التواجد في السلطة لا يكفي وحده ليكون خطة عمل ،، محمد حسنين هيكل
....
كتاب آخر لا وزن له - ككل الكتب التي قراتها لسيد قطب ،، فهو محامي سيئ عن قضية ناجحة ،، كل بضاعته أن يكرر مرة بعد أخرى أن الإسلام عظيم وأن مادونه جاهلية وأن الحاكمية لله وأنه لو طبقنا المنهج الإسلامي لعشنا في حرية وعدل ورخاء ،، فقط ،، بدون أن يشرح لنا كيف سنطبق المنهج الإسلامي وكيف ستكون الحاكمية لله.
في صفحتي 44 و 45 يتهرب سيد قطب من الإجابة على هذه الأسئلة ، فيقول انه من اللازم قبلًا أن يعلن المجتمع خضوعه واستسلامه لإقامة شريعة شريعة الإسلام !!! هل هذا قول رجل ( مفكر ) يحمل دعوة ؟!
كل ما خرجت به من كتابات سيد قطب أن الوصول لقمة النظام السياسي وإخضاع المجتمع هو الوسيلة الوحيدة لتحقيق المنهج الإسلامي.
كرهت في سيد قطب ضيق أفقه عندما حصر الإسلام في نموذج واحد فقط ،، فالإسلام كما يراه هو وما غير ذلك جاهلية ،، كما أنه يرفض رفضاً يصل للتحريم تلقي العلوم السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتاريخي إلا من رجل مسلم وليس أي مسلم بل لا بد أن يكون موثوقًا في دينه وتقواه !!
ـــــــــــــــ
ملحوظة مهمة مع أنها قد لا تبدو بتلك الأهمية : في صفحة 27 يصف سيد قطب الحديث الشريف - موجود في صحيح البخاري - ( انصر أخالك ظالمًا أو مظلومًا ) بـ(القول المتعارف في الجاهلية ) ،، هل لم يسمع أو يقرأ سيد قطب عن هذا الحديث ؟! أي دقته في البحث ؟!
ـــــــــــــــ
وأعود لأكرر : لو لم يُعدم سيد قطب لما صُنعت كل هذه الهالة المحيطة به ،، أفكاره بالأساس لم تكن لتعيش طويلًا
.
ـــــــــــــــ
أتفق بشدة مع مقالة سيد قطب ( جنسية المسلم عقيدته ) ،، وببعض التحفظ في مقالة ( الجهاد في سبيل الله ).
ـــــــــــــــ
وفي النهاية أترك لكم هذا السؤال وإجابته من كتاب الراحل حسام تمام ( الإخوان المسلمون ،، سنوات ما قبل الثورة )
كيف بزغ نجم سيد قطب داخل الجماعة وأفكاره التكفيرية مهددًا بذلك أطروحة البنا ؟
ملحوظة: أسباب هذا الصعود لا علاقة لها بمدى قوة أو أهمية أفكار سيد قطب
1- غياب أي مرجعية فكرية وتنظيرية يمك أن تشكل مرجعًا قياديًا في الجماعة توازي ثقل الشيخ حسن البنا.
2- ضعف قيادات الجماعة خلال سنوات الخمسينات.
3- ترك معظم من كان باستطاعته أن يقوم بهذا الدور للجماعة ،، كالإمام الغزالي والبهي الخولي ومحمد طه بدوي وسيد سابق وغيرهم.
4- البيئة المواتية من القمع والاضطهاد وعقدة الاستشهاد.