي تتعرض لها المرأة في المجتمع،هي لا تسكت أفكارها أمامنا!

الإنطباع الأول عن الكتاب قد يكون لدى البعض هو أنه يحمل وزناً خفيفاً في محتواه أو حتى في أسلوبه ،ولعل هذا يعود لكون النصوص تم أخذها من مدونة أو لإن الكاتبة إستعانت بمفردات فيها دعابة و نسبة منها كانت بالعامية،ولكن عند وضعنا آذاننا جيداً على دقات جمل الخواطر فيه سنعثر على إنتظام في الرغبة في معرفة الحياة و الذات،وهي رغبة جاءت بإنسجام مع قلب نطق بما فيه بكل ما فيه، فكتاب(أرز باللبن لشخصين) للكاتبة رحاب بسام يجول في وصفات عيش الحياة!

Facebook Twitter Link .
3 يوافقون
اضف تعليق