ما استغربه فعلاً هو أن الكاتب ناجح بشكل منقطع النظير في تدمير تلك الصورة التي وضعها تانيزاكي وكاواباتا وميشيما للرواية اليابانية. الموسقى الغربية وعناوين الكتب الغربية واسماء الكتاب الأمريكان المحشوة في صفحات روايات موراكامي ووصفات لأكلات سبق أن ذكرها كواباتا عن مقاطعة كانساي يعتبر مزيج غريب بعيد الطعم عن الرواية اليابانية الحقيقية التي نجدها في اعترفات القناع وبلد الثلوج بالرغم التأثر كاتبيهما بتقاليد الأدب الغربي.
موراكامي دوماً يمنح للكتاباته ذلك البعد عن ما تعلمناه عن اليابان.
لا أعتبر رواياته أكثر من متعة لحظية.
إنها لا تمثل اليابان في شيء.
وكأن الكاتب يتقصد فعل ذلك!
تدمير كل شيء ياباني بنكهة الجاز الأمريكي.
الغابة النروجية هي الأخرى مستمدة من عنوان مقطوعة غربية. تبدأ الرواية على طائرة ألمانية في المستقبل ثم يرتد الكاتب بسرعة مذهلة لسنوات أبعد في الماضي. لا نعرف مهنته. لا نعرف طبيعة عمله وسبب ركوبه تلك الطائرة وظروف معيشته ولكننا نعرف بطريقة فجة بأنه يتذكر حتى أدق التفاصيل والرسائل والآكلات وكيف أن استيقظ ليلاً ليجد رواية تحت العجلة ويقرأها بنهم.
الرواية تعج بالصورة الغربية لعمليات غير مكتملة للجنس. لا أظن أن الكاتب خاضها في حياته و أنه يلوم نفسه لأنه لم يجمح بقدر الإمكان في الصغر.
موراكامي ليس الوجه الأمثل لليابان ولكن العالم كله سعيد ومبتهج بكسر إحدى أروع التقاليد الكتابية في نظري.