خواطر ناعمة
يستحق بعضها الوقوف والتأمل طويلاً
وجدتني في كثير من السطور
لكأن مذاهب الحزن توحد صفات معتنقيها
في حين تدأب مدارس الكآبة على تمييز نزعات مريديها ومرتاديها
مما أعجبني من يوميات هذا الكهل أقتبس :
" أملك قلبًا خربًا، كان دائمًا مرتعًا لفوضى من المشاعر، ولكنها كانت
المحرض الأكبر على البقاء، وأنا الذي أمارس عبادة الكتمان،
إلى الحد الذي يبقيك خلف خطوط الزمن، تحاصرك الأفكار، وتصارعها
في عراك معتاد ينتهي عادة بفوزها،
وعلى الرغم من أني قد أمضيتُ وقتًا طويلاً لأصطنع مع نفسي سلامًا مشروطاً،
وتكيفًا مع أحلامي المجهضة
فإني قد قررت مصالحتها، بمشاطرة ماتبقى منيٍّ همومي وأفكاري "
" هناك من يذنب بقدر مواربة الباب، و هناك من يذنب بقدر فتحه على مصراعيه !"
يدري بأن هناك أنفسًا ما زالت نقية رغم تلوث الحاضر،
و تفقد بكارتها على أيدي التجربة
إلا أنها ليست لهما .
أول الأمر كآخره، وآخره كأوله، دوائر لا تنتهي من الألم المعتق بعناية .
يجوبان معًا غياهب الحزن، ومتاهات الألم بحثًاً عن نفحات من نسائم الأمل،
ولكن
لا يحظيان إلا بمزيد من .. الألم . "