شيفرة دافنشي - رحلة البحث عن الحقيقة

إن من أهم ما يميز شيفرة دافنشي هو فكرة إسقاط القناعات السابقة للوصول إلى الحقيقة. هذه الفكرة هي المرفوضة تماماً من قبل الكنيسة التي حاربت و بشدة هذه الرواية و مع كل حظر لها كانت تحقق شهرة أوسع.

تعرض الرواية أفكاراً وثائقية بالدرجة الأساسية كأدلة على صحة فكر أخوية سيون.

إن من أجمل ما يصادف القراء الساعين إلى الحقيقة في هذه الرواية هو ارتباط مسيرهم في الرواية مع الفن و تدرجهم في فهم أسرار الفن من رسم و موسيقى و غيره من حقائق كونية و هذا ما يحتم على القراء إبداء الإجلال لرموز الفكر المتنوّر و الفنانين العظماء من أمثال دافنشي و بوتيشلي و فيكتور هيغو و إسحق نيوتن و موتسارت و برامز و غيرهم من رموز اليقظة و التنور الروحي و الفكري و الإنساني.

إن شيفرة دافينشي هي بشكل رئيسي دعوة للتأمل في المعتقدات السابقة قبل اعتناقها كمسلّمات و ذلك كونها مفروضة من قبل نظام اجتماعي سياسي بحت -كما توضّح الرواية- و هذا بالضبط ما يصادف كل باحث جاد عن الحقيقة.

هذه الرواية بالذات تتميز بوجود ذروات عديدة و كثيرة تمنح القرّاء -وخاصة الجدد على هذه المواضيع- النشوة الفكرية التي تجذبهم ٌكمال القراءة كل ما تركوها مؤقتاً.

المعلومات العلمية و الفنية و الحقائق الكونية و الفيزيائية هي عنصر جذب هام و هو متوفر بكثرة في هذه الرواية و هذا ما يزيد من فرص نجاحها في عقول القراء.

ما يميز الكاتب في هذه الرواية أيضاً هو الكتابة كما يفكر القارئ. فعندما يكتب شيئاً مملاً مثلاً يذكر هذا بهيئة لسان حال أحد شخصيات الرواية. القراء الأذكياء سيواجهون بعض المواضع التي يكتشفون فيها الحقيقة بأنفسهم قبل أن تكشف الرواية عنها بصراحة. و أحياناً قد يطول الكشف من قبل الرواية لأكثر من صفحة قبل استنتاج القارئ الشخصي و هذا ما يمنح القراء النشوة بالشعور بالإنجاز في طريق السعي و راء الحقيقة أيضاً و أحياناً فقط يشعرهم أنهم على مستوى فكري أعلى من هذه المعلومات لكن هذه المواضع لن تؤثر على مسير الأحداث في مجمل الرواية و سيبقى الرونق الخاص بها غير مشوب.

النهاية أيضاً تشكل عامل حاسم في تقييم الرواية و يجدر الذكر أن الكاتب قد اختار نهاية ذكية جداً ترضي جميع الاحتمالات التي وضعها القراء و كذلك ترضي جميع الأنماط الفكرية التي كانت تقرأ هذه الرواية.