ساق البامبو > مراجعات رواية ساق البامبو > مراجعة Radwa Ashraf

ساق البامبو - سعود السنعوسي
أبلغوني عند توفره

ساق البامبو

تأليف (تأليف) 4.4
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

تدور أحداث الرواية على لسان عيسى أو هوزيه الذي ولد من أم فليبنية وأب كويتي ومعاناته لآنه لا ينتمي لأي من العالمين، لا ينتمي للفلبينين الذين ينادونه بالعربي، ولا ينتمي للعرب الذين ينادونه بالفلبيني.

الجزء الأول: عيسى قبل الميلاد

يبدأ عيسى أو هوزيه بالتعليق على حياته ويأخذنا في رحلة إلى حكايات أمه عن والدها وأختها ومعاناتها قبل سفرها للكويت للعمل بها كخادمة. ويعيد سرد حكايات أمه التي كانت تحكيها عن حبها لراشد الطاروف، الكويتي المثقف ومعاناتهم بعد زواجها منه وحملها به، حتى إضطرت بعد ولادته أن تعود به لبلدها الفلبين. الجزء يعد تمهيد لبداية أحداث الرواية و رغم أنه معظمه عبارة عن حكايات والدة هوزيه إلا أنها تخلو من الملل، بسبب الشخصيات المختلفة، سواء أكان الوالد المدمن على المقامرة، أيدا التي أجبرت على ممارسة عمل لا تريده لينتهي بها الأمر حامل بطفلة، وجوزافين، والدة هوزيه، التي ترفض هذه الحياة وتسافر للخليج من أجل حياة أفضل.

الجزء الثاني: عيسى بعد الميلاد

جزء مفعم بالمشاعر الإيجابية والسلبية معاَ، جدير بالذكر أن أسلوب الكاتب خاصة في الجزء ده ذكرني بأسلوب جابرييل جارسيا ماركيز في روايته "مائة عام من العزلة"، هذا من أسباب تعلقي وحبي للرواية.

في هذا الجزء يفقد هوزيه امه جوزافين بعد زواجها وإنجابها لابن ثاني وتحل محلها خالته أو كما أصبح يطلق عليها "ماما أيدا", يبدأ يشعر بالذنب لأول مرة كأنه نحلة تطن بأذنه، ويشعر بالحب لأول مرة لإبنة خالته ميرلا التي يدرك أنه لأسباب عديدة صعب ان يحظى بها.

هذا الجزء أعجبني أكتر من الجزء الأول، فهو يحتوي على تفاصيل ومشاعر متداخلة عديدة، بدأت أشعر بما يشعر به هوزيه كذلك، فهو لا يدري لأي اسم ينتمي، إلى عيسى أو هوزيه؟ إلى أي وطن ينتمي، إلى الفلبين أو الكويت؟ إلى أي دين ينتمي، إلى المسيحية أو الاسلام؟

تأتي فكرة البامبو من هنا، عندما يشبه نفسه بشجر البامبو، الذي يستطيع أن تنبت له جذور في أي مكان، ويأمل أن تكون له جذور في أماكن متعددة كذلك.

الجزء الثالث: عيسى ...التيه الأول

يبدأ هوزيه حياته الحقيقية بعيداً عن أهله، بعد أن لاحظ أنه لا يوجد من يعتمد عليه سوى نفسه. بدأ بيع الموز وتعرف على صديقاً صينياً بوذياً، تشانغ، الذي صاحبه لزيارة معبد بوذي حيث شعر بنفس الهدوء النفسي الذي شعر به في الكنيسة. ترك عمله في بيع الموز ليبدأ عملاً جديداً كمدلكاً صينياً، ويتعرف خلال عمله هذا على أول كويتين في حياته، لتبدأ تنمو بعقله فكرة العيش بالكويت. ويبدأ يستغل سنين تعذيبه مع جده ميندوزا، ليبدأ بها عملاً يحبه فعلاً.

من الشخصيات التي صدمتني، شخصية جده ميندوزا، شخصية لا تتضح معالمها بحق إلا بعد وفاته، هو الجندي السابق الذي عاد مختلفاً بعد إنتهاء الحرب، وينتهي هذا الجزء بإنفتاح الطريق لهوزيه من أجل العودة إلى الكويت.

الجزء الرابع: عيسى .. التيه الثاني

بدأت حياة عيسى في منزل جدته غنيمة وتعرفه على أفراد العائلة، بين كارهين له ومتقبلين، وتعرفه على نفسه كذلك، وكذلك تعرفه على الإسلام شيئاً فشيئاً. بدأت حياته في الكويت في منزل غسان، صديق والده الذي تكفل بإحضاره إلى الكويت تنفيذاً لوصية والده، وفي النهاية تقبل الجدة أن يدخل عيسى منزل العائلة ولكن بإعتباره خادم فلبيني. تبدأ علاقته مع جدته وخولة، أخته من أبيه، تتطور و تتحسن، ولكن في وجود باقي أفرد العائلة لا يعترف به أحد خوفاً من كلام الناس. هذا الجزء أوضح بنية الكويت وثقافتها أكتر وتأثير الكلمة والنميمة على عائلات بأكملها، أعجبني كذلك تكيف عيسى/هوزيه على الإسلام و شعائره مثل الصوم والصلاة. وتأثرت بموقفه مع نورية في منزل الجدة الذي يوضح مدى المعاناة التي كان يعيشها هوزيه في الكويت.

الجزء الخامس: عيسى على هامش الوطن

دائرة أصدقاء وعلاقات هوزيه في الكويت بدأت تتسع وخاصة بعد تركه لمنزل العائلة و بدايته العيش بمفرده. وبعد تشجيع خولة يبدأ هوزيه في الكتابة، الكتابة عن الكويت بوجوها المختلفة التي رأها هو، سواء أكانت كويت عائلة الطاروف، كويت أصدقائه المجانين، كويت غسان ، كويت خاصة به هو و خولة، أو كويت خاصة بالمواطنين الفلبينين مثله.

هذا الجزء كذلك يعيد التركيز على قصة حبه هو و ميرلا و يعيد فتحها بعد أن ظننت أنها إنتهت، لتبدأ القصة بينهم تثمر على نحو غير متوقع.

أخيراً: عيسى إلى الوراء يلتفت

أنهى عيسى/هوزيه روايته عن الكويت التي كتبها بالفلبينية و جعل صديقه الفلبيني إبراهيم سلام يترجمها، كتب فيها عن الكويت، ولكنه لم يتخلص بعد من تشتته بين وطنين، فهو في منطقة تعادل بينهم.

أعجبتني طريقة الكاتب في تقديم المجتمع الكويتي والفلبيني، فكلا منهم له مميزاته و عيوبه وقد وضحها الكاتب بدون أن يبدي إنحيازاً لكونه كويتي، وقد أوضحت الرواية مساوئ عديدة بالكويت بجانب تضمنها نماذج للشخضيات والنماذج المميزة فيها. عرفت الفلبين كذلك في صورة مغايرة و أعتقد أن الكاتب أحسن في حديثه عنها. البطل هوزيه هو شخصية متقنة التراكيب ورغم تعرضه لأكثر مما قد يتحمله الشخص العادي من أفراد من المفترض أنهم عائلته إلا أنه تمكن من مواجهتهم و من مواجهة ما أسمته أخته خولة "لعنة الطاروف" بطريقة ممتازة و هي الكتابة عنهم، مثلما كان يفعل والده. أعجبني إصرار هوزيه ولم يعجبني إستسلام خولة و هند وغيرهم للمجتمع الكويتي برغم رغبتهم في مساعدته.

Facebook Twitter Link .
2 يوافقون
اضف تعليق