ساق البامبو > مراجعات رواية ساق البامبو > مراجعة Dr.Hanan Farouk

ساق البامبو - سعود السنعوسي
أبلغوني عند توفره

ساق البامبو

تأليف (تأليف) 4.4
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
0

يجب أن أعترف أني لم أستطع أن أترك الرواية منذ بدأت أول حروفها أمس ليلاً ورغم أني مثقلة بمشاغل وواجبات تم تأجيلها أوتوماتيكياً من أجل تلك الرواية التي لن أقول أنها رائعة لكن سأضيف أنها حقيقية جداً وكأنها ليست رواية..لقد ضبطت نفسي أنا مدمنة القراءة السردية متلبسة بفعل البكاء أكثر من مرة..امتدحها كثيرون وتحفظ البعض ..أحب أن أقول للذين تحفظوا مع احترامي الكامل لذائقتهم أنه لن يفهم تلك الرواية كل الفهم..أقصد لن يتنفسها إلا الذي عاش هناك في الخليج..الخليجيون متشابهون جدا ظلمهم إعلامنا أحياناً وقال الحقيقة في أحيان أخر..لم أعش في الكويت لكني كنت في مكان قريب منها..لي ذكرياتي وأصدقائي الذين أعتز بهم من أهل البلاد لكنهم محكومون يالقبيلة..بالمجتمع القبلي..بالنظرة التي ورثوها في جيناتهم لأنفسهم وغيرهم..المسألة ليست مشكلتهم مع الأجنبي أو ما يسمونه أحياناً بـ (طرش البحر) أو بكلمات أكثر تأدباً (حدف البحر)لكنها مع العادات والتقاليد والأعراف..أختلف مع (خولة ) في الرواية التي قالت أنها تود لو أنها من أسرة وضيعة وأنها لم تكن من عائلة (الطاروف) لأن لقبها يقيدها..في كل مكان وعلى كل مستوى هناك قيود وهناك أناس ينظرون لآخرين من فوق الجبل..المسألة قد تكون عامة في مجتمعات كثيرة لكنها هناك مركزة..مكثفة..لا أنسى أني مرة تناقشت مع عاملة أو كما يسمونها هناك (مستخدمة) في المكان الذي كنت أعمل به حين تقدم لابنتها خطيبان أحدهما حداد ناجح جداً وله اسمه والآخر شاب راسب ثانوية عامة لا يعمل فاختاروا الثاني لأنهم يأنفون من مصاهرة الصناع بل ويقولون كيف يجرؤ أصلاً على طلب المصاهرة..أؤمن بالتكافؤ بالطبع لكني تعجبت..فالمستوى من وجهة نظري متقارب..ما المشكلة؟...في مكان آخر عرفت طبيبة من أهل البلد لكنها من مدينة حضرية وكان عملنا في مدينة أقرب إلى البدوية بطريقة أو بأخرى كانوا يعاملونها على أنها أجنبية..ربما بدرجة أقل بكثير مما يصبحون عليه عندما يتعاملون مع أجنبية بالفعل لكنها في النهاية ليست من قبيلتهم وربما لها أصول عربية ليست من بلدهم..الأمر معقد جداً..جداً...فكيف لخوسيه أن يأمل في أن يصبح طاروفاً؟؟؟

إنها لعنة الشيزوفرينيا التي أصيبت وتصاب بها المجتمعات العربية التي تنادي بالمساواة والتقدم والازدهار والحلم بغد أفضل ولا تفهم أو تطبق من كل ذلك إلا قشور القشور..

بالطبع كالعادة لي مآخذ ربما فلم أفهم أبداً كيف يظل خوسيه أو عيسى كل ذلك الوقت في الكويت من غير أن يحاول هو أو صديقه الداعية الفلبيني ابراهيم سلام أو أخته خولة تعليمه اللغة العربية أو حتى الصلاة..صلاة المسلمين التي كان يحرص هو أن يتعلمها ولم يسأله أحد البة إن كان يحفظ الفاتحة حتى؟..

لكن في النهاية يجب أن أصفق للكاتب لأنه استطاع أن يأخذني إلى صراع الهوية..والرفض..حتى داخل عيسى نفسه الذي عاش بين بين وظل وسيظل..

Facebook Twitter Link .
5 يوافقون
اضف تعليق