منمنمات تاريخية > مراجعات كتاب منمنمات تاريخية > مراجعة أمل لذيذ

منمنمات تاريخية - سعد الله ونوس
أبلغوني عند توفره

منمنمات تاريخية

تأليف (تأليف) 4.2
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
0

مسرحية (منمنمات تاريخية ) للأديب سعد الله ونوس - رحمه الله - ، تجمع النص الورقي المحكم البناء كمسرحية و النص المعد للتمثيل لإن المسرحية قد تم تمثيلها على المسرح ،و بالتأكيد فيها رؤية لما كان و إستشراف لما سيحدث و لمحة عما يحدث و كأن الوقت يتكلم ، الوقت هنا يجعلنا نتصل بفكرة أن الأحداث تسلم على بعضها البعض فيه ،و كأنها تتلاقى و لا تنقطع !

المؤلف وضعنا في فترة مجيء الغزو للعالم الإسلامي و تحديدا الشام ،و كذلك وضعنا مع أبطال عمله و هم يحيون في ظل ذلك الغزو، فنتعرف على خطرات أفئدتهم و ضخات عقولهم إزاء الغزو و نستشعر معهم ما يشعرون بهم، و نتعمق في قليل كلامهم لنستوعب شكواهم ، فهم يتعاملون مع واقع فقدهم لحريتهم و مع واقع تجاوزات الطغيان و محاولاتهم المتفرقة لصده،المحاولات متفرقة لإن عدد من الشعب لم يكن يفكر بالوطن بقدر ما فكر بممتلكاته و مصالحه ! و الوطن قد باتت حدوده تدريجيا تحت حراسة عدوهم ، فما العمل؟!

فتاجر يسعى للحصول على إستغلال حاجة الناس و جني مكاسب جديدة ، و رجل سياسة يتلاعب بأوراقه لكي يربح أكثر مما يخسر غير آخذا بالإعتبار مصائب الناس ، و شاب كسرته الأيام و طحنت همته فإتجه لإلهاء ذهنه بالشرب ، و زوجة منحت خيار البقاء و خيار المغادرة لزوجها لظلمة الهواجس ، و في وسط كل ذلك يقول أديبنا :" إذا صفت النوايا إتحدت القلوب " ، فهو ينبهنا لما يدور في النوايا المتنازعة حول ما تشتهيه من عطايا و في القلوب المنشغلة مبعاركها الداخلية فيما بينها ، فكيف تسند تلك النوايا المضطربة تلك القلوب المشتتة ؟!

و من ثم ننصت لحديث "علماء الأمة " آنذاك بعد إنصاتنا لغيرهم ، و نحن نأمل بأن بشائر الصلاح ستأتي من عندهم ،فتقرع مسامعنا فرقتهم التي وصلت إلى أوجها ، بصيرتهم عليها غشاوة التطرق إلى الفرعيات ، و بعضهم وصل إلى حد التشكيك في الآخر ، فإلتهم البغض جمعهم و تعاظم شتاتهم ، تنديدهم و إستنكارهم للغزو كان عبارة عن حروف لم يتم تنقيطها بالتنفيذ ، هي حروف كتبت بالخذلان و أغفلت ما ينتظرها من وعيد.

كتاب (منمنمات تاريخية ) قصير بعدد صفحاته ، و لكن تأثير كلماته طويل لما بعد صفحاته

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق