لويس عوض في الميزان > مراجعات كتاب لويس عوض في الميزان > مراجعة Tolba Abdalla

لويس عوض في الميزان - رجاء النقاش
أبلغوني عند توفره

لويس عوض في الميزان

تأليف (تأليف) 3.7
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

يري النقاش أن «عوض» فرق بين التاريخ الثقافي والتاريخ السياسي عبر لغة عالية من الصراحة والصدق، وهو مشابه لكتاب «تربية سلامة موسي» فكلا الكاتبين «تعرض لتاريخ مصر الحديث من خلال الكتابة عن حياتهما الشخصية»، وفي كتابه الراصد والكاشف يقدم «النقاش» عدة ملاحظات جوهرية حول «أوراق العمر» أولاها: خطأ «لويس» وهو يتحدث عن استقلال مدينة زفتي إبان ثورة 1919، بقوله: إن الذي أعلن هذا الاستقلال هو «زعيم من زعماء الوفد اسمه محمد بسيوني» في حين أن زعيم ثورة زفتي هو «يوسف أحمد الجندي».

ثانيتها: حديثه عن «الجنرال يعقوب» والذي تعاون مع الحملة الفرنسية ضد المصريين، فيري لويس أن المصريين كانوا يكرهونه لأنه قبطي فيرد عليه «النقاش» بأن الكره بسبب إنشاء «يعقوب» لفرقة عسكرية تعاونت مع الفرنسيين لضرب المصريين فهو مكروه لخيانته وليس مكروها لديانته، وأول من وصفه بالخيانة هو «الجبرتي» وأسماه «يعقوب اللعين» والجبرتي – بالتأكيد – علي حد تعبير النقاش «مؤرخ كبير مسئول لم يعرف عنه التعصب» وربما هذه الجزئية أخذت – كثيرا – من كتاب «رجاء النقاش» لطبيعة القضية وحساسيتها التي تعامل معها ناقدنا الكبير بثقافة غزيرة وتفنيد للرأي بالرأي من خلال العودة إلي المراجع الموثوق فيها لمعرفة حقيقة هذه الشخصية الخلافية.

ثالثتها: مقولة د. عوض بأن «أحمد شوقي شاعر سخيف أرستقراطي وينافق الجماهير» ويحاول أن يتقرب إليهم بالحديث عن أمور تهمهم مثل الدين والاشتراكية، فيرد النقاش بأن «شوقي أكبر من هذا فهو شاعر القضايا الوطنية والقضايا القومية في الثلث الأول من هذا القرن، وكان شعره غذاء روحيا رائعا لأبناء الأمة العربية في كل الأزمات والمواقف الصعبة».

رابعتها: يختلف النقاش مع د. لويس في رأيه حول تحولات بعض الكتاب من الثورية في الفكر والأدب إلي التخلي عن هذه النزعة والكتابة في الموضوعات الرائجة وخاصة الموضوعات الدينية مثلما فعل د. طه حسين ود. محمد حسين هيكل، والذين وصفهم د. لويس بأن هذه التحولات «زندقة فكرية» فيشير «رجاء» إلي أن هؤلاء الكتاب والمفكرين لم يتراجعوا عما بدأوه من دعوات تجديدية وثورية لمجرد أنهم كتبوا في الإسلام، فقد كانت كتاباتهم الإسلامية تأكيدا لدعوتهم التجريدية وتدعيما لكل ما نادوا به من تطور حضاري في المجتمع.

خامستها: وصف د. لويس لأم كلثوم بـ «المغنية المليونيرة» التي تغني للاشتراكية، فيرد عليه النقاش قائلا: «أم كلثوم فلاحة عربية مصرية ولدت سنة 1898، في بيئة فقيرة وأسرة فقيرة، هذه المرأة الفلاحة البسيطة شقت طريقها إلي القمة بالجهد والعرق والموهبة».

ورغم هذه المؤاخذات علي «أوراق العمر» فإن «رجاء النقاش» يعرف – بعين الناقد المحترف – القيمة الفكرية لصاحب الأوراق فنراه يقول في مقدمته «وهذا الاختلاف لم يمنعني من الاعتراف للدكتور لويس عوض بمكانته ودوره الكبير المؤثر في الفكر العربي الحديث».

ومن اللفتات الطيبة في هذا الكتاب أن النقاش يهديه إلي الدكتور رمسيس عوض لشقيق الأصغر للويس والذي هاجمه في «أوراق العمر» بقسوة وبأوصاف صعبة، وهذا ليس غريبا علي «رجاء النقاش» الكاتب الضمير كما وصفه الراحل صلاح عبدالصبور.

يقول النقاش: «لعل الدكتور لويس عوض قد قسا كل هذه القسوة علي شقيقه رمسيس حتي يثبت للناس أنه في كتابه عن حياته إنما يقول الحق ولو علي شقيقه، وشعر الدكتور لويس نفسه بأنه في معاملته لشقيقه كان قاسيا أكثر مما يجب، فقال عن نفسه: كنت كثيرا ما أحاكم نفسي بقولي: ربما كنت واحدا من أولئك الذين قال فيهم قاسم أمين: أعرف قضاة حكموا بالظلم ليشتهروا بين الناس بالعدل».

ويضيف النقاش: والحقيقة أن الذي قاله الدكتور لويس عوض عن شقيقه رمسيس ليس عدلا بل هو ظلم، فالدكتور رمسيس عوض كاتب ومفكر وصاحب رؤية عميقة وثقافة واسعة، وهو باحث من طراز رفيع، وكتابات رمسيس عوض تختلف في نوعيتها عن كتابات شقيقه الأكبر الدكتور لويس، ولكنها في نهاية الأمر تعتبر من أفضل الكتابات العربية، ومن أعلي المراجع العلمية التي يمكن الاعتماد عليها والثقة بها.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق