لمن تقرع الأجراس > مراجعات رواية لمن تقرع الأجراس > مراجعة لونا

لمن تقرع الأجراس - إرنست هيمنجواي
أبلغوني عند توفره

لمن تقرع الأجراس

تأليف (تأليف) 3.5
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
2

one small piece of a bigger puzzle

جعل ارنست همنغواي الحرب الأهلية الأسبانية في ثلاثينات القرن الماضي (بين الجمهوريين والفاشستيين) ساحة لأحداث روايته، شبهتها بالجزء الصغير من "البازل" لأن أحداث الرواية تجري فقط خلال ثلاثة أيام ولم يتكلم عن تفاصيل الحرب التي استمرت لأكثر من ثلاثة سنوات، ولهذا الرواية ليست مصدر معلوماتي لتفاصيل هذه الحرب

أبطال الرواية يمثلون الطرف الجمهوري، والبطل الرئيسي هنا هو "روبرتو جوردان" الأمريكي (لم تعجبني فكرة كون البطل أمريكي) بحكم أن الحرب كانت ساحة يُقبل فيها المتطوعين كأطراف داخل المعركة، بدعم من أطراف سياسية لدول كبرى تدعم فيه الطرف الذي يوافق أهواءها ومصالحها

اختزل "همنغواي" الحرب بحادثة تفجير الجسر، وهي المهمة التي سيتولى القيام بها " روبرتو جوردان" الذي رغم نجاحه في المهمة التي أودت بحياته فإن النهاية بصفة عامة جاءت مفتوحة لم تمل فيها كفة النجاح لأي جانب .. .. والسبب في هذه النهاية "أعتقد" أن الحرب بعد سنين كانت لصالح الفاشستية وتحولت بعدها إسبانيا إلى إسبانيا "فرانكو" الديكتاتور، لم تتناول الرواية ذلك فكما أسلفت سابقاً الرواية فقط ثلاثة أيام واختزلت بها الحرب في حادثة تفجير الجسر

الجميل في الرواية هو عدم تقديس الحزب الجمهوري وتناول ما له وما عليه، واعتراف أفراده بجرائمهم الوحشية ضد الطرف الآخر

الرواية بصراحة ظهر فيها "همنغواي" محب للثرثرة، فالنص يعتمد على الحوارات بشكل كبير، حوارات جاءت أغلبها مملة، لا داعي لها، والهدف منها غير مفهوم أحياناً "مجرد كلام يعني"، كانت أغلبها بالنسبة لي حوارات فارغة ويمكن اختصارها .. .. ولكن يُحسب له أنه سلط الضوء على الجانب الإنساني للحرب الأهلية بشكل كبير وهذا "أعتقد" هو فحوى رسالة روايته، فإطلاق النار وقتل أناس كانوا جيران، رفاق...إلخ ولكن صدف أن اختلفت أهوائهم السياسية وأصبحوا أعداء ليس بالأمر السهل لطرفي المعركة ولكنه تحول إلى ذلك مع كثرة الدماء والوحشية والموت

هذه الوحشية أدت إلى تحويل أشخاص كشخصية "بابلو" الذي وُصِف أنه قتل أناساً أكثر من ضحايا الكوليرا إلى شخص يسعى فقط للحفاظ على حياته ولو قتل أفراد حزبه فضياع الهدف (أو الجدوى منه) وموت القلب لهذا الشخص من كثرة ما قتل من أناس حوَّله إلى شخصية مضطربة لا يهمه إلا نفسه .. .. ولهذا نصح "جوردان" مساعده الوفي "أنسيلمو" بعدم شخصنة الهدف عندما يطلق النار وأن يفكر بالهدف كهدف وليس كإنسان كانت له حياة مشتركة معه في يوم من الأيام

رغم أن الإنسان هو المخلوق الوحيد على وجه الأرض الذي كرمه الله بالعقل، ولكن عندما نقرأ عن الحرب عموماً والحرب الأهلية خصوصاً أشك بسلامة عقول من يخونضوها .. .. فسبحان الله الذي كرمنا بالعقل ولم نرضى به وأهَّنا أنفسنا بتغييبه

Facebook Twitter Link .
2 يوافقون
اضف تعليق