رسالة في الطريق إلى ثقافتنا > مراجعات كتاب رسالة في الطريق إلى ثقافتنا > مراجعة إشراق الفطافطة (Ishraq Abdelrahman)

رسالة في الطريق إلى ثقافتنا - محمود محمد شاكر
أبلغوني عند توفره

رسالة في الطريق إلى ثقافتنا

تأليف (تأليف) 4.7
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

أخط هذه الكلمات وأنا أشعر بالخجل من نفسي، فما جاء بهذا الكتاب أعده بمثابة الصفعة على الوجه التي تهدف الى أن يستيقظ هذا القارئ، هذا العربي، هذا المسلم... أن يستيقظ من ضعفه واستكانته وهوانه، أن يرى وأن يقرأ تاريخه وحضارته وثقافته وقوته "بعين عربية بصيرة لا تغفل، لا بعين أروبية تخالطها نخوة وطنية".

في هذا الكتاب، يرد محمود محمد شاكر على استشراق القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين من خلال منهج محكم رُسمت معالمه من أيام الصحابة الأولين مروراً بالتابعين والفقهاء والمحدثين. وهو بهذه المقدمة المختصرة لكتابه "المتنبي" - والتي خطتها يدي عالم غيور على دينه وعروبته - يحاول أن يوضح الحملة الشرسة التي تستهدف العالم الاسلامي عقب الصحوة التي رافته عقداً من الزمن من خلال بيان وتوضيح المؤامرة التي ما زالت تستهدف حضارتنا وثقافتنا الاسلامية ومحاولة تفريغها والتي لا ينكرها الا جاهل بماضينا وتاريخنا وحضارتنا.

وحتى تفهم هذا المنهج عليك التعريج على ما أسماه أبو فهر "ما قبل المنهج" والذي يمكنك الولوج اليه عن طريق:

- اللغة: وهي البيان الانساني الذي نشأ به صغيراً.

- الثقافة: وهي المعارف التي لا تحصى وتحتاج لادراكها الى:

o الايمان بها: ويتم عن طريق العقل والقلب.

o العمل بها: وهي نتيجة مباشرة للايمان بالشيء.

o الانتماء لها: انتماءاً يحفظهما من الضياع.

- الأهواء: وهي الغفلة التي اذا تسللت الى المنهج وأضرته وكما قال الشاعر

مِمّا أضَرّ بأهْلِ العِشْقِ أنّهُمُ هَوَوا وَمَا عَرَفُوا الدّنْيَا وَما فطِنوا

تَفنى عُيُونُهُمُ دَمْعاً وَأنْفُسُهُمْ في إثْرِ كُلّ قَبيحٍ وَجهُهُ حَسَنُ

والأصل في قبول المنهج وما قبل المنهج هي الأخلاق التي تتغلب على الأهواء والغفلة. ورأس الأخلاق هي الدين بمفهومه العمومي والذي يقضي بالعودة الى الفطرة السليمة القادرة على تمييز الصواب من الخطأ وبالتالي تهدي الى الادراك الشمولي للثقافة بعيداً عن أهواء النفس البشرية.

يقوم محمود محمد شاكر بعد القاء الضوء على مفهوم الثقافة وبيان منهجه في الوصول والاستدلال عليه بالتصدي الى استشراق المسيحية الشمالية من خلال بيان اليقظة التي صاحبت أوروبا من العصور الحديثة الى عصرنا هذا والأهداف والأساليب التي رافقت هذه الصحوة من أجل غزو بلاد الاسلام فكرياً بعد أن أثبتت حروبهم الصليبية السابقة فشلها. وهذا الغزو قائم على ثلاث عناصر وهي:

- التبشير لنشر التعاليم المسيحية في العالم الاسلامي.

- الاستعمار وتاريخنا المعاصر مليء بشواهده واحداثه.

- الاستشراق الذي يقضي بتعلم لغة واداب وثقافة لغة أخرى (العربية) فترة من الزمن ثم يقوم باعادة كتابة تاريخنا وثقافتنا وديننا بلغته هو ليسقط عليها أفكاره وثقافته هو.

ولقد عمد محمود محمد شاكر بمقدمة رسالته هذه من بيان للمنهج وما قبل المنهج ومن شرح لمفهوم الثقافة وفي ما بعد في سرد لأحداث التاريخ تفنيد وبيان كذب وخداع استشراق القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين بالحجة والاقناع لمن استوعب المنهج الذي وضحه وتبعه في محاربة الاستشراق.

يتوسع الكاتب فيما بعد ببيان الطرق التي اتبعها المستشرقون بالولوج الى العالم الاسلامي عبر التاريخ وتهيأتهم لبسط المسيحية الشمالية على العالم الاسلامي الجنوبي. فعندما ادرك المستشرقون بوادر عودة اليقظة الاسلامية اواخر القرن السادس عشر على أيدي: البغدادي ثم الجبرتي الكبير في مصر، ابن عبدالوهاب في جزيرة العرب، المرتضى الزبيدي في مصر ثم الشوكاني في اليمن، فزع الاستشراق أن الفرق بيننا وبينهم "خطوة واحدة تستدرك باليقظة والهمة والصبر والدأب لا أكثر" ومن هنا بدأت حملة نابليون لغزو مصر ووأد الصحوة الاسلامية في مهدها.

يختم الكاتب رسالته بالتأكيد على أن التفريغ الممنهج لتثافتنا وحضارتنا مستمر الى يومنا هذا، وللأسف فهو مستمر على أيدينا نحن الذين نبذنا تاريخنا وحضارتنا بحجة القديم وتمسكنا بحضارتهم هم بحجة الجديد أو التجديد وعاب على الذين سطوا على ثقافة الغرب كما هي ولم يزيدوا عليها ويجددوها بناء على ثقافتنا نحن لا هم. "رفض القديم والاستهانة به، دون أن يكون الرافض ملماً بحقيقة هذا القديم" و "الغلو في شأن الجديد دون أن يكون صاحبه متميزاً في نفسه تميزاً صحيحاً بأنه جدد تجديداً نابعاً من نفسه وصادراً عن ثقافة متكاملة متماسكة".

--------------------------------------

- ما بين "...." اقتباس من نص الكتاب.

- سقطت نجمة من التقييم لصعوبة فهم المنهج بطريقة مباشرة اذ اضطررت لعدة قراءات للتمكن من الاحاطة بمقصد الكاتب من المنهج.

- الشكر للصديق هاني عبدالحميد الذي أتاح لي فرصة قراءة هذا الكتاب.

Facebook Twitter Link .
5 يوافقون
5 تعليقات