قرأت الرواية منذ أعوام وللحق قرأتها فى نسختها باللغة الأصلية وليست مترجمة لشد ما أدهشنى عندما علمت بعد ذلك أنها لقبت ب

"tragedy of tragedies"

أو كما يقال مأساة المآسى أين المأساة فى ذلك ربما لأننا فى هذا العصر نشهد ما يفوق ما صنعه شكسبير فى الرواية بكثير ولكننى أدركت حينها أنها ليست الأحداث وراء تلك التسمية ولكن ما عاشته قلوب أبطال الرواية المشاعر والإنهزامات والصدمات ..الموت الجامح الذى إجتاح الرواية لكل أبطالها تقريبا فى النهاية لم يكن هو المأساة ولكن المأساة فى الطعنات التى لا تميت والتى تتوالى عبر فصول الرواية ..ربما نعتت لير بالأحمق عندما طرد كورديلا فقط لأنها لاتجيد فن التملق والرياء لاتجيد الكذب !! ولكن بكل تأكيد صببت جام غضبى على شكسبير فرغم أنه كاتبا عالميا إلا أننى أراها دائما يقع فى فادح الأخطاء بسذاجة غير مسبوقة ولى معه تجربة سابقة فى عطيل !! وأما هنا ورغم أن للملك صفات لا يخطؤها الرامى من حنكة وحكمة وفطنة وذكاء وإلا كيف يكون ملكا متوجا ثم ببساطة شديدة متناقضة تماما مع قوانين الطبيعة يقع فريسة لحمق وغباء وقلة خبرة فلا يستطيع معرفة المزيف من الحقيقى رغم أن شكسبير وجه قلبة غلى كورديلا فى شكل خفى يستوضحه القارىء من بداية الصفحات ..لشد ما أدهشنى هذه الكبوة لشكسبير فلم اقتنع ورأيت أن الكاتب لوى ذراع البديهيات والمسلمات لكى يخرج لنا هذه المسرحية فحسب ..وماجاء بعد ذلك لايمكنك أن تضعه لحكم المنطق أو حتى تحت تصرفه .ولكن أعجبنى مثلا لقب "كوريلا" الذى فى داخله يحمل نفس وقع اسم "سندريلا" وذلك لتشابه ما فيما بينهما فكليهما عذبت وحرمت من أختيها وكلاهما تحمل قلبا ناصعا عوقبت فقط لأنها تتمتع بالطيبة وحسن الطلة!! ..