ليس كل الأحلام قصائد > مراجعات كتاب ليس كل الأحلام قصائد > مراجعة مروه عاصم سلامة

ليس كل الأحلام قصائد - مجموعة من أطفال هولندا, عبد الرحمن الماجدي
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

شعراء صغار سيركلون القوافي ويبعثرون الأوزان ثم يعيدون ترتيب الحنان في القلب .. لم يضنيني بهذا الديوان جهد بالقراءة أو نصب ..بل دفعني أيضاً هذا الصباح لأتأمل بمنتهى الهدوء إلحاح الفكرة برأسي : تُرى ما نفع كل هذا النظام من حولي إن كنت أدرك أني كالمبعثر الأحشاء ..أمشي وكل ما بداخلي مقلوباً رأسا على عقب؟؟ ...ليس لي أطفالا بعد... لكن بداخلي يقين أنهم وحدهم القادرون على تبديل اتجاه الفوضى في نفسي إلى العكس...وأن أقدامهم الصغيرة ستدكّ صروح الأنانية فيّ وتحيل كل إشتهاءاتي إلى هشيم وأحلامي إلى رماد .. ..وأدرك بحتمية لا تقبل الجدال أن تلك اللحظة التي سينشرون فيها الفوضى و يعيثون في المنزل الفساد..هي ذات اللحظة التي سيُعاد فيها بمنتهى الدقة ترتيب أولوياتي لتكون دمية طفلي هي رأس القائمة ..ولأفتدي حلمه بمنتهى البساطة بما كنت أظنه يوماً هو غاية المراد. .. ولكن اسمع دعك من كل هذا .. ف(عبد الرحمن الماجدي) صاحب فكرة هذا النقاء لا يعنيه هنا سوى أن تتعلم احترام أحلام الصغار.. يقول لك :((كل أحلام الأطفال قصائد.. وكل قصيدة طفلٍ هي حلم يأمله الكبار))

((ثم قادتني الصدفة الحنونة لكتاب (أحلام) (دورمن) باللغة الهولندية عام 2003 لدى صديق فأغرتني مطالعته والسحر الذي تولد عنه بترجمته )) هكذا تحدث (عبدالرحمن الماجدي) عن شغفه بهذا الكتاب والذي صدر عن مؤسسة (اليوم العالمي للأطفال والشعر) بهولندا والمدعومة من (اليونسيف) .. برهف هذه الروح فقط عليك قراءته.. وبها أيضا سيسعدك أن صار لك فجأةً طفلاً يغفو فوق الرفوف..أما الذين قتلهم التنظير وأعيت أرواحهم ذاتية أحلامهم قبل الأجساد ..فارحلوا من حيث جئتم !!.. لا مكان لكم هنا!!

تحت عنوان (سود وبيض) يقول (جوناثان ميتس) بالصف السادس:

حلمت برجل يقول

ما أشد اختلاف البيض عن السود

سأصنع حبوب دواء

تجعل كل الناس خضراً

فلن تندلع أي حرب بعد ذلك؟؟

ويروي (باس كونينكس) بالصف الرابع شغفه بالاحلام ويضمن من حيث لا يدري بقصيدته التعريف الأكثر جدلا (للحرية) فيقول:

الأحلام شئ جميل

تجعلك فوق الغيوم

تمشي مستمتعا على سقوف رقيقة

دون أن تبالي باللوائح والإشارات

مستمتعا بحريتك

دون أن تضايق أحداً

وتحت عنوان (ضجر) يلخص (فلور ديركس) بالصف الرابع معاناة الإنسان قائلاً:

أريد ، أريد

لاأعرف ماذا أريد

لأني أريد هذا حيناً

وأريد ذاك حيناً آخر

أريد أريد

لن أعرف ما أريد

لأني دائما أريد كل شئ ولا أريد أي شئ

والطفلة العربية (حسيبة حسين) بالصف الثامن دونت حلمها تحت عنوان (ماء البحر):

الجميع كان يسبح معي

فأنا كنت ماء البحر

وجاءت فتاة ذات ليلة

فقالت لي: نهارك سعيد.

كيف علمتِ بأني كنت الماء ؟؟

لأنها كانت من الكشافة ..

والطفل (توم فان دير فورتنفورت) بالصف الرابع ..(و شكله كدة واخد فكرة مش ولابد عن الجواز ) كتب تحت عنوان (فتاة):

حلمت بأني رأيت فتاة

تضحك بلطف مفرط

قالت: هل تريد الزواج بي؟؟

ثم قطعنا بعضنا بعضاً

فبت أغسل الصحون

وأهرع للباب إذا رن الجرس!!

ما أن تحدث (الماجدي) عن عزمه بمحاكاة هذه التجربة الهولندية على أطفالٍ عرب بادئاً بموطنه (العراق) ..حتى وجم قلبي فجأة آخذاً على يده : لا ..لا تفعل أرجوك !! فعن ماذا سيكتب أطفال هذي البلاد ...بلادنا ؟؟ ....وتخيلت كيف سيرى صبياً عراقيا انفجار السيارات الملغومة وبعثرة الأشلاء كبريق أضواء الألعاب النارية في السماء ..وكيف سيحكي فتى فلسطينياً عن عدد المرات التي أصاب فيها رهان القذائف ..بأي دار ستهوي وبكم شهيد سترفع إلى العلاء ؟؟... وربما وصفت طفلة سورية بمنتى الرقة شرائط الشعر التي انحلت من ضفائرها عند الرحيل ..وأعلم بمصريتي أن صبي الفرن المجاور سيكتب عن (رائحة الخبز في الفجر ) أجمل ألف مرة من (محمود درويش) ..إلا أنه رغم ذلك ليس عذراً كافياً لاقتراف الابتسام ...فغفرانك يا الله.

Facebook Twitter Link .
3 يوافقون
اضف تعليق