امتداح الخالة > مراجعات رواية امتداح الخالة > مراجعة Dr.Hanan Farouk

امتداح الخالة - ماريو بارغاس يوسا, صالح علماني
أبلغوني عند توفره

امتداح الخالة

تأليف (تأليف) (ترجمة) 3.3
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
0

قررت ألا أشغل نفسي وأشغل قارئي بالنجمات الخمس التي تقود القاريء لحل لغز المراجعة قبل أن يقرأ... لن أصحح الدفتر كمدرسة تتثاءب وتقاوم النوم لتكمل تصحيح كراسات المدرسة...كما لن أشغل نفسي بتعليقات ومراجعات أخرى في أماكن كثيرة لمن أعرف ومن لا أعرف... الرواية بالفعل صادمة تعطيك إحساساً لأول وهلة بأنها إيروتيكية فجة فقط... كتابة مكشوفة بلا طائل.. ومع تقدمي في الصفحات اكتشفت أن الأمر ليس كذلك بالمرة...ربما تكون هذه الرواية أشد الكتابات تديناً وأخلاقية... فالرواية تجعل من البطلين الأساس فيها آدم وحواء الجنة الموعودة ولكنها جنة من نوع أرضي ... حسي... لا علاقة لها بالروحانيات والسماويات.. أو بمعنى آخر حلوت كل الأشياء الروحانية إلى جسدية أرضية صرفة... فالتطهر من الذنوب يبدأ بالعمليات التنظيفية الدقيقة والروتينية والممتعة أيضا التي يفرضها دون ريجوبيرتو على نفسه يوميا وكأنها صلوات أو طقوس عبادات يخرج بها من أدرانه ليستأهل فردوسه الأعلى الأرضي وهو العلاقة الحميمية مع زوجته الحبيبة.. وجعلها زوجة لا عشيقة ليجعل الأمر كله في إطار مشروع بحيث لايشعر القاريء مع كل مايرويه من عري أن الأمر آثم...لقد كان إخلاص دون ريجوبيرتو لجسده ونظافته وتطهيره ومتعته يشبه كثيرا إخلاص العابد لعباداته وتنسكه للخلاص مما يثقل كاهله من ذنوب تلوث روحه وقلبه... ليس الأمر كذلك فحسب بل أن يوسا لم يترك الجنة الأرضية تلك فارغة من الشر بل أرسله في صورة الطفل ألفونسو الذي مثل الشيطان بكل ألاعيبه وإغواءاته وتبريراته لنفسه قبل الأخرين... سؤلنا ونحن صغار عن تخيلنا للشيطان فقال بعضنا إنه يراه قبيح ودميم له قرنان وأنياب تقطر دماً وفحيحاً يشبه فحيح الأفعى ورائحة نتنة كالعفن... لكن سائلنا كان أذكى حين قال لنا إنه متأكد أن الشيطان هو الجمال ذاته ... الجمال الحسي الذي يستطيع اجتذاب أبعد الأشخاص عنه إليه وقيادته كما يشاء ثم السخرية منه والشماتة بلفظه خارج الجنة... فعل هذا الفونسو مع خالته ... وبدأ محاولاته مع وصيفتها وبنفس الطريقة....لقد أعاد يوسا غزل حكاية الأنسان والجنة والثواب وللعقاب والشيطان بطريقته الخاصة وأضاف بعداً رائعا للرواية بكشفه عن الخط الموازي لما نحياه هنا... بجعله الأساطير الإغريقية المشهورة بحسيتها المفرطة وعجائبيتها مرآة لما يحدث لشخصياته وكأن الأمور تجري بنفس الدرجة وفى نفس الوقت على خط عمل واحد وبنفس الاهتزاز والصعود والهبوط ... لقد دلل يوسا على ما اقول بفصل مريم العذراء واختيارها من بين الجميع لتكون عذراء الطهر التي لم يأت مثلها أبداً ولن... لقد أفهمنا أنها ليست الأكثر ذكاءا وليست الأكثر عملا ومكرا و... و.... لكنها البنت البسيطة المطيعة لوالديها والتي تتألم لألم أقل المخلوقات شأناً وتعيش الحياة بلا تعقيد ومهاترات لا معنى لها.... كما أشار أيضا لأن دون ريجوبيرتو لم يعرف التطهر الحقيقي إلا عندما تألم بالفعل... عندما تعذب من الداخل.... إنه الفونسو الشيطان الذي أخرج آدم وحواء الرواية من الجنة.....

نعم الرواية تصدمنا كشرقيين... لكنها في الحقيقة تستحق مانالته هي ومؤلفها... رغم أني لا أكذبكم القول

Facebook Twitter Link .
12 يوافقون
1 تعليقات