الكتاب يحتوي على تسعة فصول مقسمة إلى قسمين ، القسم الأول : الملامح النفسية للوجود المتخلف ، يندرج تحته أربعة فصول هي : تحديد وتعريف ، الخصائص النفسية للتخلف ، العقلية المتخلفة ، الحياة اللاواعية . أما القسم الثاني : الأساليب الدفاعية ، يندرج تحته خمسة فصول هي : الانكفاء على الذات ، التماهي بالمتسلط ، السيطرة الخرافية على المصير ، العنف ، وضعية المرأة .
_ اقتباسات من الكتاب :
* العالم المتخلف هو عالم فقدان الكرامة الإنسانية بمختلف صورها ، العالم المتخلف هو الذي يتحول فيه الإنسان إلى شيء ، إلى أداة أو وسيلة ، إلى قيمة مبخسة ، يتخذ هذا التبخيس ، هذا الهدر لقيمة الإنسان وكرامته صورا تتلخص في اثنتين أساسيتين : عالم الضرورة والقهر التسلطي .
* إن عالم التخلف هو عالم التسلط واللاديمقراطية ، يختل فيه التوازن بين السيد والإنسان المقهور . ويصل هذا الاختلال حدا تتحول معه العلاقة إلى فقدان الإنسان لإنسانيته ، وانعدام الاعتراف بها وبقيمتها .
* إذا أخذنا بالمنهج التاريخي نجد أن واقع الإنسان المتخلف قابل لأن ينتظم في أنماط ثلاثة من الوجود من مرحلة الرضوخ إلى مرحلة التمرد والثورة مرورا بمرحلة اضطهادية .
* عقدة النقص التي تتحكم بإنسان العالم المتخلف ، تجعله عدوا للديمقراطية التي تنبع في الأساس من الإيمان بالجماهير وطاقاتها الخلاقة .
* الجدل والتفكير النقدي لا يتاح لهما النمو في النهاية إلا في جو من العلاقة الديمقراطية الحقيقية التي وحدها تجعل الحوار ممكنا وتفتح الطريق أمام قانون التناقض ، تلاقي الـ "مع" والـ "ضد" في علاقة الجدل . الذهن المتخلف يعاني من التفكير وحيد الجانب والاتجاه نظرا لتحكم علاقة التسلط والرضوخ : كلمة السيد وأوامره ، قانونه ، يقابلها معاش انفعالي عند التابع الذي يعمم بدوره الموقف الذهني نفسه في مختلف وضعيات الحياة . شلل الفكر النقدي نابع من فرض الطاعة دون الحق في النقاش والفهم .
* المرأة هي محط كل تناقضات وتجاذبات الإنسان المقهور في العالم المتخلف ، وتحليل وضعيتها ومكانتها يكشف أكثر من أي شيء آخر خصائص الوجود المتخلف ومأزقيته فعليها تصب كل التبخيسات وكل المبالغات في القيمة ، وتجاهها تبرز كل التجاذبات بأفضح صورها . وضعية المرأة في مجتمع ما تلخص الصراعات الأساسية والمآزق الأساسية لهذا المجتمع .
*إن العالم المتخلف مصاب بعقدة الوجاهة والمظهر .
* تلك العواصم التي تنمو بسرعة كبرى من الناحية الاستهلاكية الاستعراضية ، على حساب الناحية الانتاجية التطويرية . عواصم العالم المتخلف ليست بدورها سوى جزر وجاهة في محيط من البؤس .
* الوسيلة الأكثر شيوعا في العالم المتخلف ، كما في غيره ، هي توجيه العدوانية إلى جماعات خارجية ، من خلال التعصب العرقي أو الطائفي وما يرافقه من ميول فاشية .
* ليس هناك علاقة تكافؤ أو حوار بين السلطة والجماهير في المجتمع المتخلف . ليس هناك اعتراف متبادل ، وسير متبادل للالتقاء عند نقطة تحفظ التوازن العلائقي في مناخ مرن ومتكيف . السلطة لا تريد مواطنين بل أتباعا ، إنها تخشى المواطنية التي تعبر عن ذاتها ، تخشى المواطنية التي تنزلها من مكانتها الجبروتية إلى مستوى اللقاء الإنساني . فالسلطة قطعية تصاب بالذعر من اللقاء الإنساني مع المواطن ، ذلك اللقاء الذي يتضمن اعترافا متبادلا ، وتساؤلا متبادلا في الوقت نفسه . إذ إن السلطة في المجتمع المتخلف تخشى وضعها موضع التساؤل وهو شرط الاعتراف بشرعيتها .