نيكروفيليا > مراجعات رواية نيكروفيليا > مراجعة labeebah lahham

نيكروفيليا - شيرين هنائي
تحميل الكتاب

نيكروفيليا

تأليف (تأليف) 3.1
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
3

نيكروفيليا ..

حقيقةً كان لهذه الرواية وقع مؤلم جدّاً و صادم جدّاً في نفسي ..

قرأتها البارحة في غضون ساعة أو أكثر بقليل .. وما أن أنهيتها لم أردْ التفكير بها أبداً فسارعت للنوم هرباً من التفكير فيها .. و مازلت حتى اللحظة أحاول ألّا أذكرها و لكنّ أحداثها تأبى أن تتركني دون أن تستعرض تفاصيلها المؤلمة كصورٍ في عقلي..

رواية مؤلمة جدّاً جدّاً جدّاً …

بصراحة منذ أن بدأت قرائتها و أنا أُسقِط كلَّ فعلٍ و تفصيلٍ على الواقع و إمكانية حدوثه في الواقع.. و لربّما هذا ما جعل لها أثراً أكبر في نفسي ..

ولكنها .. رغم قسوتها و ألمها ((الواقعي)) .. إلّا أنني أعتبرها رائعة ..قوية .. فلسفية .. نفسية .. مدروسة بعناية فائقة .. سلسة السّرد ..ضرورية لتوعية البعض .. تستحق ما وصلت إليه من شهرة ..

حقيقة ما جذبني إليها اسمها .. ولم أتوقّعه اسماً لمرضٍ بهذه الدرجة من الخطورة و العنف و الألم أبداً ..

أتفق مع الكاتبة في أفكارها التي عرضتها في المقدمة تماماً .. حتى أنّ ما عرضته في المقدّمة هو الذي دفعني لأن أتِمَ قراءة كتابٍ عن الرعب لأوّل مرة في حياتي ..

قرأت في بعض المراجعات بأنّ تطوّرات المرض لم تكن واضحة فعليّاً إلا أنني وجدت تفاصيل تطوّر المرض واضحة .. منطقيّة جدّاً و مترابطة ومؤلمة جدّاً !فقد عرضت الكاتبة بين الحين و الآخر صوراً لتطوّر حالتها التدريجي .. و خاصّة حين بدأت منسية بالدخول إلى الانترنت و تحميل صورٍ دموية و إجرامية و من ثمَّ صوراً عنيفة خادشة للحياء..!! و بعدها حين حاولت قتل ريم ..!!

منسية !! ..اختيار الاسم مناسب جداً لوصف حالها .. و هو بحدّ ذاته مؤلم .. فاختيار الاسم للطفل يكون ذو أثرٍ كبير عليه مستقبلاً ..و إن أسقطناه على واقعنا فبعض الآباء فعلاً يختارون لأطفالهم أسماء ذات أثر سلبي كبير عليهم .. كأن تدعى طفلة باسم ((مصيبة)) و طفل باسم ((بلاء)) !!!!!!! هذا من الواقع طبعاً لذلك فاختيار الاسم مناسب جدّاً رغم ألمه ووضوحه !..

منسية .. كانت اسماً على مسمّى .. عاملها والدها و كأنّها منسية ((كالكثير من الآباء الذين يهملون وجود أبنائهم وبخاصة إن كانوا من ذوي الاحتياجات الخاصة أو من المصابين بمرض معيّن .. فمثلاً فتاة في عمر الثامنة عشرة ولدت صماء ..لذلك أهلها لم يكلّفوا نفسهم عناء محاولة مخاطبة ابنتهم بأيّ طريقة كانت .. فظلت طوال عمرها غارقة في وحدتها تماماً *هذا من واقعنا*)) .. وبسبب وجود زوجة الأب خليلة ..فقد تأزمت حالة الفتاة الصغيرة نفسياً بعد وفاة والدتها ..فعانت من الضرب والعقاب و الإكراه على الطعام مما أدى لإصابتها بمرض فقدان الشهية .. و ممّا زاد أمرها سوءاً ..أن تفتّح ذهنها ووعيها على أمورٍ لا تليق بعمرها أبداً بسبب قلة احترام زوجة أبيها و أبيها لوجودها ..فدفعها فضولها و عمرها لأن تعرف المزيد و تسعى للتجربة بشكل أو بآخر .. و بسبب سوء مظهرها لجأت لهُ بشكلٍ مرضي بعد أن فشلت في الحصول عليه ممن أسر قلبها ..ثمَّ ساءت حالها لأن تحاول الحصول عليه ممن تحب كما اعتادت أن تحصل عليه من غيره ...

فتنة .. قرأت في إحدى مراجعات الأصدقاء بأنّ حالة شذوذها هذه غريبة .. إلّا أنّها مع الأسف تحدث واقعاً .. وبنسبة لا يجوز غضّ النظر عنها أبداً ..

جاسر كان إنساناً مندفعاً ..يسعى لأن يحقّق شيئاً مختلفاً .. ولربّما كانت له غاية ما و لكنّ أساس فعلته كان بأن يدرس حالتها و يعالجها ..لذلك لا أضع لوماً كبيراً عليه رغم طيش فعله إلى حد ما.. لكن آلمني بأنه لم يدرك و لم يعي نتائج ما بدأه ..كما آلمني اكتشافهُ المتأخر لمدى سوء حالتها ..مما أودى بحياته !! ..

مقاطع الشعر التي كانت تكتبها منسية أيضاً فكرة مميزة و قوية جداً..فكثيراً ما يلجأ المراهقون في وحدتهم للقلم ..

لا أستطيع إلقاء اللوم على منسية في شيء أبداً .. فهذا ما أوصلتها إليه ظروفها !! ولا على فتنة أيضاً .. فكلتاهما كانتا تعانيان من سوء المعيشة العائلية .. كما حال الكثير في عالمنا ..

نهايةً.. أعتقد بأنه ..

من الضروري جداأن يعي الآباء خطورة معاملتهم لأطفالهم بشكل سيء و كيف يمكن أن يتطوّر الأثر لكلّ تصرف سلبي من الأهل اتجاه الطفل ..لذلك من الضروري للبعض قرائتها

و لكن في الوقت ذاته .. كفتاة في عمر الشباب .. ولم أدخل معترك الحياة الزوجية و الأولاد ..كان لها أثر سلبي صادم جداً في داخلي ..ربما ليس بسبب الرواية بل لأنني لا أقرب ما يتحدث عن الرعب والقتل عادةً .. أو ربّما لأنّني لم أقبل إنسانيّاً أن تعاني طفلة من كل ما عانته و أن تؤول حالها لما أصبحت عليه ..

لربما أنا مخطئة .. لكن برأيي .. هذا النوع من الأدب رغم رقي الهدف الذي يسعى إليه لكن ولأنه يندرج تحت إطار *الرعب الاجتماعي و يتضمن فكرة القتل و الشذوذ فقد يكون سلاحاً ذو حدين ... و خطيراً إن استخدمَ في وجهه السيء وهذا من أسباب رفضي التام *عادة* لأي شيء يندرج تحت مسمّى ((الرعب)) أيّاً كان هدفه ..

لكنني في النهاية .. أعود لأذكر بأنني رغم كل ما ذكرته ..اجدها ..بشكلٍ حيادي وبعيداً عن أثرها النفسي بداخلي.. رواية رائعة ..هادفة.. لم يسبق للأدب العربي أن شهد مثلها ..تسلط الضوء على أخطاء جسيمة تحدث واقعاً وتظهر نتائجها بشكل مستتر و مرعب .......

كما أنها تحمل الكثير من المعاني الفلسفية والنفسية العميقة إذا ما تمَّ إسقاط فكرة الهدف العامة على الواقع ..

عذراً على الإطالة ..

و ما كتبته هو أثر الرواية فيّ كـ((إحدى)) القراء لا أكثر ..

مع كامل شكري و احترامي :)

Facebook Twitter Link .
2 يوافقون
اضف تعليق