ولم يكد المركب يرفع مراسيه , حتى سمعنا عويل امراة ,فقد لاحظت ان احد اطفالها الاربعة لم يكن على المركب ,وراحت تطلب العودة الى المرفاْ للبحث عنه .. الا انه كان من الصعب علينا , ونحن نتعرض لنيران المدافع اليهودية الغزيرة ان نعود ادراجنا الى يافا فنعرض للخطر حياة ما بين مائتين وثلاثمة شخص بينهم العديد من الاطفال في المركب . ولقد ذهبت توسلات المراة الباسلة سدى فانهارت باكية . وكنا وبعض الاشخاص نحاول تهدئتها مؤكدين لها انه سيتم ايواء ابنها الصغير بالتاكيد ثم يرسلونه في وقت لاحق الى غزة. ولكن عبثا .اذ راح قنوطها يتزايد برغم محاولاتنا , وبرغم تطمينات زوجها . ثم اذا باعصابها تخور فجاة فتتخطى حافة المركب ةتلقي بنفسها في البحر . اما زوجها الذي لم يفلح في الامساك بها فقد غطس بدوره , ولم يكن اي منهما يحسن العوم فابتلعتهما الامواج الهائجة امام نواظرنا ,واما المسافرون الذين اخذهم الروع فكانو كمن اصابه الشلل......
فلسطيني بلا هوية: صلاح خلف 'أبو إياد' > مراجعات كتاب فلسطيني بلا هوية: صلاح خلف 'أبو إياد' > مراجعة ابراهيم سلمان
فلسطيني بلا هوية: صلاح خلف 'أبو إياد'
أبلغوني عند توفره