في هذه اللحظات العصيبة من عمر الوطن ...بيحلى لعقلي يطحن ويخبز في فكرة حب الوطن ..ويتكلم الناس من حواليا ويحللوا في مية حدث و ألف موضوع مهم ..وبرضو مالاقيش لروحي شئ أهم من أني أقلب الفكرة في دماغي على الجنبين زي الرغيف في الفرن ..وأتمنى لو أقدر أصهرها في آتون من نار وأوصل منها لشئ شبيه بالحالة الأولية للحاجات ...أو ممكن تقول كدة المادة الخام !!...و بقول يمكن تنفعني لما السفر اللي سيرته بقت وسط أي حكايات يبقى خلاص عالباب!.... ليا أهل وصحاب طيبين، بفتكر دلوقتي لما كانوا يكلموني أقضي وياهم كام يوم في الأجازات كنت أتحجج بمية عذر وسبب...و والدتي تزعل تقول: ( سيبكوا منها دي (برّاوية) ما عرف لمين!!) وكنت أقول : (مش بعرف أنام إلا في بيتنا) !!...بيتهيألي لو لقيتها المادة الخام دي جوا مني بصحيح مش هأقول ساعة الجد إلا هما نفس الكلمتين !! .... أهو أصل المحبة اللي أقصده ده مش هاتحتاج ال600 صفحة دول عشان تتأكد إن (فؤاد نجم) كان عنده منه اكتفاء ..هما بس صفحتين وهاتعرف إن هنا مفيش بحبك يا مصر قد الحضارة وعدد الفراعنة وبطول النيل وجمال الشط ...مصرهنا حلوة بهزيمة الحرب وظلم الحاكم وعفرة الطريق وجهل الشعب وبالأصحاب اللي ماتوا والباقي المساجين .. دي فضلت حلوة في عيونه من شباك الزنزانة تمام زي الواقف في البلكون....ومش زنزانة واحدة دول كانوا زنزاين (القناطر وطرة وأبوزعبل وسجن الاستئناف والقلعة) وحتى لما كان يفور الغضب جواه ما تلقى منه غير عتاب ما بين حبيبين ....خسيس والله كل من رمى الناس في عرضهم عشان لفظ أو كلمة خرجت من وهن عمر ولا سنين... وبس من وسط الموت والظلم وركام الزبالة والجهل والغلابة ماتلقى حد حب مصر بجد إلا الأصيل.
هنا مكان وزمان لقا كل قصيدة هاتلاقيه مكتوب...بس يمكن تلقى نفسك بعد كام قصيدة بقيت مسبقاً عارف قبل سطر التاريخ هي اتكتبت امتى وفين ..قبل 67 ولا بعد 73 ..ويمكن تستغرب لما تلاقي أوقات الضحكة أروق من جوا الزنازين أكتر يمكن من أيام النصر ..نفس الضحكة بتبقى تهكم مرّ كل ما يجري العمر في التواريخ...بودي لو أكتب كل اللي عاجبني بس حبيت أوي المقطع الأخير من القصيدة اللي كتبها ل(نوارة ) ..كان بيكلمها طفلة بدلع جميل ..مبهج ودمه سكر وبعدين في الآخر راح قايل:
أبوكي أيوه ماكانش حاجة
لكنه حاول يعيش لحاجة
وجيلك أنتي هايبقى حاجة
ومصر تبقى النهاردة حاجة
وبكرة حتماً حتبقى حاجة
وأي حاجة وماتكونش حاجة
إلا وسببها في الأصل حاجة
وبكرة لما قمركوا يطلع والشمس تسطع فوق كل حاجة
حتقولوا كان في المكان دا ناس
فيهم طيابة ..فيهم حماس
على بعضش عباطة
وكانوا آخر الأمر ناس
وكان زمانهم سجون وكانوا
مابين سجونه وأمريكانه
وبين ضباب الطريق حيارى..ماحد قادر يشوف مكانه
هاتقولوا كانوا وياما كانوا
وياما شربوا وياما عانوا
وياما جالهم وياما جيلهم دفع وكان التمن أمانه
وياما ناس في المسيرة مشيت..وناس ف نص المسيرة خانوا
حتقولوا كانوا ..أو ياما كانوا
لكن حيبقى في الأمر حاجة
إن اللي عربد ..ماسابش حاجة
وساب كلابه على كل حاجة
تهبش وتنهش في كل حاجة
ما قدرش يقتل في أي حاجة
روح التفاؤل بكل حاجة
وفي قصيدة (قال الراوي) بيقول :
حكايتنا كانت من قديم الأزل
ولسة كاينة وياما لسة تكون
طول ماالعمارمسكون ..يالغفلانين ياما
طول مالغضب مسجون ..جوا الصدور ياما
طول ماحنا متعاركين والشمتانين ياما
طول ما احنا نبقى كده ..والجهل فوق كل ده
ممكن نعيد الحكاية ..من أول المشوار
وتلف بينا الرحاية دوار ما بعده دوار
ويخش ديب الصبايا..في عباية السمسار
ياكل فراخنا العتاقي ويدبّح اللي صغار
الحلم يتأخر والشعر يتبخر
ويغرق الشمس ..بحر الضباب لاصفر
يا صاحب العقل فكر ..تشوف أكتر
وحدوه
وفي قصيدة الطنبور..بداية حلوة أوي شبه الموال بيقول فيها:
زهر الجناين طرح والعطر مش واحد
مع إن أصل الشجر طالع في غيط واحد
والحبّ لما انبدر ..مسقي بماء واحد
عجبي على فرعين كان أصلهم واحد
واحد غرز في الطين واللي سرح واحد
والورد لما انقطف يا رب يا واحد
ريحت بيه ألوفات
واللي تعب واحد
أكيد مقدرش أقولك إنه مفيش شتيمة هنا....بس الأهم عندي مليون مرة إنه مفيش سجود وصلاة لبني آدمين ..بيقول فؤاد نجم في قصقوصة صغيرة اسمها مرّ الكلام :
مرّ الكلام زي الحسام
يقطع مكان ما يمرّ
أما المديح سهل ومريح
يخدع صحيح ويغرّ
والكلمة دين..من غير إيدين
بس الوفا ..ع الحر
أما الحنان فكان بس للشهدا واصحابه في المعتقلات او للي منهم ربنا اختاره ..منها قصيدة تحس بعد ما تخلص نفسك لو تبدأ تاني وتحس في اسلوبها يعني ايه الواحد يفضل يشوف حبيبه حتى لو مات حي ..هي لروح صديق له ..اسمه (زكي مرة) بيقوله فيها :
مسافر مسافر..ودايما مسافر
في قلب الخطر ع الطريق الصعيب
تسافر بعمرك وأمرك عجيب
كأنك بطبع العناد سندباد
وعاشق ..وعشقك بعيد البلاد
مسافر نودي الوداد للرفاقه
مسافر تجيب الحليب للولاد
يدور الزمان بالمكان والوجود
يقابلك مسافر وتجري الحوادث وترجع تعود
وتلقاك مسافر
ويوم مااتقابلنا ..قابلتك مسافر
ويوم ماافترقنا ..فارقتك مسافر
مسافرمسافر..يا سندباد
وداير تلف الزمان والبلاد
مسافر كأنك لقيت الحقيقة
مسافر كأنك عرفت المعاد
وطال السفر يا صديقي الحبيب
وكان الأمل في اللقا عن قريب
أشوفك وأبوس ابتسامتك وأضمك
وأقولك همومي وأدوب جوا همك
ونضحك ونحلم في عز النهار
وتضوي ابتسامتك ويحلا الهزار
واسافر طريقي وانا في انتظار
اقابلك مسافر في نفس المسار
وطير يا حمام بالسلام والوداد
وترمي التحية على السندباد
وقول له ان صاحبك في عز انتظاره
بيكتب ويحسب ليوم المعاد
وبات الأمل سندباد في الخواطر
وعاش الأمل في الجوانح مسافر
مسافر مسافر وترمح خيول الزمان بالحوافر
مسافر مسافر ويتعب صديق الطريق المسافر
ينام عالطريق
ونوم الرفيق
نهاية حكاية عن السندباد
بداية حكاية لناس ع الطريق
كان إيه بقى اللي جابني في حضرة (فؤاد نجم) ؟؟.قال من كام شهر كدة اتخبطت في أغنية اسمها (ياللي انتي بيني وبينك سور) لمطرب قديم بصوت حزين أول مرة أسمع عنه أو أسمع له إسمه (محمد حمام) ..تحس في كلماتها حاجة من (فؤاد نجم) وتبقى مش عارف وطنية الأغنية ولا حب بس وانت بتسمعها بتبقى زي ما تكون شايف اتنين ..صحيح مش عارف مين فيهم بره السجن ومين جواه ..بس بتعرف إن واحد فيهم بيسلي التاني من ورا سور بإيقاع وحيد بسيط زي خبط الكف على الحيطان مستمر طول الأغنية.... المهم يعني انها ماطلعتش لفؤاد نجم ولا عرفت للي كاتبها اي اسم ...بس كان واجب برضو نقول للشاعر المجهول اللي دلّنا على حضرة هذا الجمال ..شكراً.