يوميات عبقري > مراجعات كتاب يوميات عبقري > مراجعة أمل لذيذ

يوميات عبقري - سلفادور دالي
أبلغوني عند توفره

يوميات عبقري

تأليف (تأليف) 5
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
0

في كتاب (يوميات عبقري) لسلفادور دالي،

نرى ظاهرة فنية إختطفت الأضواء،

و إنتظرت صورها و تصريحتها وكالات الأنباء،

و لسان الحال في الشبه يوميات لدالي

غالبا ما سيسبب الصدمة للقارئ العادي و الغير عادي،

ففيها نزعة نرجسية ،

و تأملات علمية،

و خيالات قديمة و مستقبلية،

و تسمية الأعمال بإسمه

مطلقا عليها الدالية ،

و هو يقول "دالي" بدلا أن يقول أنا

فنحس بالكثير من الغطرسة و العنجهية،

هو أحب والده و تحداه،

و تتلمذ على يد بيكاسو و ناظره،

فهو أراد أن يكون مختلفا عن البقية،

الإفطار و الغداء و العشاء

و حالة الأمعاء،

كلها من الأمور التي عدها دالي

ليؤكد لنا بأن حتى طعامه يهم المعجبين و الأصدقاء و كذلك

الأعداء،

هو يحول ولعه بالحيوانات من خراتيت و فيلة و طيور

إلى لوحات فنية تبهر الحضور،

هو يجود علينا ببوحه،

لنجده أحيانا ينقطع ليتوقف سرده،

أحيانا نعرف ما هي دواعيه و أحيانا لا ندري ما هو خطبه،

إنه فنان يظن بإنه يحق له ما لا يحق لغيره،

وهو يتلاعب بهذا المفهوم المنسوج في العقول

لكي لا يستطيع أحد ردعه،

هو يتباهى بأحلامه ،

هو يحتضنها في صحوه و منامه،

هو يبحث عن مؤشراتها في حياته،

هو طفل يستمتع بعرض ما في جعبته لأقرانه و من هم أمامه،

حدثنا عن موت عدد من أقرانه من المشاهير،

هو وصف لنا كيف توقعت رسوماته لهم

ما دارته عنهم المقادير،

هو عرف أهل الثراء و الشعراء و العلماء

و الفنانين ،

شاركهم جنونه الفني المترامي الأخيلة

و المضامين،

هو أجاب عن تساؤلات معجبيه من فناني الغد بإسداء

نصائح خارجة عن المألوف،

ففي مقابلات قصيرة نقل لهم خبرته،

و في اليوميات منحهم أسرار فنية مثل

إستخدام قطع البطاطس ،و فرض على العديد

منهم سلطته،

أما المعجبات فشاكسهن عندما كن يرغبن في أخذ صورة معه،

و شاغبهن في الرد على أسئلتهن بلجؤه لسخريته و لحكمته،

و عيناه كانتا آلتا تصوير تلتقطان جماليات غريبة فيها بصمته،

و إن كان يعلن عن فكرتها الرئيسة للإعلام و لكنه

كان يتكتم على خفايا صنعته،

هو إبتغى أن يعبر عما صوره في عينيه

فأمسك الفراشي و إبتسم للأفلام و الأقلام ،

هو عشق أن يكون متميزا عن سائر الأنام،

روحه راقت لها أماني رسم العذراء و المسيح ،

و هو لم يرسم تلك الرموز فقط بطريقة دينية،

و هذا ما أغضب بعض الجهات الكنسية،

هو إنطلق لآخر مدى و هو لا يوقف فرشاته

عن هذا المضمار،

هو تحرى الدقة في التفاصيل و هو ينقش

ما طاب له ،

و لاحقا دفع ثمن هذا القرار،

أما عن حبيبته جالا فهو كثيرا ما يشعرنا

بأن الكون إقتصر عليه و عليها،

و بأن و لا واحدة من النساء تشبهها

أو تعادل وصفها،

و إن رأى بأن فيها شيئا من بيكاسو و هو رجل،

فجالا لا مثيل لها و لا إمرأة تصل لحسنها،

هي من إكتملت نبضات قلبها مع نبضات قلبه،

و هي من عاونته و هو مسافر في خيال فنه،

و هي من ينتظر تعليقاتها على لوحاته و قلمه،

و هي من لا تخشى من الموت و لكنها قلقت عليه

من أن يعيش دونها ،فهو سيعيش في همه،

و قد تحقق ما خافت منه من بعد فراقها له ،فتعاظم

وسواس ظنه،

و هي من تزوجها بدلا من المرة إثنتين في وقت كان الفنان ينفصل فيه

عن حبيبته و ربما عن فنه،

و لكن دالي كان وفيا لنفسه و لجالا و كل ضروب جنون فنه،

هو دالي الذي ترتفع الأصوات لتهلل إعجابها به،

هو دالي الذي يخالف المتوقع فيرحب العالم به،

هو دالي بما فيه من تجمع هجين من هتلرية و نشتية و سريالية ،و مع ذلك فالتقدير لم يضق به،

هو دالي بحبه لهندامه ،و بعلامته المسجلة و هي شنبه ،و رسمه لنفسه، و لجالا لتكون من ضمن ما سيعرف به،

هو دالي الذي طوع الأدوات الفنية لترسم ما تصوره بالإضافة إلى إستعانته بالكائنات الحية لتصبح أمرا سيخلد به،

بعد إنقضاء أعواما على وفاته ،و على ومضات عدسات التصوير ،

دالي لا يزال محافظا على مكانته سواء كان يرى البعض بإنه يستحق تلك الشهرة أو لم يستحقها ،

فقهقهاته الفنية مسموعة للآن و لهذه اللحظة تعنى المعمورة بأمره!

Facebook Twitter Link .
2 يوافقون
اضف تعليق