منمنمات تاريخية > مراجعات كتاب منمنمات تاريخية > مراجعة فدوى فريد

منمنمات تاريخية - سعد الله ونوس
أبلغوني عند توفره

منمنمات تاريخية

تأليف (تأليف) 4.2
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

...

التاريخ يكتبه المنتصرون ...

ثم تأتي مناهج وزارة التربية والتعليم لتقص لك ما شاءت لك الحكومات و يروج لك الاعلام ما ينبغي أن تعرف .

كلما قرأت كتاب تاريخي او قصة تتناول أحد الاحداث التاريخيه يزداد أيماني عمقا بأن الطريقة التي دُرس لنا بها التاريخ (وانا مررت بمناهج ثلاث بلدان عربية) أحد أهم أسباب قصور هذه الامه الفكري وتراجعها ...

نحن لا نقرأ تاريخنا كما ينبغي ولا نعييه ...

رغم انها مسرحيه ...ولا تستقى الحقائق من عمل أدبي ..لأن الذاتيه أحد اهم سمات الادب ...الروايه والمسرحيه والقصه والقصيده بعض من روح وقلب كاتبها ...وفي كتب التاريخ تقبع الحقائق ...لكن تذكر ليس في التاريخ حقيقه مجرده ...هوى الكاتب ...وهوى المنتصر يتدخل هنا أيضا ..

عن محنة لم يشهد العالم بأسره مثلها ..التتار ذلك الطاعون البشري القادم من أوساط آسيا الذي قضى ع الحرث والنسل أينما وطء قدمه ...أمه لم تعاقر المدنيه يوما هزمت وفي عدة مواضع أكثر الامم علما ورسوخا وحضارة في زمانها ...

في أحد أعظم حصون المسلمين (دمشق) يضعك سعد الله ونوس خلال ثلاث فصول مسرحيه في قلب المعركة ...

لتشاهد التاريخ بعيون جديده ...ليصنع لك رجه نفسيه حقيقيه ويدفعك دفعا للبحث ...

عن المواقف والشخوص ...عن أحداث غيرت شكل التاريخ واشخاص كنت تظنهم عظاما ..وآخريين لن تعرفهم ...العظماء حقا يموتون شهداء في ساحات القتال ...ولن تعرف في يوم اسمائهم ...

ـــــــــــــــــــــــ

الفصل الاول

ـــــــــــــــ

الشيخ برهان الدين التاذلي= الهزيمه

رغم ان الشيخ برهان هو رجل الدين الوحيد الذي بقى متماسكا وثابتا امام جحافل التتار الغازيه والذي رأى وجوب وضرورة القتال إلا ان ونوس قد اختار ان يقرن أسمه بالهزيمه ...لسبب لم أستطيع تفسيره ..هل كان المقصود التفريق بين الحاله العامه (الهزيمه) وحالة الشيخ التي جعلته متفردا ...ربما !

وفي ثلاثة عشر تفصيله ...يُشَرِح سعد الله ونوس شخوص الحكايه ...ستجد من بينهم أهل علم ودين وسلطة ومال ...وأبن خلدون

الذي عنوِّن بأسمه

الفصل الثاني

ـــــــــــــــ

ابن خلدون= محنة العلم

ربما أبرز ما في هذا الفصل حوارات ابن خلدون مع تلميذه والتي شغلت أكثر من نصف التفصيلات ...وفيها ناقش ابن خلدون وتلميذه عدة قضايا جعلت الفتى التلميذ يسخط على معلمه وينقلب عليه .

عندما يسفه المعلم من قيمة الجهاد وينعت من يدعو للقتال ب(موسوس) ويزيد قائلا

...

"" هم هؤلاء الذين يأخذون أنفسهم بإقامة الحق ومواجهة الغزاة ولا يعرفون ما يحتاجون إليه من العصبية,ولا يشعرون بمغبة أمرهم ومآل احوالهم.إنهم كالمجانين او الملبسين يطلبون بمثل هذه الدعوة رئاسه أمتلأت بها جوانحهم,وعجزوا عن التوصل إليها بشئ م أسبابها العاديه ,ويحسبون ان هذه الدعوات يمكن ان تصل بهم الى ما يأملون من الرئاسة والجاه""

وفي كلام أبن خلدون دلالة على شئ من دناءة النفس ...ذلك الذي يعزي جبنه بأن كل مقدام لابد وأنه مغرض(وممول من الخارج...)

ثم يطرح التلميذ سؤاله الذي سيكون موضوع محاوره طويله أخرى

...

""لاشك أن من شروط العالم أن يكون محايدا ودقيقا حين يسجل أحداث عصره ووقائعه ولكن .لا أدري إني أتساءل فقط ..هل يجوز أن يسلك العالم إزاء المحن التي تصيب قومه وبلاده مسلك الحياد؟ وهل هذا من شروط العلم ونزاهته؟؟؟""

ربما عانينا مؤخرا في مختلف انحاء عالمنا العربي الذي بات مليئ بالاحداث من اراء أهل العلم الذين يفيضون في التحليل الحيادي للقضايا بلا أي طائل او فائدة ...

يتعارض دوما أهل الخبره ...مع الشباب الثائر

ويركنون في النهايه للمقوله ""من استشار جاهل ضل ومن جهل موضع قدمه ذل"" فيلجأون للسلام والاستسلام ويفضلونه على المخاطرة بالمعركة التي قد يكتب فيها النصر المؤزر .

بعد ان تعرفنا على أبن الخالدون الواقعي الذي يعرف علم العمران و قد خبر أن أمته الى زوال فقرر ان يكتب ويحلل بدل من استنهاض الهمم

نجد تلميذ ابن خلدون ينضم للجماعات المدافعه عن دمشق

تحت آمارة

آزدار أمير القلعة

وهذا اسم

الفصل الثالث

ــــــــــــــ

أزدار = المجزرة

ماذا تتوقع من أمة استسلم علماؤها للأعداء بحجة (الخروج الآمن) لقد بقيت القلعه وحدها تقاوم وتناهض الغزو ..وعندما سقطت القلعه سقطت دمشق وكانت المجزرة التي راح ضحيتها مئات الالوف ويذكر التاريخ فيما يذكر ان ربع مليون كتابا قد أحرق في يوم واحد وانتشرت الجثث في الطرقات ولم يجد من يدفنها فالرجال كانوا بين قتيل ومبتور الاعضاء جريح ومعذب..

و يتساءل أحد الابطال

"" أيمكن ان تتهاوى الامة لهذا الدرك من التبلد والخذلان...أتترك تلك القلعة وحيدة مدافعة عن شرف امه تترامى على قارتين""

والاجابة ...نعم

فشرف الامة مدنس في بقعه من أرضها تدعى فلسطين ...فأي خذلان وعار يلف أمة تشاهد بقعة صغيرة منها تدافع وحدها عن شرف البلاد كلها .

في الفصل الثالث الذي ولابد أن تغالبك دموعك فيه تشاهد سقوط مدينة غلبها أهلها وعلماءها قبل ان يغلبها العدو والزمان

ــــــــــــــــــــــ

يبقى واحد من الخطوط الدراميه التي لفتت نظري بشدة ""جمال الدين بن الشرائجي""

الشيخ الذي آمن ان العقل أفضل من النقل

الرجل الوحيد الذي ما أختلف احد طيلة المسرحيه على لفظه ونبذه التاذلي (الشيخ المحارب) اتفق مع العلماء (القاعدين المتخاذلين) ع كفره ...

وامير القلعه رفض ان يخرجه من السجن ....حتى تيمور لنك( قائد التتار) امر بصلبه وتعذيبه ...

فعجبا كيف يجتمع المتفرقين على أمر رجل واحد ...وكل ما قاله أن العقل أولا ...

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق