لو أعطيتني أحد رواياته منزوعة الغلاف، لعرفت كاتبها من أول صفحة. البطل إنسان وحيد. غريب. أناني. يحب الموسيقى "الكلاسيكية بالذات" ومهووس بالجنس الآخر. هاروكي موراكامي يكتب عن عالمه الخاص. ويأخذ من حياته الخاصة ليحفر ملامح أبطاله. هناك حالة دائمة من تفشي الثقافة والذوق الفني عند أبطاله، تذكرك بأبطال أفلام "وودي آلان" الذين يجلسون على المقهى للحديث عن فيزياء الكم.
بمناسبة الحديث عن السينما، نهاية الرواية ذكرتني بأحد أفلام العبقري "ستانلي كوبريك" والذي لن أذكر اسمه بالطبع.
وبمناسبة الحديث عن العباقرة: قرأت طبعة دار نينوى السورية، من ترجمة "محمد عيد إبراهيم"، ولا أنصح بها. المترجم يبدو جاهلا تماما بالثقافة اليابانية، فضلا عن جهل محتمل باللغة الإنجليزية نفسها. جعله - مثلا - يترجم "حروف صينية" أو "رموز صينية" إلى "شخصيات صينية". الأخ المترجم يعتبر نفسه شاعرا كذلك. وهذا يظهر جليا في الترجمة. أترحم على الترجمة الممتازة لـ"كافكا على الشاطيء".
جربوا طبعة المركز الثقافي العربي، فهي أفضل على الأرجح.
أحمد الديب
نوفمبر 2013