ساق البامبو > مراجعات رواية ساق البامبو > مراجعة manal khalaileh

ساق البامبو - سعود السنعوسي
أبلغوني عند توفره

ساق البامبو

تأليف (تأليف) 4.4
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

مراجعة رواية " ساق البامبو " للكاتب "سعود السنعوسي"

رواية "ساق البامبو" الحائزة على جائز البوكر العربية لعام 2013 كتبها الكاتب والصحفي الكويتي "سعود السنعوسي" والذي صدر له سابقاً رواية "سجين المرايا " .

الرواية واقعية خيالية رائعة ومتكاملة من حيث اللغة والحبكة والأحداث والمواضيع المطروحة حيث تتناول الرواية موضوع العمالة الأجنبية والطبقية والزواج المختلط في المجتمع الكويتي إضافة رسائل غير مباشرة دينية وتاريخية وسياسية.

تدور أحداث الرواية بين الفلبين والكويت في رحلة للبحث عن الذات، بطل الرواية (هوزية الفلبيني أو عيسى الكويتي) ثمرة زواج مؤقت بين راشد الكويتي المسلم ابن عائلة الطاروف الكبيرة والخادمة الفلبينية المسيحية جوزافين، والتي تم رفض هذا الزواج من قبل المجتمع الكويتي وما نتج عنه من ذريه ليعيش هوزيه في الفلبين مع والدته في الفقر والعوز حتى سن النضج ليعود الى الكويت للقاء عائلته الكبيرة الثرية بعد وفاه والده في حرب الخليج حاملا معه وجهه الفلبيني الملامح والذي كان سببا في رفضه وعدم تقبله مما ادى في النهاية الى عودته الى الفلبين لا يحمل معه سوى حفنة من تراب قبر ابيه.

قام "السنعوسي" بعده افكار ذكيه في هذه الرواية منها خدعة الصفحة الاولى للرواية التي قام بها لاقناع القارىء بواقعية أحداث الرواية وشخوصها حيث اوحى بأن الرواية هي سيرة ذاتية كتبت بقلم "هوزيه ميندوزا" باللغة الفلبينية بعنوان (ang tangkay ng kawayan ) وترجمت الى اللغة العربية بواسطة " ابراهيم سلام" ودققت من قبل " خولة راشد ".

وقد أحكم خدعته هذه من خلال الكلمة التوضيحية للمترجم والذي اخلى فيها مسؤوليته عما جاء في الرواية من آراء واسماء وتفاصيل واسرار تمس الحياة الشخصية لاصحابها اضافة الى وضع الحواشي التوضيحية داخل الرواية بالاشتراك مع المدققه ليتبين فيما بعد ان "ابراهيم وخوله" هما من الشخوص المحورية داخل العمل.

كما انه في صفحة التعريف عن المترجم ذكر منجزاته والمواضيع التي قام بنشرها والتي تبين فيما بعد انها النقاط الرئيسية في الرواية.

وهي كالتالي :

1- 10 اعوام في الكويت :

شرّح الكاتب المجتمع الكويتي بايجابياته وسلبياته موضحا الطبقية وتقسيم العائلات وتصنيفها كما جعلنا نشعر بالحب والانتماء الرائع لبلدهم وتفاعلهم في حالات الفرح والحزن.

2-الدين ليس كما نفهم:

تطرق الكاتب الى فهم الناس الى الدين بشكل خاطيء من خلال معامله الناس بتمييز في العرق واللون والجنس والذي نهت عنه الديانات المسيحية والبوذية والاسلام.

مرر الكاتب تلك الرسائل الرائعة بطريقة بسيطه من خلال رحلة هوزيه في البحث عن الإله.

3- الثقافة الإسلامية للمهتدين الجدد:

من خلال علاقة ابراهيم بالبطل هوزيه طرح الكاتب فكرة محاوله هداية الاخرين للإسلام عن طريق ذكر معجزات باطله كقراءه اسم محمد النبي على ثمرة بطيخ وتشبيهه لما يحدث في الفلبين من رؤية العذراء في مكان ما تبكي فيتم تحويل المكان الى مزار مطالبا ابراهيم بالاكتفاء بقراءة نصوص القرآن بدلا من استعراض براهين واهيه تضعف الدعوة مؤكدا على ان مكان الايمان هو القلب.

4- العمالة الاجنبية :

من خلال علاقة العائلات بالخدم والزبائن بعاملي المطاعم ركز الكاتب على اسلوب التعامل مع العماله الاجنبية وكانهم ليسوا بشرا لا اهمية لهم بالاضافة الى تحرش البعض بهم ايضا.

اما بالنسبة لغلاف الرواية وعنوانها "ساق البامبو" فقد كان متفقا مع المحتوى بشكل رائع فالتشابه واضح بين البامبو وهوزية الفلبيني / عيسى الكويتي وقد كان ذلك واضحا جليا في المقطع التالي من الرواية:

"لماذا كان جلوسي تحت الشجرة يزعج امي؟ اتراها كانت تخشى ان تنبت لي جذور تضرب في عمق الارض ما يجعل عودتي الى بلاد ابي امرا مستحيلا؟ ربما. ولكن، حتى الجذور لا تعني شيئا احيانا.

لو كنت مثل شجرة البامبو، لا انتماء لها، نقتطع جزءا من ساقها نغرسه، بلا جذور في اي ارض لا يلبث الساق طويلا حتى تنبت له جذور جديدة.. تنمو من جديد.في ارض جديدة.. بلا ماض.. بلا ذاكرة.. لا يلتفت الى اختلاف الناس حول تسميته.. كاوايان في الفلبين..خيزران في الكويت..او بامبو في اماكن اخرى".

اما بالنسبة لاختيار الاسمين (عيسى/ هوزيه) ايضا لهما دلاله كبيرة وليسا مجرد صدفة فعيسى كان مرتبطا بوالدته التي ربته كما انه سمع عن والده منها واحبه واشتاق اليه دون ان يراه كالمسيح. اما هوزيه فهو مأخوذ من اسم البطل القومي الفلبيني هوزيه ريزال الذي كان يتصف بالتامل وبالمثابرة والمقاومة.

جلوس البطل متاملا تحت الشجرة لم يكن مصادفة ايضا فقد كان بوذا يجلس تحت شجرة التين، لممارسة التامل والتفكر والاستنارة.

لقد طرح الكاتب افكار عديدة يطول الحديث عنها فالرواية غنية جدا فقد طرح ايضا قضية البدون من خلال شخصية غسان الذي خدم في الجيش الكويتي ومع ذلك لا يمتلك الجنسية الكويتيه وقضايا حقوق الانسان من خلال هند الناشطة في حقوق الانسان والتي لم تستطع ان تدافع عن حق ابن اخيها على ارض الواقع، بالاضافة الى قضية الشذوذ في شخصية ميرلا والتفكير في الاسباب التي قد تؤدي الى هذا السلوك.

من الاشياء اللطيفة التي لفت نظري في الرواية دقة التفاصيل من قبل الكاتب حيث يجعل القارىء يشعر بانه في الفلبين فعلا فتارة يذكر قطعة موسيقية شهيرة وتاره نستمع الى اغنية مشهورة بالاضافة الى وتعريفنا على البطل القومي الفلبيني "ريزال" والسلطان المسلم "لابو_ لابو" وديانة الريزاليستا مما اعطانا بعدا ثقافيا للفلبين.

اعتقد ان الكاتب نجح في ايصال رسائلة للقارىء ببساطة وجمالية وبراعةـ، الروراية مليئة بالاقتباسات الرائعة اخترت لكم منها :

"انه قدري ، أن اقضي عمري باحثا عن إسم ودين ووطن." هوزية

"كل شيء يحدث بسبب ولسبب" جوزافين

منال خلايله

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق