يوميات كهل صغير السن > مراجعات كتاب يوميات كهل صغير السن > مراجعة أمل لذيذ

يوميات كهل صغير السن - عمرو صبحي
أبلغوني عند توفره

يوميات كهل صغير السن

تأليف (تأليف) 3.4
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
0

(كتاب يوميات كهل صغير السن) للكاتب عمرو صبحي ، يدور في مقاطعه المختلفة حول فكرة النقاء ، و هذه الفكرة تم رسمها في عنوان الكتاب حيث نجد أن الكاتب ذكر صفتين تظهران كمتناقضتين و هما الكهولة و صغر السن ، و هذا الذكر ليس فيه تناقض إذا تمحصنا في الأمر، و إنما إيقاظ للعقول و محاولة لشد إنتباهها ،فالسنوات وحدها ليست المقياس الوحيد لأعمار البشر لإن الهمة و الطموح و الرغبة في الحياة من مقاييس العمر أيضا !

و إمتد شغف أديبنا بالنقاء و هو يقاسمنا بعثرات من أيامه ، و أنا أتأمل المواقف التي مر بها و تعليقاته عليها ، أحسست بأن عملية بوحه الكتابية باتت بالنسبة له إجبارية من شدة سطوتها عليه ، فالكتابة ربما تكون مفر بالنسبة للبعض ،و ربما تكون وسيلة لمساعدة الآخرين بالنسبة للبعض ، و ربما تكون مجرد نزوات فضفضة بالنسبة للبعض ، و ربما تكون مذياع شهرة بالنسبة للبعض ، و ربما تكون مرحلة إكتشاف للنفس بالنسبة للبعض ، و لكن في حالة أديبنا هي حتمية !

و قد سخر الكاتب جل بوحه للنقاء كما بينت آنفا ، و رأيت أن أفكاري أبحرت معه ، فتجارب الحياة تعزز فينا الصلابة و تزيدها و لكنها أيضا قد تطبع بعض ملامح القسوة فينا ، و الإحتكاك بطواحين الأزمات يقوي عزيمتنا و يجعلنا نواجه التحديات و ننتصر عليها و لكنه أيضا قد يسلب منا وقتا طويلا ، و النهوض من بعد الكبوات يحفزنا على التشبث بمرادنا أكثر و يساهم في تغذية إرادتنا لتحقيقه و لكنه أيضا قد يترك بعض الندبات التي لا تزول بسهولة و ربما لن تزول ، فالمصاعب تصعب الحياة تارة و تسهلها تارة أخرى ، تصعبها بإرتفاع نسبة لهاثنا ، و تسهلها بمعرفتنا بمدى لذة إسترجاع الأنفاس من بعد إنقطاعها !

هل الفرشاة تنتهك براءة قماش اللوحة حينما ترسم عليها ، فتلطخها بلطخات لونية عبثية و عابثة بها ؟! هل قماش اللوحة يأنس بملامسة الفرشاة له و يطلب ذلك و ينشده ، فنعومة الملامسات اللونية المتنوعة من قبل الفرشاة للقماش تحدد هويته و تبهج سريرته ؟!هل البياض وحده هو رمز النقاء ؟! هل الملونات الصبغية قادرة على تليين القماش أم تزيده خشونة؟! هذه الأسئلة شاغبت عقلي لأضيف لها سؤالا : هل بإمكاننا أن نقوم بإنتقاء ألوان خبراتنا لكي لا نخسر النقاء الذي فينا أم نحن من الفائزين ببساطة عيش الحياة بغض النظر عن الألوان التي تلوننا ؟!

(كتاب يوميات كهل صغير السن) للكاتب عمرو صبحي ، فيه يوميات عقل يحكي و قلب يسمع !

Facebook Twitter Link .
2 يوافقون
4 تعليقات