القوقعة > مراجعات رواية القوقعة > مراجعة إبراهيم عادل

القوقعة - مصطفى خليفة
تحميل الكتاب

القوقعة

تأليف (تأليف) 4.4
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
3

هنا شكل من أشكال الحقيقة التي تختفي دومًا، وتغطيها الكثير من المظاهر الفارغة والعناوين المستهلكة!

هنا بحثٌ جديد عن النفس الإنسانية، يتجاوز به صاحبها مأسة سجنٍ وعذيب وتنكيل وألم وموت وقسوة وبشاعة، إلى يتجاوز كل ذلك وهو يرصده بدقة، ليصل بك إلى جوانب جديدة في النفس الإنسانية التي لا نعرفها، ماذا بعد "التعذيب"؟! ماذا بعد الحياة موتًا؟! ماذا داخل العلاقات الإنسانية المتجمدة؟!

ربما لا أنسح أبدًا بقراءة هذه الرواية/الكتاب، لفرط ما تحمله من ألم وقسوة، والتي نشير إليها دائمًا بـ النظم العربية الديكتاتورية" وبألفاظٍ مستهلكة مثل "القمع" حتى كلمة "التعذيب" لم تعد ذات معنى بعد كل ماذاقه هؤلاء ويذوقونه في سجون الأنمة العربية الجبانة الحقيرة ..

لكن شيئًا آخر ينبت من بين الرماد، وإن كان اليأس حليفه، إلا أن داخل هذه النفس الإنسانية ما لاتعلمه دومًا من قوة وصبر وتحدي!

لم يكن مقدرًا لـ مصطفى أن يعيش بعد كل هذه الآلام والعذباات التي تلقاها، بل إن زملاء له كثيرون ماتوا حوله، وبين يديه، ولكن بقي هو كـ البطل المهزوم ليروي ويحكي تلك الفظاعات، ذلك البطل الذي لم ينتم لجماعة ولا تنظيم، ولكنه ذاق ويلات العذاب والتنكيل كأنه أحد أفرادهم، ليحكي ويصف ما شاهده بتجرد و"إنسانية" وصدق بالغين ..

أود أن أكتب عن هذه الرواية/الشهادة الشيء الكثير ..

ولكن يستوقفني منها بعض العلامات والمشاهد الدالة:

مشهد المسجونين وهم يتعاونون لإتمام عملية "زائدة دودية" لواحد منهم، وكيف ابتكروا أدوات للتخدير ومشارط لفتح الجسم وأدوات لخياطة الجرح!!!

مشهد رؤية السجين/ البطل للخيار كرمز مفقود للحياة التي بدا أنها كانت تودعه .. مشهد شاعري بامتياز

علاقة البطل بـ "نسيم" بدايتها وتطورها وتحولها، خوفه من أن يكون في تقربه منه شذوذًا، ثم تأمله لموقف حياة "البدوي" وتفسير ذلك السلوك ..

مشهد النهاية وانتحار صديقه كان مأساويًا بحق!

والغريب أنه يظل مشهدًا مأساويًا رغم أن الرواية تمتلئ بكل أصناف المآسي والألم والتعذيب!

ربما كون مشهدًا إنسانيًا صرفًا!!

...

يقول لابنة أخيه:

(يا لينا أنا أؤمن أن الإنسان لاىموت دفعة واحدة، كلما مات له قريبٌ أو صديق أو واحد من معارفه، فإن الجزء الذي كان يحتله هذا الصديق أو القريب يموت في نفس هذا الإنسان، ومع الأيام ومع تتابع سلسلة الموت تكثر الأجزاء التي تموت داخلنا، تكبر المساحة التي يحتلها الموت، وأنا يا لينا أحمل مقبرة داخلي! تفتح هذه القبور أبوابها ليلاً، ينظر إليى نزلاؤها، يحادثوني ويعاتبوني) ..

لم أكن أتوقع أن تعجبني هذه الرواية بهذا القدر، تذكرت معها عددًا مما كتب في وصف حالات التعذيب في السجون، ذكر بعض الأصدقاء طرفًا منه، تذكرت "البوابة السوداء" لأحمد رائف التي تتحدث عن تعذيب الإخوان المسلمين ـ أيضًا ـ في سجون عبد الناصر!

.

لاشك أن قراءة مثل هذه الرواية وسط ما يحدث في "سوريا" اليوم يفسِّر شيئًا من "الثورة" ضد هذا النظام الفاشي المستبد الحقير، ويجعلنا ندعو الله عليه أن يخزيه الله ويذله ويرينا فيه ما أرانا في "القذافي" وأمثاله ..

ويتجاوز الأمر ذلك بالتأكيد للنظرة العامة للحالة التي يعيشها المواطن العربي في البلدان العربية سواء البائدة أو التي ستبيد، فكتاب كـهذا وإن كان شهادة حية، إلا أنه ليس إلا واحدًا من آلاف المعذبين بل ربما الملايين داخل أنظمة القمع في كل البلدان العربية، كيف ولماذا تصبر الشعوب على كل هذا التعذيب والألم، وكيف يرضخون في النهاية ويصمتون، وكيف يتحول صمتهم وكبتهم إلى انفجارٍ فيما بعد يضحي بكل ما يملك في سبيل الكرامة والحرية!

كما يتجاوزه في محاولات لفهم طبيعة "نفسية" التعذيب في تلك السجون العربية!! لماذا يحدث كل هذا؟! لماذا يتفنون في التعذيب بكل هذا القدر وبكل هذه الأشكال؟!! وكأنهم حيوانات! بل ليسوا حيوانات بالتأكيد لأن الحيوان لا يعذب وإنما يفترس لأنه يكون جائعًا! ولكن هؤلاء كيف تخلوا عن آدميتهم وتحولوا إلى شياطين!!! إنها صورة بشعة للنفس الأنسانية في أحط صورها كيف تكون !! نسأل الله العافية!

.

شكرًا مصطفى خليفة

واللهم انتقم من بشار الأسد ونظامه

يسقط بشار الأسد

وشبيحة الأسد وكلابه

.

Facebook Twitter Link .
9 يوافقون
1 تعليقات