طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد > مراجعات كتاب طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد > مراجعة الاء سليمان

طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد - عبد الرحمن الكواكبي
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

كلما أطبقت ظلمات القهر والظلم والاستبداد على أمتي أكثر فأكثر أراجع هذا الكتاب ..

استمعت له مراراً وتكراراً وكنت كلما أستمع له وكأنني أستمع الكواكبي يصف حالنا اليوم لا قبل 100 عام وأحزن لأننا لم نتغير بل على العكس كلما ازددنا تيهاً وضياعاً ...

الكتاب رائع جداً وكانت من أهم نقاطه التركيز على أن الاستبداد السبب الرئيسي لكل مآسي الأمة وهذا صحيح فإن صلح الحاكم صلحت الشعوب وكما قالوا لعمر رضي الله عنه (عففت فعفت رعيتك )

بعد أن عرف الكواكبي الاستبداد وذكر صفاته وخصائصه ذكر علاقة الاستبداد بمناحي الحياة كافة مبتداً بعلاقته بالدين والعلم ثم مرّ بعلاقته بالمجد والمال والانسان والاخلاق وغيره حتى وفي النهاية أعطانا وجهة نظره في سبل الخلاص من الاستبداد والتي أثبتت جدواها بنرأيي بعدما رأيت فشل الثورات العربية على المستبدين كونهم لم يأخذوا بوصاياه!!

ومن النقاط المهمة ايضاً هي العلم وأعرض هنا بعض ما ذكره الكواكبي حين شبهه المستبد بالوصي الخائن:

"ما أشبه المستبد في نسبته إلى رعيته بالوصي الخائن القوي، يتصرف في أموال الأيتام وأنفسهم كما يهوى ما داموا ضعافا قاصرين؛ فكما أنه ليس من صالح الوصي أن يبلغ الأيتام رشدهم، كذلك ليس من غرض المستبد أن تتنور الرعية بالعلم."

ثم أكد الكواكبي على أن المستبد يحتاج لجهل رعيته بل ويحرص عليها فليس كما يحاول الكثيرين من المستبدين أن يوهمونا..!

"لا يخفى على المستبد، مهما كان غبيا، أن لا استعباد ولا اعتساف إلا ما دامت الرعية حمقاء تخبط في ظلامة جهل وتيه عماء، فلو كان المستبد طيرا لكان خفاشا يصطاد هوام العوام في ظلام الجهل، ولو كان وحشا لكان ابن آوى يتلقف دواجن الحواضر في غشاء الليل، ولكنه هو الإنسان يصيد عالمه جاهله."

ولم يغفل عن ذكر نوع العلم الذي يخافه تحديداً وذكر ما لا يخشاه وذكر سبب ذلك:

1- "المستبد لا يخشى علوم اللغة، تلك العلوم التي بعضها يقوم اللسان وأكثرها هزل وهذيان يضيع به الزمان"

2- "لا يخاف المستبد من العلوم الدينية المتعلقة بالمعاد، المختصة ما بين الإنسان وربه، لاعتقاده أنها لا ترفع غباوة ولا تزيل غشاوة، إنما يتلهى بها المتهوسون للعلم"

وذكر أخوف ما يخافه المستبد من العلوم:

"ترتعد فرائص المستبد من علوم الحياة مثل الحكمة النظرية، والفلسفة العقلية، وحقوق الأمم وطبائع الاجتماع، والسياسة المدنية، والتاريخ المفصل، والخطابة الأدبية، ونحو ذلك من العلوم التي تكبر النفوس، وتوسع العقول"

أعرّج هنا على نتيجته النهائية في كيف نتخلص من الاستبداد برأي الكواكبي والتي رأيتها سبباً مباشراً لفشل وضياع الثورات العربية الحالية الآن:

"1- الأمة التي لا يشعر كلها أو أكثرها بآلام الاستبداد لا تستحق الحرية.

2- الاستبداد لا يقاوم بالشدة وإنما يقاوم باللين والتدرج.

3- يجب قبل مقاومة الاستبداد، تهيئة ما يستبدل به الاستبداد."

كانت النقطة الأولى غائبة في كثير من الدول العربية مما تسبب في حرب أهلية، والنقطة الثالثة كانت مفقودة في كل الدول دونما استثناء فكان هدف الأغلبية (باستثناء من استغلوا الثورة وجهد ونضال الشعوب ليصلوا لما حلموا به منذ زمن وسعوا لتحقيقه)

أسفي على حالنا ولكنني مع كل هذا حين أستمع لهذا الكتاب يفتح أمامي بصيصاً من أمل لو عملنا بجد وحق على توعية الأمة ونشر العلم كمرحلة أولى فالصبر والصبر هو ملاذنا الوحيد فالدعوة ونشر العلم الصحيح هو خطوتنا الأولى على طريق التحرر من قيود الاستعباد والاستبداد

أختم مراجعتي بدعوة الجميع للاستماع لهذا الكتاب لاسيما وأنه تميز بجودة القراءة والأسلوب المتميز من قارئ خبير وصحفي كاتب سياسي متميز.

Facebook Twitter Link .
4 يوافقون
اضف تعليق