ولعلّ من الظلم تجاه هذا الكتاب أن تدخل بين أوراقه ولم تحضّر طقوسك الخاصة من هدوء وقهوة، ذاك أن الكلمات الرائعة لا تُقرأ إلا بهدوء، فما التلذذ بفنجان القهوة بشربه دفعة واحدة، بل باحتسائه على مهل، وكذلك إن أردت التعرف على مذاق باب شرقي، احتسِ كلماته على مهل ..
لطالما رأيت أن الحرب الشديدة يولد فيها ذاك الحب الشديد، ذاك أن حاجتنا إلى الأمان تزداد، فيرجف الضلع الأعوج طالباً أن يعود إلى صاحبه الذي أخذ الفراغ فيه بالنزف شوقاً.. وبذلك كان هذا الكتاب مزيج سحريّ بين الرصاص والغربة والحب، أو هو هلوسات مغترب روحه تناشد وطناً بعيداً كالسماء قريباً كدقة القلب ..
بعض المقاطع فيها شيء من الغموض، تذكّرني بدرويش، وبعضها فيه شيء من التكرار، ربما لتكرر المفردات .. أو لربما لأنها صادرة عن ذات الوجع .. عجيب هو الوجع عندما يسطّر كتاب!
ومقاطع أخرى كثيرة جداً .. مدهشة .. خطيرة! من الصعب اختيار بعضها دون الآخر جداً ..
أنا قليل الكذب في الكتابة عنك إذا أطلَ وجهك فجأة.. ستكفي حبة أوكسجين زائدة في شهيقي، ليختلّ الهواء ما بيننا وينقبض قلبك من حبة أوكسجين ناقصة ..
____
الجميع يشتركون في القتل حتى الذبابة التي تزعج القناص فيقتل شخصاً فائضاً عن رغبته في القنص..
____
وجهك فضفاض عليّ لا أعرف كيف أتلبّسه، أتخبط به كقطٍّ سقط ببركة ماء باردة.. وجهك يحنو عليّ كشال دمشقي عتيق .. يا وجه أمي الرقيق ..
____
والكثير.. مما يجعلها أمنية ألا ينتهي هذا الكتاب أبداً .. :)