سرور > مراجعات رواية سرور > مراجعة أحمد المغازي

سرور - طلال فيصل
تحميل الكتاب

سرور

تأليف (تأليف) 4.3
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

كتاب جميل عن الشاعر المثير للجدل نجيب سرور - رحمه الله و غفر له - لا أدرى بداية سبب تصنيف العمل كرواية إلا لو كان هذا لأسباب قانونية تحسبا لمقاضاة أحد المذكورين بالسوء فى الكتاب -على لسان سرور تحديدا - للمؤلف, والمولف هو الصحفى - الديسكاوى - طلال فيصل الذى أتعرف عليه هنا لاول مرة و أعتقد أنها لن تكون الأخيرة, فهو كاتب موهوب و مجتهد جدا ويتجلى هذا المجهود فى الشهادات المهمة التى نجح فى إقتناصها من معاصرى سرور, من الزوجة الروسية للزوجة الفنانة للأخ الأكبر لكتابة نجيب محفوظ عنه - التى لم تنشر- لشهادات الأطباء النفسيين المعالجين له ثم الأهم الأوراق التى كتبها هو عن نفسه, كل هذا بصياغة أدبية راقية و سلسة للغاية من المؤلف فى مجهود يستحق الإعجاب و التقدير.

مأساة سرور كما رأيتها هنا تنبع من رهافة حسه و نشأته الريفية المحافظة عندما تصطدم بالمدينة القاسية والوسط الثقافى و الفنى المتحرر بشدة , و صراعه النفسى بين رغبته فى الإندماج فى هذا الوسط و إحتقاره العميق له فى ذات الوقت, و من ثم لجوئه للخمر للتغلب على خجله الفطرى و تناقضاته, التى أوصلته فى النهاية للمرض النفسى, فسرور رحمه الله كان مريضا نفسيا بحق, تتجلى فيه كل مقومات المرض النفسى, من تقلبات مزاجية حادة جدا, لهلاوس و ضلالات مسيطرة على تفكيره, لعقدة إضطهاد من كل من حوله, لتفسير كل شىء بنظرية مؤامرة كونية تهدف للنيل منه, لو لم يكن هذا هو المرض النفسى فما هو؟!

و ليس هناك دليل على تمكن المرض من عقله أبلغ من موقفه تجاه زوجته الفنانة التى وصمها للأبد بتهمة الخيانة, و مع من؟ مع نجيب محفوظ شخصيا !! و خلد إتهامه هذا فى قصيدته الهجائية الأشهر "الأميات" ودار يحكى فى كل مكان مؤكدا أنه شاهد خيانتها بعينه, و أن هذه كانت الضربة التى قضت عليه, ثم يتضح فى مواجهته مع نجيب محفوظ - والتى أوردها الكاتب فى نهاية الكتاب على لسان الدكتور جلال الساعى الذى كان حاضرا لها - أن كل هذا كان مجرد شك تسرب إلى نفسه بناء على نظراتها المعجبة بنجيب محفوظ والتى إعتبرها دليلا دامغا على الخيانة لا يحتمل الشك !!

النقطة الأهم التى إستخلصتها من الكتاب هى أن جزءا كبيرا جدا من مأساة سرور يكمن فى أن طبيبه المعالج الدكتور جلال الساعى كان من أشد المعجبين به, و كان ينظر له بإعتباره مثلا أعلى- حيث كانت لديه ميول أدبية - فلم يتعامل معه كمريض, و لم يحاول علاجه و تخليصه من أوهامه, بل على العكس سايره فيها و أقنعه أنه سليم معافى !! و النتيجة كانت تدهور حالته حتى إنتهت حياته القصيرة رحمه الله.

ختاما فالكتاب يستحق أربعة نجوم بإمتياز لموضوعه المهم عن أحد أبرز شعراء جيل الستينات, وللبحث الإستقئصائى الرائع الذى قام به طلال فيصل و الذى أتمنى أن أرى إسمه على أعمال قادمة خاصة لما يتمتع به من أسلوب متميز للغاية.

Facebook Twitter Link .
3 يوافقون
8 تعليقات